تاج العروس من جواهر القاموس

محمدمرتضی الحسینی الزبیدی

ص :2

ص :3

ص :4

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

اتییه ،بکسْرٍ فسکونٍ :قَرْیهٌ بمِصْرَ مِن البُحیرَهِ ،و قد دَخَلْتُها،و تُضافُ إلی البارُودِ،و الأصْلُ اتیای بالیاءِ.

قالَ ابنُ بَرِّی:قَوْلُ الجوْهرِیّ :و لو کانَتا عوضاً الخ، هذا رَدٌّ علی أَبی علیِّ الفارِسِیّ لأَنَّه کانَ یَجْعَل الأَلِفَ و اللامَ فی اسمِ البَارِی سبحانه عِوَضاً مِنَ الهَمْزَهِ ،و لا یلزمُه ما ذَکَرَه الجوْهرِیُّ مِن قَوْلِهم الإِلاهُ ،لأَنَّ اسمَ اللَّهِ لا یَجوزُ فیه الإِلاهُ ،و لا یکونُ إِلاَّ مَحْذوفَ الهَمْزهِ ،تَفَرَّدَ سبحانه بهذا الاسمِ لا یشرِکُه فیه غَیْرُه،فإِذا قیلَ الإلاهُ انْطَلَقَ علی اللَّهِ سبحانه و علی ما یُعْبَدُ مِن الأَصْنامِ ،و إِذا قُلْتَ اللَّه لم یَنْطَلِق إِلاَّ علیه سبحانه و تعالی،و لهذا جازَ أَن یُنادَی اسم اللَّه،و فیه لامُ التَّعْریفِ و تُقْطَعُ هَمْزَتُه، فیُقالُ یا أللَّهُ ،و لا یَجوزُ یا الإلاهُ علی وَجْهٍ مِنَ الوُجُوهِ مَقْطوعَه هَمْزَتُه و لا مَوْصُولَهٍ ،انتَهَی.

و قالَ اللیْثُ : اللَّهُ لیسَ مِنَ الأَسْماءِ التی یَجوزُ فیها اشْتِقاقٌ کما یَجوزُ فی الرحمنِ و الرحیمِ .

و رَوَی المُنْذرِی عن أَبی الهَیْثَم أنَّه سأَلَه عن اشْتِقاقِ اسمِ اللَّهِ فی اللّغَهِ فقالَ :کان حَقّه إِلَهٌ ،أُدْخِلَتِ الأَلِفُ و اللاَمُ تَعْریفاً،فقیلَ الإلاهُ ،ثم حَذَفَتِ العَرَبُ الهَمْزَهَ اسْتِثْقالاً لها،فلمَّا تَرکُوا الهَمْزَهَ حَوَّلُوا کَسْرتَها فی اللامِ التی هی لامُ التّعْریفِ ،و ذَهَبَتِ الهَمْزهُ أَصْلاً فقالوا أَلِلاهُ ، فحرَّکُوا لامَ التَّعْریفِ التی لا تکونُ إلاَّ ساکِنَهً ،ثم الْتَقَی لامانِ مُتحرِّکتانِ ،و أَدْغَمُوا الأُولی فی الثانِیَهِ ،فقالوا اللَّه ، کما قالَ اللَّهُ ،عزَّ و جلَّ : لکِنَّا هُوَ اَللّهُ رَبِّی (1)،معْناهُ لکنْ أَنا.

و کُلُّ ما اتُّخِذَ مِن دُونه مَعْبُوداً إلهٌ عند مُتَّخِذِه بَیِّنُ الإِلاَهَهِ ، بالکسْرِ، و الأُلْهانِیَّهِ ،بالضَّمِّ . و

16- فی حدِیثِ وهب (2)بنِ الوَرْدِ: «إذا وَقَعَ العَبْدُ فی أُلْهانِیَّهِ الرَّبِّ ، و مُهَیْمِنِیَّه الصِّدِّیقِین و رَهْبَانِیَّهِ الأَبْرارِ لم یَجِدْ أَحَداً یَأْخُذ بقَلْبِه». أَی لم یَجِدْ أَحَداً یَعجبُه و لم یُحِبَّ إلاَّ اللَّهَ سبحانه.

قالَ ابنُ الأثیرِ:هو فُعْلانِیَّه مِن ألِهَ یَأْلَهُ إِذا تَحَیَّرَ،یُریدُ إِذا وَقَعَ العَبْدُ فی عَظَمَهِ اللَّهِ و جَلالِهِ و غیر ذلِکَ مِن صفَاتِ الرُّبُوبیَّهِ و صَرَفَ توهّمُه إلیها،أَبْغَضَ الناسَ حتیما یمیلَ قلْبُه إلی أَحَدٍ.

و الإِلاَهَهُ (3):ع بالجَزِیرَهِ ؛ کما فی الصِّحاحِ .

و قالَ یاقوتُ :و هی قاره بالسَّماوَهِ ؛و أَنْشَدَ لأُفْنُون التَّغْلَبیّ ،و اسْمُه صُرَیْمُ بنُ مَعْشَرٍ:

کفی حَزَناً أَن یَرْحَلَ الرکبُ غُدْوَهً

و أُصْبِحَ فی عُلْیا أَلاهَهَ ثاوِیا (4)

قالَ ابنُ بَرِّی:و یُرْوی:و أُتْرَکَ فی عُلْیَا أُلاهَهَ ،بضمِّ الهَمْزَهِ ،قالَ :و هو الصَّحِیحُ لأنَّه بها دُفِنَ قائِلُ هذا البَیْت.

*قُلْتُ :و له قصَّه و أَبْیَاتٌ ذَکَرَها یاقوتُ فی مُعْجمه.

و الإلاهَهُ : الحَیَّهُ العَظِیمَهُ ؛عن ثَعْلَب.

و الإِلاهَهُ : الأَصْنامُ ، هکذا هو فی سائِرِ النُّسخِ ، و الصَّحیحُ بهذا المعْنَی الآلِهَهُ بصیغَهِ الجَمْع،و به قُرِئَ قَوْلُه تعالَی: وَ یَذَرَکَ وَ آلِهَتَکَ ،و هی القِراءَهُ المَشْهورَهُ .

قالَ الجوْهرِیُّ :و إِنَّما سُمِّیَت الآلِهَهُ (5)الأَصْنَام لأَنَّهم اعْتَقَدُوا أَنَّ العِبادَهَ تحقُّ لها،و أَسْماؤُهم تَتْبَعُ اعْتِقادَاتِهم لا ما علیه الشَّیء فی نَفْسِه؛فتأَمَّلْ ذلِکَ .

و الإِلاهَهُ : الهِلالُ ؛ عن ثَعْلَب.

و الإِلاهَهُ : الشَّمْسُ ، غَیْر مَصْرُوف بِلا أَلِفٍ و لامٍ ، و رُبَّما صَرَفُوا و أَدْخَلوا فیه الأَلِفَ و اللامَ و قالوا الإلاهَهُ .

قالَ الجوْهرِیُّ :و أَنْشَدَ أَبو علیِّ :

فأَعْجَلْنا الإلاهَهَ أَن تَؤُوبا

قُلْتُ :و حُکِی عن ثَعْلَب أَنَّها الشَّمْسُ الحارَّهُ .

قالَ الجَوْهرِیُّ :و قد جاءَ علی هذا غَیْرُ شیءٍ من

ص:7

دُخولِ لامِ المَعْرفهِ الاسمَ مَرَّه و سُقُوطِها أُخْری،قالوا:

لَقِیته النَّدَرَی و فی نَدَرَی،و فَیْنَهً و الفَیْنَهَ بعْدَ الفَیْنَه، فکأَنَّهم سَمَّوْها إلاَهه لتَعْظِیمِم لها و عِبادَتِهم إیَّاها.

و المِصْراعُ المَذْکُور مِن أَبْیاتٍ لمَیَّه بِنْت أُمِّ عُتْبَه بنِ الحارِثِ ،و قیلَ :لبنْتِ عبْدِ الحارِثِ الیَرْبُوعیِّ ،و یقالُ لنائِحَه عُتَیْبه (1)بنِ الحارِثِ .

و قالَ أَبو عُبیدَهَ :لأمِّ البَنِین بنْت عُتَیْبه تَرْثِیه و أَوّلها:

تروَّحْنا من اللّعْباءِ قَسْراً

فأَعْجَلْنا الإلاهَهَ أَن تَؤُوبا

علی مثْل ابنِ مَیَّه فانْعِیاه

تَشُقُّ نَواعِمُ البَشَرِ الجُیُوبا (2)

و یُرْوَی:فأَعْجَلْنا ألاهَهَ .

و وَقَعَ فی نسخِ الحَماسَهِ هذا البَیْت لمیَّه بنْت عُتَیْبه تَرْثی أَخَاها.

و یُثَلَّثُ ، الضَّمُّ عن ابنِ الأعْرابیِّ رَوَاها: أُلاهَهَ ،قالَ :

و یُرْوی: الأَلاهَهَ یُصْرَفُ و لا یُصْرَفُ ؛ کالأَلِیههِ ، کسَفِینَهِ .

و التَّأَلُّه :التَّنَسُّکُ و التَّعَبُّدُ؛ قالَ رُؤْبَه:

للَّهِ دَرُّ الغَانِیاتِ المُدَّهِ

سَبَّحْنَ و اسْتَرْجَعْنَ من تأَلُّهِی (3)

و التَّأْلِیه :التَّعْبِیدُ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ .

و تقولُ : أَلِهَ ،کفَرِحَ ، یَأْلَهُ أَلْهاً : تَحَیَّرَ، و أَصْلُه وَلِهَ یَوْلَهُ وَلْهاً،و منه اشْتُقَّ اسمُ الجَلالَهِ لأَنَّ العُقُولَ تَألَهُ فی عَظَمَتِه،أَی تَتَحَیَّرُ،و هو أَحَدُ الوُجُوه التی أَشارَ لها المصنِّفُ أَوَّلاً.

و أَلِهَ علی فلانٍ :اشْتَدَّ جَزَعَه علیه، مِثْلُ وَلِهَ ؛نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ .

و قِیلَ :هو مأْخُوذٌ مِن أَلِهَ إلیه إِذا فَزِعَ و لاذَ، لأنَّه سبحانه المَفْزَعُ الذی یُلْجأُ إلیه فی کلِّ أَمْرٍ؛قالَ الشاعِرُ:

أَلِهْتَ إلینَا و الحَوادِثُ جَمَّهٌ

و قالَ آخَرُ:

أَلِهْتُ إلیها و الرَّکائِبُ وُقَّف

و قیلَ :هو مِن أَلَهَهُ ، کمَنَعَهُ ،إذا أَجارَه و آمَنَه.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

أَصْلُ إِلَهٍ وِلاهٌ ،کإِشاحٍ وِشاحٍ ،و معْنَی وِلاهٍ أَنَّ الخَلْقَ یَوْلَهُون إلیه فی حَوائِجِهم،و یَضْرَعُون إِلیه فیمَا یَنُوبُهم، کما یَوْلَهُ کلُّ طِفْلٍ إِلی أُمِّه.

و حَکَی أَبو زیْدٍ:الحمدُ لاهِ رَبِّ العَالَمِیْن.

قالَ الأَزْهرِیُّ :و هذا لا یَجوزُ فی القُرْآن إِنَّما هو حِکایَهٌ عن الأعْرابِ ،و مَنْ لا یَعْرفُ سُنَّهَ القُرْآن.

و قالَ ابنُ سِیدَه:و قالوا یا أَللَّه فقَطَعُوا،حَکَاهُ سِیْبَوَیْه، و هو نادِرٌ.

و حَکَی ثَعْلَب أَنَّهم یَقولُونَ :یا اللَّه،فیَصِلُون و هُما لُغَتانِ یعْنِی القَطْع و الوَصْل.

و حَکَی الکِسائی عن العَرَبِ :یله (4)اغْفِرْ لی بمعْنَی یا أللَّه ،و هو مُسْتَکْره،و قد یُقْصَر ضَرُورَه کقَوْلِ الشاعِرِ:

أَلا لا بارَکَ اللَّهُ فی سُهَیْلٍ

إذا ما اللَّهُ بارَکَ فی الرِّجالِ (5)

و نَقَلَ شیْخُنا: أَلِهَ بالمَکانِ ،کفَرِحَ ،إذا أَقامَ ؛و أَنْشَدَ:

أَلِهْنا بدارٍ ما تَبِینُ رُسُومُها

کأَنَّ بَقایَاها و شومٌ علی الیَدِ

و قالَ ابنُ حبیبٍ فی الأزْد:الاهُ بنُ عَمْرو بنِ کَعْبِ بنِ الغطْرِیفِ ؛و فی عکِّ :الاهُ بنُ ساعِدَهَ ؛و فی تمِیمٍ : ألیهه

ص:8

و هو القلیبُ بنُ عَمْرِو بنِ تَمِیمٍ ؛و فی طیِّئٍ :بنُو إلَهٍ مثْلُ عِلَهٍ ،ابن عَمْرِو بنِ ثمامَهَ ؛و فیها أَیْضاً عبْدُ الإِلَهِ مثْلُ عُلَهٍ ،ابنُ حارِثَهَ بنِ عیرنَهَ (1)بنِ صهْبانَ بنِ عمیمی (2)بنِ عَمْرِو بنِ سنبسٍ ؛و فی النَّخْعِ :بنُو ألیهه بن عَوْفٍ .

و قد جاءَتْ الأُمَّهَهُ فیمَا لا یَعْقِل؛کلُّ ذلِکَ عن ابنِ جنِّی.

و قالَ الأَزْهرِیُّ :یقالُ فی جَمْعِ الأُمِّ مِن غیرِ الآدَمِیِّین أُمَّاتٌ ،و أَمَّا بَناتُ آدَمَ فأُمَّهاتٌ .و القُرْآنُ نَزَلَ بأُمَّهاتٍ ، و هو أَوْضَحُ دَلِیلٍ علی أَنَّ الواحِدَهُ أُمَّهَهٌ .

قالَ :و زِیدَتِ الهاءُ فی أُمَّهاتٍ لتکونَ فرْقاً بینَ بَناتِ آدَمَ و سائِرِ الحیوانِ ،قالَ :و هذا القَوْلُ أَصحُّ القَوْلَیْن.

و تَأَمَّهَ أُمَّا:اتَّخَذَها،کأَنَّه مِن الأُمَّهَهِ .

قالَ ابنُ سِیدَه:و هذا یُقَوِّی کون الهاء أَصْلاً،لأَنَّ تَأَمَّهْتُ تَفَعَّلْتُ بمنْزِلَهِ تَفَوَّهْتُ و تَنَبَّهْتُ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

الأَمَهُ ،بالفتْحِ :النِّسیانُ ؛رُوِی ذلِکَ عن أَبی عبیدَهَ .

قالَ الأَزْهرِیُّ :و لیسَ ذلکَ بصَحیحٍ .

قالَ :و کانَ أَبو الهَیْثم فیمَا أَخْبَرنی عنه المُنْذرِی یقْرَأُ:

بعد أَمَهٍ ،قالَ :و هو خَطَأٌ.

و قالَ ابنُ بَرِّی: أُمَّهَهُ الشَّبابِ :کِبْرُه و تِیهُهُ .

*قُلْتُ :و کأَنَّ مَیمَه بدلٌ من باءِ أُبَّهَهٍ .

و وُجِدَ فی بعضِ نسخِ الصِّحاحِ بخطِّ المصنِّفِ :

و بعضُهم یقولُ آوَّهْ بالمدِّ و التَّشْدیدِ و فتْحِ الواوِ ساکِنَه الهاءِ (1).

و ما ذَکَرْناه أَوّلاً هو نَصُّ أَبی سَهْلٍ الهَرَویّ فی نسختِه.

و یقولونَ : آوُوهُ ،بضمِّ الواوِ؛ هذا ضَبْطٌ غیرُ کافٍ ، و الأولی ما ضَبَطَه ابنُ سِیدَه فقالَ بالمدِّ و بواوَیْنِ ؛نَقَلَه أَبو حاتِمٍ عن العَرَبِ .

و آهٍ بکسْرِ الهاءِ مُنَوَّنَهً ، أی مع المدِّ و قد تقدَّمَ کَسْرُ الهاءِ من غیرِ تَنْوِینٍ و هُما لُغتانِ .

و قالَ ابنُ الأَنبارِی: آهِ مِن عذابِ اللَّهِ و آهٍ مِن عذابِ اللَّهِ .

و لیسَ فی سِیاقِ المصنِّفِ ما یدلُّ علی المدِّ کما قبْله و هو قُصُورٌ.

و قالَ الأَزْهرِیُّ : آهِ هو حِکَایهُ المُتَأَهِّه فی صوْتِه،و قد یَفْعلُه الإنسانُ شَفَقهً و جَزَعاً.

و آوٍ،بکسْرِ الواوِ مُنَوَّنَهً و غیرَ مُنَوَّنَهٍ ، أَی مع المدِّ غَیْر مُشَدَّدَهِ الواوِ.

و أَوَّتاهُ ،بفتْحِ الهَمْزهِ و الواوِ و المُثناهِ الفوقِیَّهِ .

و نَصُّ الجوْهرِیّ :و رُبَّما أَدْخلُوا فیه التاءَ فقالوا:

أَوَّتاهُ ،یُمَدُّ و لا یُمَدُّ.

و ضَبْطُ المصنِّفِ فیه قُصُورٌ. و آوِیَّاهُ ،بتَشْدیدِ المُثناهِ التحتیهِ مع المدِّ،فهی ثلاثُ عَشَرَه لُغَهٍ ،و إذا اعْتَبَرْنا المدَّ فی أَوَّتاه و فی آوُوهٍ فهی خَمْسُ عَشَرَه لُغَهٍ .

و حُکِیَ أَیْضاً:آهاً بالمدِّ و التَّنْوینِ ،و واهاً بالواوِ، و أَوُّوه بالقَصْرِ و تَشْدیدِ الواوِ المَضْمومَهِ ،و أَوَّاه کشَدَّادٍ، و هاه و آهَه ،فهنَّ اثْنَتان و عِشْرُون لُغَه؛کلُّ ذلِکَ کلمَهٌ تقالُ عند الشِّکایَهِ أَو التَّوَجُّعِ و التَّحَزُّنِ ؛و قد جاءَ

16- فی حدِیثِ أَبی سعِیدٍ: « أَوْهِ عَیْنُ الرِّبا». ضَبَطُوه کجَیْرِ.و

16- فی حدِیثٍ آخَر: « أَوَّهْ لفِراخِ محمدٍ من خلیفَهٍ یُسْتَخْلفُ ». ضَبَطُوه بتَشْدیدِ الواوِ و سکونِ الهاءِ.

آهَ الرَّجُلُ أَوْهاً و أَوَّهَ تَأْوِیهاً و تأَوَّهَ :قالَها، و الاسْمُ منه الآهَهُ ،بالمدِّ؛قالَ المُثَقِّبُ العَبْدِیُّ :

إذا ما قمتُ أَرْحَلُها بلیلٍ

تأَوَّهُ آهَهَ الرجلِ الحزینِ (2)

و یُرْوَی أَهَّهَ ،کما فی الصِّحاحِ .

و قالَ ابنُ سِیدَه:و عنْدِی أَنَّه وضعَ الاسْم مَوْضِع المَصْدَرِ أَی تَأَوَّهُ تأَوُّهَ الرَّجُلِ ،قیلَ :و یُرْوی:

تَهَوَّه هاهَهَ الرَّجُلِ الحزینِ

و الأَوَّاهُ ، کشَدَّادٍ: المُوقِنُ بالإِجابَهِ ، أَو الدَّعَّاءُ، أَی کَثیرُ الدّعاءِ،و به فُسِّر

16- الحدِیثُ : «اللَّهُم اجْعَلْنی مُخْبِتاً أَوَّاهاً مُنِیباً».

أَو الرَّحیمُ الرَّقِیقُ القَلْبِ ،و به فُسِّرتِ الآیَهُ : إِنَّ إِبْراهِیمَ لَحَلِیمٌ أَوّاهٌ مُنِیبٌ (3).

أَو الفقیهُ ،أَو المُؤْمِنُ بالحَبَشِیَّهِ ، و بکلِّ ذلکَ فُسِّرتِ الآیَهُ .

و یقولونَ فی الدّعاءِ علی الإِنسانِ : آهَهٌ و ماهَهٌ .

حکَی اللّحْیانیُّ عن أَبی خالِدٍ قالَ : الآهَهُ :الحَصْبَهُ ، و الماهَهُ :الجُدَرِیُّ .

قالَ ابنُ سِیدَه:أَلفُ آهَهٍ واو لأنَّ العینَ واواً أَکْثَر منها یاء.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

رجُلٌ أَوَّاهٌ :کثیرُ الحُزْنِ .

و قیلَ :هو الدّعَّاءُ إلی الخیْرِ.

و قیلَ : المُتَأَوَّهُ شَفَقاً و فَرَقاً.

و قیلَ :المُتَضَرِّعُ یَقِیناً،أَی إِیقاناً بالإِجابَهِ و لزوماً للطَّاعَهِ .

ص:11

و قیلَ :هو المُسَبِّحُ .

و قیلَ :الکثیرُ الثَّناءِ.و المُتَأَوِّهُ :المُتَضَرِّعُ .

و قالَ أَبو عَمْرٍو:ظبْیَهٌ مَوْؤُهَهٌ و مَأْووهَهً ،و ذلکَ أَنَّ الغَزالَ إِذا نَجا مِن الکلْبِ أَو السَّهْم وَقَفَ وَقْفهً ،ثم قالَ :

أَوْهِ ،ثم عَدا.

ثُمَامُها و أَعْذَقَ إِذْخِرُها و أَمْشَر سَلَمُها،فقالَ : إِیهاً أُصَیْلُ دَعِ القُلوبَ تَقِرُّ. أَی کُفَّ و اسْکُتْ .

و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّی قَوْلَ حاتِمٍ الطائیّ :

إِیهاً فِدًی لَکُمُ أُمِّی و ما وَلَدَتْ

حامُوا علی مَجْدِکُم و اکْفُوا مَنِ اتَّکَلا (1)

و قالَ أَبو زیْدٍ:تقولُ فی الأَمْرِ إِیهِ افْعَلْ ،و فی النَّهْی:

إِیهاً عنِّی الآنَ ،أَی کُفَّ .

و إِیهَ ، بالفتحِ مع کسْرِ الأَلفِ : أَمْرٌ بالسُّکوتِ و الکَفِّ .

و قالَ اللیْثُ :هِیهِ و هِیهَ ،بالکسْرِ و الفتحِ ،فی مَوْضِع أیهِ و إِیهَ .

و أَیَّهَ بالبَعیرِ تَأْیِیهاً :صاحَ به و نادَاهُ ؛ و فی الصِّحاحِ :

و دَعاهُ ،هکذا خَصَّه بالجِمالِ و عمَّ به غیرَه الناس و الجِمَال و الخَیْل؛و منه

16- حدِیث ملک المَوْت: «إِنِّی أُؤَیِّهُ بها کما یُؤَیَّهُ بالخَیْلِ فتُجِیبُنی». أَی الأَرْواحُ .

و قالَ أَبو عبیدٍ: أَیَّهَ بالرَّجُلِ و الفَرَسِ ،و هو أَنْ یقولَ لها یاهْ یاهْ ؛و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّی فی تَأْیِیهِ الإِبلِ لرُؤْبَه:

بحور لا مسقی و لا مُؤَیَّه (2)

و قالَ ابنُ الأثیرِ: أیَّهَ بفلانٍ تَأْیِیهاً إِذا دَعاهُ و نادَاهُ کأنَّه قالَ له: یا أَیُّها الرّجلُ .

و أَیْهانَ ، کسَحْبان، و تُکْسَرُ نُونُها، و فی الصِّحاحِ :

و رُبَّما قالوا: أَیْهان بالنُّون کالتَّثْنِیه،قلْتُ ؛رَوَاهُ ثَعْلَب؛ و أَیْها ، بحذْفِ النّونِ نَقَلَه الجوْهرِیُّ ، و أَیْهاتَ ، نَقَلَه الجوْهرِیُّ أَیْضاً،کلُّ ذلِکَ لُغاتٌ فی هَیْهاتَ .

قالَ الجوْهرِیُّ :و إِذا أَرَدْتَ التَّبْعِیدَ قلْتَ أَیْها ،بفتْحِ الهَمْزهِ بمعْنَی هَیْهاتَ ؛و أَنْشَدَ الفرَّاءُ:

و منْ دونِیَ الأَعْیارُ و القِنْعُ کُلُّهُ

و کُتْمانُ أَیْها ما أَشَتَّ و أَبْعَدَا (3)

انتَهَی.

و قالَ ثَعْلَب:یقالُ أَیْهانِ ذلکَ أَی بَعِیدَ ذلکَ .

و قالَ أَبو علیِّ :مَعْناه بَعُدَ ذلکَ ،فجعَلَه اسمَ الفِعْل، و هو الصَّحیحُ لأنَّ مَعْناهُ الأَمْر.

و أَیْهَکَ بمعْنَی وَیْهَکَ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

قالَ اللَّیْثُ : إِیهِ و إِیهٍ فی الاسْتِزادَهِ ،و إِیهِ و إِیهاً فی الزَّجْرِ.

قالَ ابنُ الأَثیرِ:و قد تَرِدُ المَنْصوبَه بمعْنَی التَّصْدیقِ و الرِّضا بالشیءِ؛و منه حدِیثُ ابنِ الزُّبَیْرِ،لمَّا قیلَ له یا بنَ ذاتِ النِّطاقَیْنِ ،فقالَ : إِیهاً و الإِلهِ أَی صدَّقْتُ و رضیتُ بذلکَ ،و یُرْوَی: إِیهِ ،بالکسْرِ،أَی زِدْنی من هذه المَنْقَبَهِ .

و حَکَی اللّحْیانیُّ عن الکِسائی: إِیهِ وهِیهِ ،علی البَدَلِ ، أَی حَدِّثْنا.

و أَیَّهَ القانِصُ بالصَّیْدِ:زَجَرَه؛قالَ الشاعِرُ:

مُحَرَّجهً حُصَّا کأَنَّ عُیونَهَا

إِذا أَیَّهَ القَنَّاصُ بالصَّیْدِ عَضْرَسُ (4)

و فاتَهُ :

مَهْدیُّ بنُ محمدِ بنِ بُجَیْه الطَّبَریُّ .رَوَی عن بُجَیْه المَذْکُور و عن الحاکِمِ ؛نَقَلَهُ الحافِظُ و الصَّاغانِیُّ إِلاَّ أَنَّه ضَبَطَه کأَمیرٍ فی المَوْضِعَیْن بخطِّه مجوّداً.

و أَبْرَهَهُ بنُ الصَّبَّاحِ أَیْضاً مِن مُلُوکِ الیَمَنِ ،و هو أَبو یَکْسُوم مَلِکُ الحَبَشَهِ ، صاحِبُ الفِیلِ المَذْکورِ فی القرآنِ ، سافَرَ به إلی بیتِ اللَّهِ الحَرَام فأَهْلَکَه اللَّهُ تعالی،و یُلَقّبُ هذا بالأَشْرَمِ ؛و أَنْشَدَ الجوْهرِیُّ :

مَنَعْتَ مِنْ أَبْرَهَهَ الحَطِیما

و کُنْتَ فیما ساءَهُ زَعِیما (1)

و البَرَهْرَهَهُ :المَرأَهُ البَیْضاءُ الشَّابَّهُ ؛و قیلَ : النَّاعِمَهُ ،أَو التَّارَّهُ التی تَکادُ تُرْعَدُ رُطوبَهً و نُعومَهً .

و قیلَ :هی التی لها بَرِیق مِن صَفائِها.

و قیلَ :هی الرَّقیقَهُ الجِلْدِ کأَنَّ الماءَ یَجْرِی فیها مِن النَّعْمهِ .

قالَ الجوْهرِیُّ :و هی فَعَلْعَلَهٌ کُرِّرَ فیه العَیْنُ و اللامُ ؛ و أَنْشَدَ لامْرئِ القَیْسِ :

بَرَهْرَهَهٌ رُؤودَهٌ رَخْصَهٌ

کَخُرْعُوبهِ البانهِ المُنْفَطِر (2)

و بَرَهْرَهَتْها :تَرارَتُها و بَضَاضَتُها.

و البَرَهُ ،محرّکهً :التَّرارَهُ ،و منه البَرَهْرَهَهُ .

و بَرَهُوتُ (3)،محرّکهً علی مِثَالِ رَهَبُوت کما فی الصِّحَاحِ ،و هو قَوْلُ الأصْمعیّ .

قالَ ابنُ بَرِّی:صَوابُه بَرَهُوتُ غَیْرُ مَصْروفٍ للتَّأْنِیْثِ و التَّعْریفِ .

*قُلْتُ :و یدلُّ علی أَنَّه مَصْروفٌ قَوْل النُّعْمان بنِ بشیر فی بنْتِ هانئِ الکِنْدیَّه،و هی أُمُّ ولدِهِ :

أنّی تذکّرها و غَمْرَهُ دونها؟

هیهات بطن قَناهَ من برهوتِ (4)

و القَصِیدَهُ کُلُّها مکْسُورَهُ التاءِ.

و یقالُ : بُرْهُوتُ ، بالضَّمِّ ، مثْلُ سُبْرُوت،نَقَلَه الجوْهرِیُّ أَیْضاً. بِئْرٌ بَحَضْرَمَوْتَ ،یقالُ فیها أَرْواحُ الکُفّارِ.و

16- فی الحدِیثِ : «خیرُ بئرٍ فی الأرضِ زَمْزَمُ ،و شرُّ بئرٍ فی الأرضِ بَرَهُوتُ »،کما فی الصِّحاحِ .

أَخْرَجَهُ الطّبرانیّ ،و زادَ غیرُهُ :لا یُدْرَکَ عمْقُها.

و قالَ ابنُ الأثیرِ:و تَاؤُهُ علی التحْرِیکِ زائِدَهٌ ،و علی الضمِّ أَصْلِیَّه.

قالَ شیْخُنا:و لذلِکَ ذَکَرَه المصنِّفُ هنا و فی التاءِ إشارَه إلی القَوْلَیْن.

أَو وادٍ بالیَمَنِ ؛نَقَلَه یاقوتُ عن محمدِ بنِ أحمدِ.

و

1- رُوِی عن علیِّ ،رضِیَ اللَّهُ تعالی عنه،قالَ : «أَبْغَضُ بُقْعَهٍ فی الأَرضِ إلی اللَّهِ تعالی وادِی بَرَهُوت بحَضْرَمَوْتَ ،فیه أَرْواحُ الکُفَّارِ،و فیه بِئْرٌ ماؤُها مُنْتِنٌ ».

و

1- فی حَدِیثٍ آخَر عنه: «شَرُّ بئْرٍ فی الأرْضِ بِئْرُ بَلَهوت فی بَرَهُوت ».

أَو:د بالیَمَنِ .

و بَرِهَ الرّجُلُ ، کسَمِعَ ، بَرَهاً ، و فی نسخهٍ بَرَهاناً کِلاهُما بالتحْرِیکِ : ثابَ جِسْمُه بَعْدَ تَغَیّرٍ مِن عِلَّهٍ ؛ عن ابنِ الأَعْرابیِّ ،زادَ غیرُهُ : و ابْیَضَّ جِسْمُه. و لو اقْتَصَرَ علی قَوْلِه:و ابْیَضَّ ،کانَ کافِیاً.

و هو أَبْرَهُ ،و هی بَرْهاءُ .

و أَبْرَهَ الرَّجُلُ :إذا أَتَی بالبُرْهانِ ، أَی بیانِ الحجّهِ و إیضَاحِها،هذا هو الصَّوابُ کما قالَ ابنُ الأعْرابیّ إنْ صحَّ عنه،و هو رِوایَهُ أَبی عَمْرٍو.

و أَمَّا قَوْلُهم: بَرْهَنَ فلانٌ إذا أَوْضَحَ البُرْهان ،فهو مُوَلَّد،نَقَلَهُ الأَزْهرِیُّ .

أَو أَبْرَهَ :أَتی بالعَجائِبِ و غَلَبَ الناسَ .

و اخْتُلِفَ فی نونِ البُرْهانِ فقیلَ :هی غَیْرُ أَصْلیَّهٍ ؛قالَهُ اللّیْثُ ،و مِثْلُه للزَّمَخْشرِیّ فإنّه قالَ : البُرْهانُ مُشْتَقٌّ مِن

ص:16

البَراهَهِ (1)کالسُّلْطانِ مِن السَّلِیطِ .

و قالَ غیرُه:یَجوزُ أَنْ یکونَ نونُ بُرْهان نُون جَمْعٍ جُعِلَتْ کالأَصْلیَّه،کما جَمَعُوا مَصِیراً علی مُصْرانٍ ثم جَمَعُوا مُصْرانَ علی مَصارِینَ ،علی تَوهّم أَنَّها أَصْلِیَّه.

و بُرَیْهٌ ، کزُبَیْرٍ، مُصَغَّرُ إبْراهیمَ ، و کأَنَّ المیمَ زائِدَهٌ ؛ و یقالُ : بُرَیْهِمٌ ،و العامَّهُ تقولُ : بَرْهُومَه .

و نَهْرُ بُرَیْهٍ :بالبَصْرَهِ شَرْقی دَجْلَهَ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

البَرَهْرَهَهُ :التَّرارَهُ و البَضَاضَهُ ،و أَیْضاً السّکِینَهُ البَیْضاءُ الصَّافِیَه الحَدِیدِ؛و به فُسِّر

14- حدِیثُ المَبْعَثِ : «فأخْرَجَ منه عَلَقَهً سَوْداءَ ثم أَدْخَلَ فیه البَرَهْرَهَهَ ».

قالَ الخطّابیُّ :قد أَکْثرْتُ السُّؤالَ عنها و لم أَجِدْ فیها قَوْلاً یقطعُ بصحَّتِه،ثم اخْتَار أنَّها السکینُ .

و تَصْغیرُ بَرَهْرَهَهٍ بُرَیْهَه ،و من أَتَمَّها قالَ : بُرَیْرِیهَه ،و أَمَّا بُرَیْهِرَهَه فقَبِیحَهٌ قلَّ أَنْ یُتَکلَّمَ بها.

و بُرَیْهٌ ،کزُبَیْرٍ:وادٍ بالحجازِ قُرْبَ مکَّهَ ،عن یاقوت (2).

و بُرَیْهَهُ بنْتُ إبراهیمَ بنِ یَحْیَی بنِ محمدِ بنِ علیِّ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عبَّاسٍ ،کانَ أَبُوها یُصلِّی بالناسِ بجامِعِ المَنْصورِ الجمعات،و إلیها نُسِبَ أَبو إسْحاق محمدُ بنُ هَارون بنِ عیسَی بنِ إبراهیمَ بنِ عیسَی بنِ جَعْفرِ (3)بنِ أَبی جَعْفرٍ المَنْصور العبَّاسِیّ و هی جَدَّتُه،رَوَی عن أَحمدَ ابنِ مَنْصورِ الرّمادِیّ .

و بنُو البریهی :جماعَهٌ بالیَمَنِ یَرْجِعُ نَسَبُهم إلی السکاسک،ذَکَرَ الجنْدِیُّ منهم جماعَهً .

و بارههُ :ناحِیَهٌ بالهِنْدِ؛و بِرَهِیٌّ ،کعِنَبِیِّ :قَرْیهٌ بها.

و أبرههُ :خادِمَهُ النَّجاشِی،صَحابیَّهٌ . *و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

و فی الصِّحاحِ :شبابٌ أَبْلَه لمَا فیه مِن الغَرارَهِ ، یُوصَفُ به کما یُوصَفُ بالسُّلُوِّ و الجُنُونِ لمُضَارَعَتِه هذه الأَسْبابَ .

و عَیْشٌ أَبْلَهُ :قَلیلُ الغُمومِ ؛قالَ رُؤْبه:

بعدَ غُدانِیِّ الشَّبابِ الأَبْلَهِ (1)

قالَ الأَزْهرِیُّ :یُریدُ الناعِمُ .

و مِن المجازِ: البَلْهاءُ :النَّاقَهُ التی لا تَنْحاشُ من شیءٍ مَکانَهً و رَزَانَهً ؛ و فی الأَساسِ :لا تَنْحاشُ من ثِقَلٍ ؛ کأَنَّها حَمْقاءُ.

و ما ذَکَرَه المصنِّفُ هو قَوْلُ ابنِ شُمَیْل؛زادَ:و لا یقالُ جَمَلٌ أَبْلَهُ .

و البَلْهاءُ : ناقَهٌ م، أَی مَعْروفَهٌ ،و إِیَّاها عَنَی قَیْسُ بنُ العَیْزارَهَ الهُذَلیُّ بقوْلِه:

و قالوا لنا: البَلْهاءُ أَوَّلُ سُؤْلهٍ

و أَغْراسُها و اللَّهُ عنِّی یُدافِعُ (2)

و البَلْهاءُ : المرأَهُ الکَرِیمَهُ المَرِیرَهُ ؛ هکذا فی النسخِ و الصَّوابُ :المَزیرَهُ ،بالزّای؛ الغَرِیرَهُ المُغَفَّلَهُ ؛و أَنْشَدَ ابنُ شُمَیْلٍ :

و لقَدْ لَهَوْتُ بطِفْلهٍ مَیَّالهٍ

بَلْهاءَ تُطْلِعُنی علی أَسْرارِها (3)

أَرادَ:أَنَّها غِرٌّ لا دَهاءَ لها فهی تُخْبِرنی بأَسْرارِها و لا تَفْطَن لما فی ذلِکَ علیها.

و التَّبَلُّه :اسْتِعْمالُ البَلَهِ کالتَّبالُهِ .

و فی الصِّحاحِ : تَبَالَهَ أَرَی مِن نفْسِه ذلِکَ و لیسَ به.

و التَّبَلُّه : تَطَلُّبُ الضَّالَّهِ . و أَیْضاً: تَعَسُّفُ الطَّریقِ علی غیرِ هدایهٍ و لا مسأَلهٍ ؛ عن أَبی علیِّ ،و هو مجازٌ.

و قالَ الأَزْهرِیُّ :العَرَبُ تقولُ فلانٌ یتَبَلَّه تَبَلُّهاً (4)إِذا تَعَسَّفَ طَریقاً لا یهْتدِی فیها و لا یَسْتَقِیم علی صَوْبِها.

و أَبْلَهَهُ :صادَفَهُ أَبْلَهَ .

و بَلْهَ ، کَلِمهٌ مَبْنیَّهٌ علی الفَتْحِ ککَیفَ ،اسمٌ لِدَعْ .

و فی الصِّحاحِ :مَعْناها دَعْ .

و أَیضاً: مَصْدَرٌ بمعْنَی الترکِ .

و أَیْضاً: اسمٌ مُرادِفٌ لکَیْفَ و ما بَعْدَها مَنْصوبٌ علی الأَوَّلِ ، و منه قولُ کَعْبِ بنِ مالِکٍ یَصِفُ السُّیوفَ :

تَذَرُ الجَماجِمَ ضاحِیاً هاماتُها

بَلْهَ الأَکفَّ کأَنَّها لم تُخْلَقِ (5)

یقولُ :هی تَقْطَع الهامَ فدَعِ الأَکفَّ ،أَی هی أَجْدَرُ أَنْ تَقْطعَ الأَکفَّ ؛و منه قَوْلُهم:هذا ما أَظْهِرُ لکَ بَلْهَ ما أُضْمِرُه،أَی دَعْ ما أُضْمِره فهو خَیْرٌ.

و فی المَثَلِ : تُحْرِقُک أَنْ تَراها بَلْهَ أَن تَصْلاها ؛یقولُ تُحْرِقُک النارُ من بَعِیدٍ فدَعْ أَنْ تدخلَها؛و منه قوْلُ ابن هَرْمه:

تَمْشِی القَطُوفُ إِذا غَنَّی الحُداهُ بها

مَشْیَ النَّجیبهِ بَلْهَ الجِلَّهَ النُّجُبا (6)

و قالَ أَبو زبید:

حَمَّالَ أَثْقالٍ أَهْلِ الوُدِّ آوِنهً

أُعْطِیهمُ الجَهْدَ مِنِّی بَلْهَ ما أَسَعُ (7)

ص:18

أَی دَعْ ما أُحِیطُ به و أَقْدَرُ علیه.

و مَخْفُوضٌ علی الثَّانی؛ و منه قَوْلُ کَعْبِ بنِ مالِکٍ المَذْکُور:

بَلْهَ الأَکفَّ کأَنَّها لم تُخْلَقِ

فی رِوایَهِ الأَخْفَشِ ،قالَ :هو هنا بمنْزِلَهِ المَصْدرِ کما تقولُ ضَرْبَ زیْدٍ.

و قالَ ابنُ الأثیرِ: بَلْهَ مِن أَسْماءِ الأَفْعالِ بمعْنَی دَعْ و اتْرُکْ ،و قد تُوضَعُ مَوْضِعَ المَصْدَرِ و تُضافُ فتقولُ : بَلْهَ زَیْدٍ أَی تَرْکَ زَیْدٍ.

و مَرْفوعٌ علی الثَّالثِ ، أَی إِذا کانَ مُرادفاً لکَیْفَ ،و به فَسَّرَ الأحْمر الحدِیثَ : بَلْهَ ما اطَّلَعْتهم علیه،أَی کَیْفَ .

و فَتْحُها بناءٌ علی الأَوَّلِ و الثَّالِث، أَی إذا کانَ مُرادفاً لکَیْفَ ،و به فَسَّرَ الأحْمر الحدِیثَ : بَلْهَ ما اطَّلَعْتهم علیه،أَی کَیْفَ .

و فَتْحُها بناءٌ علی الأَوَّلِ و الثَّالِثِ ، و فیه إِشارَهٌ للرّدِّ علی الجوْهرِیِّ فی قوْلِه مَبْنیَّه علی الفَتْحِ ککَیْفَ .

قالَ ابنُ بَرِّی:حَقُّه أَنْ یقولَ مَبْنیَّه علی الفَتْحِ إِذا نَصَبْتَ ما بعْدَها فقلْتَ بَلْهَ زیْداً کما تقولُ رُوَیْدَ زَیْداً.

إِعرابٌ علی الثَّانی، أَی إِذا قُلْتَ بَلْهَ زَیْدٍ کانت بمنْزِلَهِ المَصْدَرِ مُعْربهً ،کقَوْلِهم رُوَیْدَ زیْدٍ.

قالَ ابنُ بَرِّی:و لا یَجوزُ أَن تقدِّرَه مع الإِضافَهِ اسْماً للفِعْلِ لأَنَّ أَسْماءَ الأفْعالِ لا تُضافُ .

13- و فی تَفْسِیرِ سُورَهِ السَّجدهِ من کتابِ صَحِیحِ البُخارِی: :

أَعْدَدْتُ لعبَادِی الصَّالحین ما لا عینٌ رأَتْ و لا أُذُنٌ سَمِعَتْ و لا خَطَرَ علی قَلْبِ بَشَرٍ ذُخْراً من بَلْهٍ ما اطَّلَعْتُمْ (1)علیه . فاسْتُعْمِلَتْ مُعْرَبَهً (2)بمِنْ خارِجَهً عن المَعانی الثَّلاثَهِ (3)؛ و الرِّوایَهُ المَشْهورَهُ :علی قَلْبِ بَشَرٍ بَلْه ما أطلعتهم علیه.قالَ ابنُ الأَثیرِ:یُحْتَمل أَنْ یکونَ مَنْصوب المَحلِّ و مَجْروراً علی التَّقْدیرَیْن،و المعْنَی دَعْ ما اطَّلَعْتُهم علیه و عَرَفُوه (4)من نَعِیم الجنَّهِ و لذَّاتِها.و هذه الرِّوایَهُ هی التی فی کتابِ الجوْهرِیّ و النِّهایَه و غیرِهِما مِن أُصُولِ اللغَهِ .

و فُسِّرَتْ بغیرِ،و هو مُوافِقٌ لقَوْلِ من یَعُدُّها من أَلْفاظِ الاسْتِثْناءِ و بمعْناها، و به فُسِّر أَیْضاً قَوْلُ ابن هَرْمه: بَلْهَ الجِلَّهِ التّجُبا؛أَی سِوَی،کما فی الصِّحاحِ .

أَو بمعْنَی أَجَلْ ؛ و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

بَلْهَ إِنِّی لم أَخُنْ عهداً و لم

أَقْتَرِفْ ذنباً فتَجْزِینی النِّقَمْ (5)

أَو بمعْنَی کُفَّ و دَعْ ما أَطْلَعْتهم علیه،و هو قولُ الفرَّاءِ.

و یقالُ : ما بَلْهُکَ ، أَی ما بالُکَ .

و البُلَهْنِیَهُ ،بضمِّ الباءِ و فتْحِ اللامِ و سکونِ الهاءِ و کسْرِ النونِ : الرَّخاءُ و سَعَهُ العَیْشِ ، صارَتِ الأَلِفُ یاءً لکسْرَهِ ما قَبْلها،و النّونُ زائِدَهٌ عنْدَ سِیْبَوَیْه.

و قیلَ : بُلَهْنِیَهُ العَیْشِ نعْمَتُه و غَفْلَتُه؛و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّی للَقِیطِ بنِ یَعْمُر الإِیادِیّ :

ما لی أَراکُمْ نِیاماً فی بُلَهْنِیَهٍ

لا تَفْزَعُونَ و هذا اللَّیْثُ قد جَمَعا؟ (6)

و مِن سَجَعاتِ الأَساسِ : لا زِلْتَ مُلَقَّی بتَهْنِیَهٍ مُبَقَّی فی بُلَهْنِیَهٍ ؛ و هو مجازٌ.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

ابتُلِهَ الرَّجُلُ کبَلِهَ ؛أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابیِّ :

إِنَّ الذی یَأْمُل الدُّنْیا لمُبْتَلَهٌ

و کلُّ ذی أَمَلٍ عنها سیُشْتَغَلُ (7)

ص:19

و بَلْهَ بمعْنَی علی؛نَقَلَهُ ابنُ الأَنْبارِی عن جماعَهٍ .

و قالَ الفرَّاءُ:مَنْ خَفَضَ بها جَعَلَها بمنْزِلَهِ علی و ما أَشْبَهها مِن حُرُوفِ الخَفْضِ .

و البُلَهاءُ ،ککُرَماءِ:البُلَداءُ،مُوَلَّدَهٌ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

و قیلَ : طائِرٌ آخَرُ یُشْبِهُه إِلاَّ أَنَّه أَصْغَرُ منه،و الأُنْثَی بُوهَهٌ ،کما فی الصِّحاحِ .

و البَوهُ ، بالفتْحِ :اللَّعْنُ ؛ عن أَبی عَمْرٍو.یقالُ :علی إِبْلِیس بَوْهُ اللَّهِ ،أَی لَعْنَهُ اللَّهِ .

و الباهُ ،کالجاهِ :النِّکاحُ .

و قالَ الجوْهرِیُّ :لُغَهٌ فی الباءَهِ و هو الجماعُ .

و قالَ ابنُ الأعرابیِّ :البَاءُ و الباءَهُ و الباهُ مَقُولاتٌ کلُّها، فجعَلَ الهاء أَصْلِیَّه فی الباهِ .

و قیلَ : الباهُ الحظُّ من النکاح؛و منه

16- الحدِیثُ : «فمرَّ بها رجُلٌ و قد تزیَّنَتْ للبَاهِ ». و أَمَّا

16- حدِیثُ : «مَنِ اسْتَطاعَ منکم الباهَ فلیَتزوّجْ ». فإنّه أَرادَ من اسْتَطاعَ أَن یَتزوَّجَ و یَعُولَها و یَصْدقَها و لم یُردِ الجماعَ .

و الباهَهُ :العَرْصَهُ للدَّارِ،لُغَهٌ فی الباحَهِ .

و باهَهَا بَوْهاً : جامَعَها.

و شاهٌ بائِهَهٌ : أَی مَهْزُولَهٌ .

و قالَ ابنُ السِّکِّیت:یقالُ : ما بُهْتَ له،بالضَّمِّ و بالکسرِ، أَی ما فَطِنْتُ له؛نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ و ابنُ سِیدَه، و مَصْدرُ الأَوَّل بوه و الثانی بیه.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

البُوهَهُ :السُّحْقُ .یقالُ : بُوهَهً له و شُوهَهً .و قال الأَزْهرِیُّ الشُّوهَهُ و البُوهَهُ البُعْد و یقالُ هذا فی الذمِّ و نَصُّ ابنِ الأعرْابیِّ البُوهَهُ السُّحْقُ یقالُ بُوههً له و شوههً .

و الباهَهُ :النکاحُ .

و المُسْتَباهُ :الذاهبُ العَقْلِ ،و الذی یخْرجُ مِن أَرْضٍ إلی أُخْرَی.

و المُسْتَباهَهُ :الشَّجَرهُ یَقْعَرُها السَّیلُ فیُنَحِّیها من مَنْبِتِها.

و قالَ الأَزْهرِیُّ :جاءَتْ تَبُوه بَواهاً ،أَی تَضجُّ ؛و هو قَوْلُ الفرَّاء.

و بوههُ :قَرْیتانِ بشَرْقیَّهِ مِصْر إِحْدَاهُما تُعْرَفُ ببوهه أسداس،و أَیْضاً قَرْیَه بالمنوفیه،و قد وَرَدْتُها.

و باها :قَرْیهٌ بالبهنساویه،و قد نُسِبَ إِلیها الشَّرفُ الباهِی المُحدِّثُ .

و قد أَهْمَلَهُ الجوْهرِیُّ و الجماعَهُ .

و هو والِدُ مُلُوکِ العَجَمِ ، منهم مجدُ الدَّوْلَهِ رستمُ بنُ فَخْر الدَّوْله بنِ رُکْنِ الدَّوْلَهِ بنِ بُوَیْه .

قالَ الحافِظُ :و هذا الاسمُ إنَّما یُوجدُ فی المُتَأَخِّرین بَعْدَ الثلثمائه؛قالَ :و مثْلُه الحُسَیْنُ بنُ الحَسَنِ بنِ بُوَیْه الأنْماطی عن ابنِ ماسی،ضُبِطَ بالوَجْهَیْن.

و تَرِه الرَّجُلُ ، کسَمِعَ :وَقَعَ فیها؛أَو الأَصْلُ فی التُّرَّهات للقِفارِ،و اسْتُعِیرَتْ للأباطِیلِ .

و فی الصِّحاحِ :ثم اسْتُعِیرَ فی الباطِلِ فقیلَ : التُّرَّهاتُ البَسَابِسُ ،و التُّرَّهاتُ الصَّحاصِحُ ،و هو مِن أَسْماءِ الباطِلِ ، و رُبَّما جاءَ مُضافاً،انتَهَی،أَی تُرَّهاتُ البَسَابِس.

و قالَ اللّیْثُ :أَی جاءَ بالکذِبِ و التَّخْلِیطِ و البَسَابِس التی فیها شیءٌ من الزَّخْرَفَهِ .

و قالَ الأَخْفَشُ :لا نِظامَ لها؛و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّی:

ذاکَ الذی و أَبیکَ یَعْرِفُ مالکاً

و الحَقُّ یَدْفَعُ تُرَّهاتِ الباطِلِ (1)

و قالَ الزَّمَخْشرِیُّ :ثم اسْتُعِیرَتْ فی الأقاوِیلِ الخالِیَهِ من طائِلٍ (2)، أَی من نَفْعٍ .

به تَمَطَّتْ غَوْلَ کُلِّ مَتْلَه

بنا حراجیج المهاری النفه (1)

و یُرْوَی:مَیْلَه مِن الوَلَهِ .

و أَیْضاً: الحَیْرَهُ ،و الأَصْلُ فیه الوَلَهُ بالواوِ،و قیلَ الدَّلَهُ بالدالِ .

و الفِعْلُ کفَرِحَ ؛ یقالُ : تَلِهَ الرَّجُلُ تَلَهاً إذا حارَ.

و تَلِهَ کذا،و تَلِهَ عنه: ضله و أُنْسِیَهُ ، نَقَلَه الأزْهرِیُّ عن النوادِرِ و الصَّاغانی عن اللّیْثِ .

و أَتْلَهَهُ المَرَضُ :أَتْلَفَهُ ، عن ابن سِیدَه.

و رجُلٌ مَتْلُوهُ العَقْلِ و تالِهُه : أَی ذاهِبُه.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

تَتَلَّهَ الرَّجلُ :جالَ فی غیرِ ضَیْعه.

و رأَیْتُه یَتَتَلَّه :أَی یَتَرَدَّدُ مُتَحیِّراً؛و أَنْشَدَ أَبو سعیدٍ بیتَ لَبیدٍ:

باتَتْ تَتَلَّه فی نِهاءِ صُعائِدٍ (2)

قُلْتُ :و یُرْوَی:تَبَلَّه بالباءِ،و تَبَلَّد بالدالِ ،و الأخیرَهُ هی المَشْهورَهُ .

و اتَّلَهَ یَتَّلِهُ ،کاتَّخَذَ یَتَّخِذُ:حارَ و تَرَدَّدَ.

و المُتْلَهَهُ :المُتْلَفَهُ مِن الفَلَواتِ ؛قالَ رُؤْبَه:

به تَمَطَّتْ غَوْلَ کلِّ مَتْلَه

یعْنِی:مَتْلَفٍ ،و سَیَأْتِی فی وَلَهَ .

و المُتَلَّهُ ،کمعظَّمٍ :المُدَلَّهُ زِنَهً و معْنًی و هو الذّاهِبُ العَقْلِ .و یقالُ :أَصْلُ تَلِهَ یَتْلَهُ ائْتَلَهَ یَأْتَلِهُ ،فأُدْغِمَتِ (3)الواوُ فی التاءِ فقیلَ اتَّلَهَ یَتَّلِهُ ،ثم حُذِفَتِ التاءُ.

یعْنِی بقوْلِه:لهذا أَی لهذه الکَلِمَهِ ،و هی تُهْ تُهْ زَجْر للبَعیرِ یَنْفِرُ منه،و هی دُعاءٌ للکَلْبِ .

و هی أَیْضاً: حِکایَهُ المُتَهْتِهِ .

و تَهْتَهَ :رَدَّدَ فی الباطِلِ ؛ و منه قَوْلُ رُؤْبَه:

فی غائِلاتِ الحائِرِ المُتَهْتِهِ (1)

و هو الذی رُدِّدَ فی الأباطِیلِ .

و أَرضٌ (1)تِیهٌ ،بالکسْرِ،و تَیْهاءُ و مَتِیهَهٌ ،کسَفِینَهٍ ؛ و مَثَّلَه الجوْهرِیُّ بمَعِیشَهٍ ،و هو أَوْلی،قالَ :و أَصْلُها مَفْعِلَه؛ و تُضَمُّ المِیمُ و کَمَرْحَلَهٍ و مَقْعَدٍ: أَی مُضِلَّهٌ واسِعَهٌ لا أَعْلامَ فیها و لا جِبالَ و لا آکامَ ؛و قالَ الشاعِرُ:

تَقْذِفُه فی مِثلِ غِیطانِ التِّیهْ

فی کلِّ تِیهٍ جَدْوَلٌ تُؤَتِّیهْ (2)

عَنَی به التِّیهَ من الأرضِ .

و تَیَّهَهُ (3):ضَیَّعَهُ .

و قالَ أَبو تُرابٍ :سَمِعْتُ عَرَّاماً یقولُ : تاهَ بَصَرُهَ یَتِیهُ ، مثْلُ تافَ ، و ذلکَ إذا نَظَرَ إلی الشیءِ فی دَوامٍ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

رجُلٌ تَیْهانُ و تَیَّهانُ :إذا کانَ جَسُوراً یرْکَبُ رأْسَه فی الأُمورِ؛و کَذلِکَ جَمَلٌ تَیْهانٌ ،و ناقَهٌ تَیْهانَهٌ ؛قالَ :

تَقْدُمُها تَیْهانهٌ جَسُورُ

لا دِعْرِمٌ نامَ و لا عَثُورُ (4)

و رجُلٌ تائِهٌ :ضالٌّ مُتَکَبِّرٌ،أَو ضالٌّ مُتَحَیِّرٌ.

و تاهَتْ به سَفِینَتُه:ضَلَّتْ .

و تَیَّه نَفْسَه:أَهْلَکَها،أَو حَیَّرَها.

و بَلدٌ أَتیهُ لا یُهْتدَی إلیه و فیه.

و أَرْضٌ مُتَیِّهَهٌ ،کمحَدِّثَهٍ ؛و منه قوْلُه:

مُشْتَبِه مُتَیِّه تَیْهاؤُه (5)

و رجُلٌ مِتْیَهٌ ،کمِنْبَرٍ:کَثیرُ التِّیهِ ،أَو کَثیرُ الضَّلالِ ؛قالَ رُؤْبَه:

یَنْوی اشْتِقاقاً فی الضَّلالِ المِتْیَهِ (6)

ضُبِطَ کمقْعَدٍ.

و تاهَ عنِّی بَصَرُکَ :إذا تَخَطَّی؛عن أَبی تُرابٍ .

و هو أَتْیَهُ الناسِ :أَی أَحْیرُهم،و الواوُ أَعَمُّ .

و التِّیهُ ،بالکسْرِ:مَوْضِعٌ تاهَ فیه بنُو إسْرائیلَ بینَ مِصْرَ و العقَبَه فلم یَهْتدُوا للخُرُوجِ منه.

و التیاههُ :بَطْنٌ مِنَ العَرَبِ سَکَنُوا التِّیه .

و أَبو الهَیْثم بنُ التَّیَّهانِ الأَنْصارِیُّ :صَحابِیُّ ،و اسْمُه مالِکُ .

و التِّیَهُ ،کعِنَبٍ ،لُغَهٌ فی التِّیهِ بمعْنَی الصَّلَفِ ،هکذا ضَبَطَه الملا عبدُ الحکیمِ فی حواشِی البَیْضاوی.

قالَ شیْخُنا:و لا أَدْرِی ما صحَّته.

و أَیْضاً: الواسِعُ الجَبْهَهِ الحَسَنُها مِنَ الناسِ ؛عن ابنِ سِیدَه.

و فی الصِّحاحِ :رجُلٌ أَجْبَهُ بَیِّنُ الجَبَهِ ،أَی عَظیمُ الجَبْهَهِ .

أَو الشَّاخِصُها، عن ابنِ سِیدَه؛ و هی جَبْهاءُ إذا کانتْ کَذلِکَ ؛ و الاسمُ الجَبَهُ ،محرَّکهً .

و جَبَهَهُ ،کمَنَعَهُ :ضَرَبَ جَبْهَتَهُ .

و مِن المجازِ: جَبَهَ الرَّجلَ یَجْبَهُهُ جَبْهاً :إذا رَدَّهُ عن حاجَتِه.

أَو جَبَهَهُ : لَقِیَهُ بمَکْرُوهٍ (1)؛ نَقَلَه الجوْهرِیُّ و هو مجازٌ أَیْضاً.

و فی المُحْکَم: جَبَهْتُه إذا اسْتَقْبَلْته بکَلامٍ فیه غِلْظَه؛ و جَبَهْتُه بالمَکْرُوه إذا اسْتَقْبَلْته به.

و مِن المجازِ: جَبَهَ الماءَ جَبْهاً إذا وَرَدَهُ ،و لا له آلَه سَقْی، و هی القامَهُ و الأَداهُ ؛زادَ الزَّمَخْشریُّ : فلم یکن منه إلاَّ النَّظَرُ إلی وَجْهِ الماءِ.

و قالَ ابنُ الأَعْرابیِّ عن بعضِ الأَعْرابِ :لکلِّ جابه جَوْزَه (2)ثم یُؤَذَّن أَی لکلِّ من وَرَدَ علینا سَقْیهٌ ثم یمنعُ مِن الماءِ.

و مِن المجازِ: جَبَهَ الشِّتاءُ القومَ إذا جاءَهم و لم یَتَهیَّؤُا له؛ کما فی الأساسِ .

و الجَابِهُ :الذی یَلْقاکَ بوجْهِه أَو جَبْهَتِه من طائِرٍ أَو وَحْشٍ ،و هو یُتَشاءَمُ به.

و الجُبَّهُ ،کسُکَّر: الجَبَانُ مِن الرِّجالِ ،مِثْل: الجُبَّاءُ بالهَمْزَهِ .

و فی النوادِرِ: اجْتَبَهَ الماءَ و غیرَهُ :أَنْکَرَهُ و لم یَسْتَمْرِئْهُ ، و لیسَ فی نصِّ النوادِرِ و غیرَهُ .

و

16- فی حدِیثِ حَدِّ الزِّنا: أَنَّه سأَلَ الیهودَ عنه فقالوا:علیه التَّجْبِیهُ ،قالَ :ما التَّجْبِیهُ ؟ قالوا: أَن یُحَمَّرَ، . کذا فی النُّسخِ و الصَّوابُ :أَن یُحَمَّمَ ، وُجُوهُ الزَّانِیَیْنِ ، أَی یُسَوَّدَ، و یُحْمَلاَ علی بَعیرٍ أَو حِمارٍ و یُخالَفَ بینَ وُجُوهِهِما، هکذا هو نَصُّ الحدِیثِ :و أَصْلُ التَّجْبِیهِ أَنْ یُحْمَل إنْسانانِ علی دابَّهٍ و یُجْعَل قَفا أَحَدهما إلی قَفا الآخَرِ، و کانَ القِیاسُ أَنْ یُقابَلَ بینَ وُجُوهِهِما لأَنَّه مأْخُوذٌ من الجَبْهَهِ .و التَّجْبِیهُ أَیْضاً:أَنْ یُنَکِّسَ رأْسَه و یحتملُ أَنْ یکونَ المَحْمولُ علی الدابَّهِ بالوَصْفِ المَذْکُورِ مِن هذا لأنَّ مَنْ فُعِلَ به ذلِکَ یُنَکِّسُ رأْسَه خَجَلاً، فسُمِّی ذلکَ الفِعْلُ تَجْبِیهاً ؛ أَو مِن جَبَهَهُ أَصابَهُ و اسْتَقْبَلَه بمَکْرُوهٍ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

فَرَسٌ أَجْبَهُ :شاخِصُ الجَبْهَهِ مُرْتَفِعُها عن قَصَبهِ الأَنْفِ .

و جاءَتْ جَبْهَهُ الخَیْلِ :لخِیارِها.

و جاءَتْ جَبْهَهٌ مِن الناسِ :أَی جماعَهٌ ؛نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ .

و قالَ ابنُ السِّکِّیت:وَرَدْنا ماءً له جَبِیههٌ إِمَّا کانَ مِلْحاً فلم یَنْضَحْ ،أَی لم یرو ما لَهُم الشُّرْب،و إمَّا کانَ آجِناً، و إِما کانَ بَعِیدَ القَعْرِ غَلِیظاً سَقْیُه شَدیداً أَمْرُه؛نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ .

و جُبَیْهاءُ الأشْجَعیُّ ،کحُمَیْراءَ،شاعِرٌ مَعْروفٌ ؛کما فی الصِّحاحِ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:هو جَبْهاءُ الأشْجعیُّ بالتَّکْبِیرِ.

و مِن الخَیْلِ و الإِبِلِ و الغَنَمِ : خِیارُها و ضِخامُها و جِلَّتُها.

و قالَ ثَعْلَب:قالَ الغَنَویُّ فی کَلامِه فعَمَد إلی عِدَّهٍ مِن جَراهِیَه إبِلِه فباعَها بدقالٍ من الغَنَمِ ،أَی صِغَارُها أَجْساماً.

و لَقِیَهُ جَراهِیَهً : أَی ظاهِراً بارزاً؛ قالَ ابنُ العَجْلانِ الهُذَلیُّ :

و لو لا ذا لَلاقَیْت المَنایا

جَراهِیهً و ما عنها مَحِیدُ (1)

و تَجَرَّهَ الأَمْرُ:انْکَشَفَ ، و هو مُطاوعُ جَرَّهَ تَجْرِیهاً .

و الجَرْهَهُ :الجانِبُ .

و الجَرَهَهُ ، محرّکهً :بَلَحاتٌ فی قِمَعٍ واحِدٍ.

و جِرَهٌ ،کعِنَبٍ (2):د بفارِسَ ، منه عبدُ الرحیمِ بنُ عبدِ الکریمِ الجَرَهیُّ الشافِعِیُّ جَدُّ نعْمهَ اللَّهِ الجَرَهیِّ ،و شیخُ أَبی الفُتوحِ الطاوسی،وُلِدَ بِشِیرَاز سَنَه 744،و حَفِظَ القُرْآنَ و هو ابنُ ستِّ ،و أَخَذَ عن أَبیهِ و أَخیهِ الغیاث أَبی محمدٍ عطاءِ اللَّهِ و عن الفخْرِ أَحمدَ بنِ محمدِ بنِ أَحمدَ النیریزی صاحِب الفَخْر الجارِبردی،و عن المقْدامِ أَبی المَحاسِنِ عبدِ اللَّهِ بنِ مَحْمود بنِ نَجمٍ الشِّیرازِیّ ،و سَمِعَ الکشَاف علی القاضِی عضد،و سَمِعَ الحدِیثَ من المعمِّرِ إمام الدِّیْن حَمْزَهَ بنِ محمدِ بنِ أَحمدَ النیریزی و سعْدِ الدِّیْن محمدِ بنِ مَسْعودٍ البلیانی الکازرونی،و فریدِ الدِّیْن عبدِ الوَدُودِ بنِ دَاود بنِ محمدٍ الوَاعِظِ الشِّیرازِی و إمامِ الدِّیْن علیِّ بنِ مُبارَکْشاه الصدِّیقی السادِی،و بمکَّهَ عن الشّاورِی و الیافِعِیِّ و الکمالِ النُّوَیْری و التقیِّ الفاسِیِّ و أَبی الیمنِ الطَّبَری و محمدِ بنِ سکر و المجدِ اللّغَوی، و بالمَدینَهِ عن الزَّیْنِ العِراقیّ ،و بدِمَشْق عن الحافِظِ أَبی بکْرِ بنِ المحبِّ ،و بمِصْرَ عن الجمالِ الأسْیوطی و ابنِ الملقن و البَلْقِینی و التَّنُوخی،و حَدَّثَ ،و ممَّنْ سَمِعَ منه ولدُه محمدُ أَبو نعْمهَ اللَّهِ و التقیُّ بنُ فهْدٍ و ابْناه و أَبو الفَرَجِ المراغیّ و أَبو الفُتوحِ الطاوسی،ماتَ بلار سَنَه 828.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

الجَرْهُ :الشَّرُّ الشَّدیدُ؛عن ابنِ الأَعْرابیِّ ؛قالَ :و الرَّجَهُ التَّثَبُّتُ بالأسْنانِ .

قالَ ابنُ سِیدَه:و لیسَ بشیءٍ.

و جَلَهَ الحَصَی عن (1)المَکانِ ،کمَنَعَ :نَحَّاهُ عنه؛نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ ؛ و ذلک المَوْضِعُ جَلِیهَهٌ (2)، کسَفِینَهٍ .

و جَلَهَ فلاناً:رَدَّهُ عن أَمْرٍ شَدیدٍ.

و جَلَهَ الشَّیءَ جَلْهاً : کَشَفَهُ .

و جَلَه العِمامَهَ :رَفَعَها مَعَ طَیِّها عن جَبِینِه و مُقَدّمِ رأْسِه.

و المَجْلُوهُ :البَیْتُ الذی لا بابَ فیه و لا سِتْرَ.

و الجَلْهَهُ و الجَلِیهَهُ :تَمْرٌ یُنقَّی نَواهُ و یُمْرَسُ و یُعالَجُ باللَّبَنِ (3)ثم یُسْقاهُ (4)النِّساءُ، و هو یُسَمِّنُ .

و الأَجْلَهُ : الأَجْلَحُ ؛و أَنْشَدَ الجوْهرِیُّ لرُؤْبَه:

بَرَّاقُ أَصْلادِ الجَبِینِ الأَجْلَهِ (5)

و أَیْضاً: الضَّخْمُ الجَبْهَهِ العَظِیمُها المُتَأَخْرُ مَنابِتِ الشَّعَرِ.

و قالَ الکِسائیّ : ثَوْرٌ أَجْلَهُ لا قَرْنَ له، مثْلُ أَجْلَح، نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

الجَلْهَهُ :القارهُ الضَّخْمَهُ کالجُلْهُمَهِ ،و المِیمُ زائِدَهٌ .

و قیلَ :فَمُ الوادِی.

و قیلَ :ما کَشَفَتْ عنه السُّیولُ فأَبْرَزَتْه.

و الجلهاءُ ،ککرماء:الحائِکُ .و الجَلَهِیهُ (6)،محرّکهً :أَنْ یکشفَ المُعْتَمُّ عن جَبِینِه حتی یری مَنْبِت شَعَره؛نَقَلَه الصَّاغانیُّ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

و حکَی اللّحْیانیُّ أنَّ جاهَ لیسَ مِن وَجْهٍ ،و إِنَّما هو مِن جُهْتُ و لم یُفسّرْ ما جُهْتُ .

و قالَ أبو بکْرٍ:لفُلانٍ جاهٌ فیهم،أَی مَنْزلَهُ و قَدْرٌ، فأَخرت الواوَ مِن مَوضِعِ الفاءِ و جعلْت فی مَوْضِعِ العَیْن فصارَتْ جَوْهاً ،ثم جَعَلُوا الواوَ أَلِفاً فقالوا جاه .

و جاهَهُ بمَکْرُوهٍ جَوْهاً : جَبَهَهُ به؛ نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ .

و یقالُ : نَظَرَ بجُوهِ سَوْءٍ،بالضَّمِّ ،و بِجِیهِ سَوْءٍ، أَی بوَجْهِ سَوْءٍ؛ عن اللّحْیانیّ .

و قوْلُه: بجِیهِ ،مُقْتَضَی إطْلاقه أنَّه بفتْحِ الجیمِ ،و هو فی نصِّ النوادِرِ بکسْرِها.

و جاهِ جاهِ ، بالبِناءِ علی الکسْرِ، و یُنَوَّنُ حَکَاه اللّحْیانیُّ .

و فی الصِّحاحِ :قالَ الأصْمعیُّ جه،و رُبَّما قالوا: جاهٍ بتَنْوِینٍ ؛و أَنْشَدَ:

إذا قُلْتُ جاهٍ لَجَّ حتی تَرُدَّهُ

قُوَی أدَمٍ أطْرافُها فی السَّلاسِلِ (1)

و یُسَکَّنُ ، حَکَاهُ اللّحْیانیُّ أَیْضاً.

و جَوْهِ جَوْهِ ، بالبِناءِ علی الکسْرِ: زَجْرٌ للبَعیرِ لا النَّاقه (2).

و فی المُحْکَم:و جُوهْ : جُوه :ضَرْبٌ من زَجْرِ الإِبِلِ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:تقولُ العَرَبُ للإِبِلِ جاه لا جُهْتَ ،و هو زَجْرٌ للجَمَلِ خاصَّهً .

و فی الصِّحاحِ : جاهِ زَجْرٌ للبَعیرِ دونَ الناقَهِ ،و هو مَبْنیٌّ علی الکسْرِ.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

تَجَوَّه إذا تَعَظَّمَ أَو تَکَلَّفَ الجاهَ و لیسَ به ذلِکَ .

و جاهَهُ بشرِّ:واجَهَهُ به؛و منه قَوْلُهم فی الزَّجْرِ:لا جهت ،أَی لا قُوبِلْتَ بشرِّ.

و تَصْغِیرُ الجاهَهِ جُوَیْهَهٌ .

و جَهْجَهَ بالإِبِلِ ،کهَجْهَجَ .

و جَهْجَهَ الرَّجلَ :رَدَّهُ عن کلِّ شیءٍ.و

16- فی الحدِیثِ :

أَنَّ رجُلاً من أَسْلَم عدا علیه ذئْبٌ فانْتَزَعَ شاهً مِن غَنَمِه فَجَهْجأَهُ . أَی زَبَرَه،و أَرادَ جَهْجَهَه فأَبْدَلَ الهاءَ هَمْزَهً لکثْرَهِ الهاآتِ و قُرْبَ المَخْرجِ .

و یومُ جَهْجوهٍ :یومٌ لبَنی تمِیمٍ مَعْروفٌ ؛قالَ مالِکُ بنُ نُوَیْرَه:

و فی یومِ جُهْجُوهٍ حَمَیْنا ذِمارَنا

بعَقْرِ الصَّفایا و الجَوادِ المُرَبَّبِ (1)

و ذلکَ أنَّ عَوْفَ بن حارِثَهَ (2)بنِ سَلِیطٍ الأَصَمَّ ضَرَبَ خَطْمَ فَرَسِ مالِکٍ بالسَّیْفِ ،و هو مَرْبُوط بفِناءِ القُبَّه فنَشِبَ فی خَطْمِه فقَطَعَ الرَّسَنَ و جالَ فی الناسِ فجعَلُوا یقولُونَ جُوجُوهْ ،فسُمِّی یوم جَهْجُوهٍ .

و قالَ الأَزْهرِیُّ :الفُرْسُ إذا اسْتَصْوبوا فعْلَ إنسانٍ قالوا جُوهْ جُوهْ .

و قالَ ابنُ سِیدَه: جَهْ جَهْ مِن صَوْتِ الأبطالِ فی الحَرْبِ ،و أَیْضاً:تَسْکِین للأَسَدِ و الذئْبِ و غیرِهِما.

و یقالُ : تَجَهْجَهْ عَنِّی أَی انْتَهِ ؛نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ .

و دِباهَهُ :ه بالسَّوادِ.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

14- دَبَهٌ ،محرّکهً :مَوْضِعٌ بینَ بَدْرٍ و الصَّقْراءَ مَرَّ به رَسُولُ اللَّهِ صلّی اللّه علیه و سلّم،فی مَسِیرِه إلی بَدْرٍ.

و قالَ ابنُ بَرِّی:یقالُ للرَّجُلِ إذا حُمِدَ دَباهِ دَباهِ .

و رب إبراهیم حین أوّها

بالطیر تَرْمی عَنْهُ من تدرّها (1)

و دِرِّیهُ القوْمِ ،کسِکِّیت:کَبیرُهُم.

و الدَّارهُ :الطّفَیْلیُّ و الرَّسُولُ أَیْضاً؛کلُّ ذلکَ عن الصَّاغانی.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

و فی اللِّسانِ و التّکْمِلَهِ عن اللَّیْثِ : شِدَّهُ حَرِّ الرَّمْلِ و الرَّمْضاءِ.

و أَیْضاً: لُعْبَهٌ للصِّبْیانِ (1).

و ادْمَوْمَهَ الرَّمْلُ : کادَ یَغْلِی من شِدَّهِ الحَرِّ.

و ادْمَوْمَهَ فلانٌ :غُشِیَ علیه.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

دَمِهَ یومُنا،کفَرِحَ ،فهو دَمِهٌ و دامِهٌ :اشْتَدَّ حَرُّهُ ؛قالَ الشاعِرُ:

ظَلَّتْ علی شُزُنٍ فی دَامِهٍ دَمِهٍ

کأَنَّه من أُوارِ الشمسِ مَرْعُونُ (2)

و الدَّمَهُ ،محرّکهً :شِدَّهُ حَرِّ الشمسِ .

و دَمَهَتْه الشمسُ :صَخَدَتْه.

و تقدَّمَ له فی (3)حَرْفِ الراءِ: دمهکیر هو الأَخْذُ بالنَّفْسِ مِن شِدَّهِ الحَرِّ؛و هو من هذا.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

دَمَتْیُوهُ ،بفتْحِ الدالِ و المیمِ و سکونِ الفَوْقیَّه و ضمِّ التّحْتیه:قَرْیهٌ بمِصْرَ مِن الغَرْبیهِ ،و قد وَرَدْتُها.

قُوَّلٌ جَمْعُ قائِلٍ ،کرَاکِعٍ و رُکَّعٍ .یقالُ :إنَّها فارِسیَّهٌ حکَی قول ظِئْرِه.

و قد جاءَ ذلکَ فی حدِیثِ الکاهِنِ ،و هو مَثَلٌ مِن أَمْثالِ العَرَبِ قَدیمٌ .

قالَ اللیْثُ : دَهْ کلمهٌ کانتِ العَرَبُ تتکلَّمُ بها،یَرَی الرجلُ ثأْرَهُ فتقولُ له:یا فُلان إلاَّ دَهٍ فلا دَهٍ ،أَی إنْ لم تَثْأَرْ به الآنَ لم تَثْأَرْ به أَبداً.

و ذَکَرَه أبو عبیدٍ فی بابِ طلبِ الحاجَهِ فیُمْنَعُها فیطلبُ غَیْرَها.

قالَ الأَصْمعیُّ :و یقالُ :لا دَهٍ فلا دَهٍ ،أَی لا أَقْبَل واحِدَهً من الخَصْلَتَیْنِ اللَّتَیْنِ تَعْرِضُ .

قالَ الأَزْهِریُّ (1):و هذا القَوْلُ یدلُّ علی أنَّ دَهِ فارِسِیَّه مَعْناها الضَّرْبُ ،تقولُ للرّجلِ :إذا أَمَرْتَه بالضَّرْبِ :دِهْ ، قالَ :رأَیْتُه فی کتابِ أَبی زیْدٍ بکسْرِ الدالِ .

*قُلْتُ : دِهْ بالکسْرِ،فارِسِیَّهٌ مَعْناها أَعْطِ ،و یکنَّی بها عن الضَّرْبِ .

و قد أَوْرَدَ الزَّمَخْشریُّ هذه الأقْوالِ فی أَوَّلِ المُسْتَقْصی مِن أَمْثالِهِ .

و دُهْدُوهُ الجُعَلِ ، بضمِّ الدَّالَیْن و فتْحِ الواوِ، و دهْدُوَّتُه ، بتَشْدیدِ الواوِ، و دُهْدِیَّتُهُ ، بتَشْدیدِ الیاءِ علی البَدَلِ و یُخَفَّفُ ، کلُّ ذلِکَ عن ابنِ الأَعْرابیِّ ، ما یُدَهْدِهُهُ ،أَی یُدَحْرِجُه مِن الخُرْءِ المُسْتدیرِ.

و قالَ ابنُ برِّی: الدُّهْدُوهَهُ کالدُّحْرُوجَهِ :ما یَجْمَعُه الجُعَل مِن الخُرْءِ.

و

16- فی الحدِیثِ : «لمَا یُدَهْدِهُ الجُعَلُ خَیْرٌ مِن الذین ماتُوا فی الجاهِلِیَّهِ ».

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه: الدَّهْدَاهُ :الکَثیرُ من الإِبِلِ حَواشِیَ کُنَّ أَو جِلَّهً ؛عن أَبی الطُّفَیْل؛و أَنْشَدَ:

یَذُودُ یومَ المنَّهَلِ الدَّهْداهِ (2)

کالدَّهْدَهانِ .

و یقالُ :ما أَدْرِی أَیُّ الدَّهْداه هُوَ،مَقْصوراً و یُمَدُّ،عن الکِسائی،أَی أَیُّ الناسِ هو؛نَقَلَه الجوْهرِیُّ .

و یُرْوی:أَیُّ الدَّهْداءِ هو.

و قالَ ابنُ الأعْرابیِّ :یقالُ فی زَجْرِ الإِبِلِ : دُهْدُه .

و أَمَّا قَوْلُهم:دُهْ دُرَّیْن سَعْدَ القَیْنِ ،فتقدَّمَ ذِکْرُه فی الراءِ و فی النونِ .

و المعجمهُ لُغَهٌ فی جَمیعِ مَعانِی المهْملَهِ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

أَذْمَهَتْه الشَّمسُ :آلَمَتْ دِماغَه.

و ذَمِهَ یومُنا،کفَرِحَ و نَصَرَ:اشْتَدَّ حَرُّه.

و الرَّدْهَهُ : مَدْفَنُ (1)بِشْرِ بنِ أَبی خازِمٍ ، و هو مَوْضِعٌ ببِلادِ قَیْسٍ .

و رَدَهَهُ بحَجَرٍ،کمَنَعَ (2):رَمَاهُ به.

و رَدَهَ البَیْتَ :عَظَّمَهُ و کَبَّرَهُ .

قالَ الأَزْهرِیُّ :و الأَصْلُ فیه رَدَحَ ،و الهاءُ مُبْدلَهٌ منه.

و رَدَهَ فلانٌ :سادَ القومَ بشَجَاعَهٍ و کَرَمٍ و نحوِهِما؛ عن ابنِ الأَعْرابیِّ .و ضَبَطَه الصَّاغانیُّ بالتَّشْدیدِ،و هو الصَّوابُ .

و رَجُلٌ رَدِهٌ ،کخَجِلٍ :صُلْبٌ مَتِینٌ لَجُوجٌ لا یُغْلَبُ ؛ عن المُؤَرِّج.

و قد أَنْکَرَه الأَزْهرِیُّ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

الرَّدْهَهُ :المَوْردُ،عن المُؤَرِّج.

و الرَّدْهَهُ :قُلَّهُ الرَّابیهِ .

و الرُّدَّهُ ،کسُکَّرٍ:تِلالُ القِفافِ ،قالَ رُؤْبه:

من بعضِ أَنْضاضِ القِفافِ الرُّدَّهِ (3)

و الرَّدَاه الرُّدَّه للمُبالَغَهِ و الإِجَادَهِ ،کما یقالُ :أَعوامٌ عُوَّمِ .

و شَیْطانُ الرَّدْهَهِ :ذُو الثّدَیَّه المَقْتولُ بنَهْرَوانَ ،و قد ذَکَرَه الجوْهرِیُّ .و أَیْضاً مُعاوِیَه بن أَبی سُفْیان؛و منه

1- حدِیثُ علیِّ فی صِفِّین: «و أَمَّا شَیْطانُ الرَّدْهَهِ فقد کُفِیتُه بصیحهٍ سمعْتُ لها وَجِیبَ قَلْبِه». ؛و ذلکَ حینَ انْهَزَمَ أَهْلُ الشأمِ و أَخْلَدَ مُعاوِیَهُ إِلی المُحاکَمَهِ .

و هو أَیْضاً أَحَدُ المَرَدَهِ مِن أَعْوانِ إِبْلیس.

و یَقولُونَ :أَعْذَب مِن مُوَیْهَه فی رُدَیْههٍ ،تَصْغیرُ رَدْهَه .

و أَرْفَه المالُ :أَقامَ قَرِیباً مِن الماءِ فی الحَوْضِ واضِعاً فیه.

و أَرْفَه الرَّجلُ :ادَّهَنَ و تَرَجَّلَ کُلَّ یومٍ ؛ و قد نَهَی عنه.

و أَیْضاً: دَاوَمَ علی أَکْلِ النَّعیم، و هو التَّوَسُّعُ فی المَطْعَمِ و المَشْربِ ؛و بهما فُسِّرَ

16- الحدِیثُ : نَهَی عن الإِرْفاهِ . ؛أَی لأنَّه مِن فِعْلِ العَجَمِ و أَرْبابِ الدُّنْیا،و فیه الأَمْرُ بالتَّقَشُّفِ و ابْتِذالِ النفْسِ .

و أَرْفَه عِنْدَنا: أَقامَ و اسْتَراحَ کاسْتَرْفَهَ ؛ عن ابنِ الأَعْرابیِّ فی النوادِرِ.

و الرُّفَهُ ،کصُرَدٍ:التِّبْنُ ، عن کُراعٍ .

و منه المَثَلُ : أَغْنَی من التُّفَهِ عن الرُّفَهِ ؛و التُّفَهُ :عَناقُ الأرضِ لأنَّه لا یَقْتاتُ التِّبْنَ ؛کما فی الصِّحاحِ ،و قد تقدَّمَ البَحْثُ فی«ت ف ه ».

و الرِّفْهُ ، بالکسْرِ:صِغارُ النَّخْلِ .

و الرَّفَهَهُ ،محرّکهً :الرَّحمهُ و الرَّأْفَهُ ؛ عن أَبی الهَیْثمِ ، و به فسرَ قَوْلهم:إِذا سَقَطتِ الطَّرْفَهُ قَلَّتْ فی الأَرْضِ الرَّفَهَهُ .

و قالَ أَبو لَیْلی: هو رافِهٌ به، أَی راحِمٌ له. و یقالُ :

أَما تَرْفَهُ فلاناً؟ و یقالُ : بَیْنَنا لیلهٌ رافِههٌ و ثلاثُ لیالٍ رَوافِهُ ، أَی لَیِّنَهُ السَّیرِ.

و فی الصِّحاحِ :إذا کانَ یُسارُ فیها (1)سَیْراً لَیِّناً.

و رَفَّهَ عنِّی تَرْفیهاً : کنْتُ فی ضیقٍ و نَفَّسَ عنِّی.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

رَفَّه عن الإِبِلِ تَرْفِیهاً :إِذا أَوْرَدَها الماءَ کُلَّ یومٍ و التَّرْفِیه :الرِّفْقُ ؛و أَیْضاً:الإِقامَهُ و الاسْتِراحَهُ ؛عن ابنِ الأَعْرابیِّ و هو أَرْفَهُ منه:أَکْثَر رفهاً .

و رُفِّهَ عنه التّعَبُ :أُزِیلَ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

أَهْمَلَهُ الجوْهرِیُّ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:هو اضْطِرابُ الماءِ علی وجْهِ الأَرضِ ،و قد رَاهَ یَرُوهُ رَوْهاً ،و الاسمُ الرُّواهُ ،یمانِیَّهٌ ؛کما فی اللِّسانِ و التّکْمِلَهِ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

و زَمَهَتْهُ الشَّمسُ و دَمَهَتْه، کمَنَعَ : آلَمَتْهُ ؛ کلُّ ذلک لُغَهٌ فی الدَّالِ (1)و الَّذالِ و الَّراءِ.

الأصْلُ ، و یُحَرَّکُ عن الجوْهرِیّ و قالَ :و هو الأصْلُ ؛ الإِسْتُ (1)، و هو مِن المَحْذوفِ المُجْتَلَبَهِ له أَلِفُ الوَصْلِ ، ج أَسْتاهٌ .

قالَ الجوْهرِیُّ :و أَصْلُها سَتَهٌ علی فَعَل،بالتّحْرِیکِ ، یدلُّ علی ذلِکَ أَنَّ جَمْعَه أَسْتاهٌ ،مِثْلُ جَمَلٍ و أَجْمالٍ ،و لا یَجوزُ أَنْ یکونَ مِثْلُ جِذْعٍ (2)و قُفْلٍ اللذین یُجْمَعانِ أَیْضاً علی أَفْعال،لأنَّک إِذا رَدَدْتَ الهاءَ التی هی لامُ الفِعْلِ و حَذَفْتَ العَیْن قُلْتَ سَهٌ ،بالفتْحِ ،انتَهَی؛و قالَ عامِرَ بنُ عُقَیْلٍ السَّعْدیُّ :

رِقابٌ کالمَواجِنِ خاظِیاتٌ

و أَسْتاهٌ علی الأَکْوارِ کُومُ (3)

و السَّهُ ،و یُضَمُّ مُخَفَّفَهً :العَجُزُ أَو حَلْقَهُ الدُّبُرِ؛ و منه

16- الحدِیثُ : «إنَّما العَیْنُ وِکاءُ السَّهِ ». أَی إذا نامَ انْحلَّ وِکاؤُها،کنی بهذا اللَّفْظِ عن الحَدَثِ و خُرُوجِ الرِّیحِ ، و هو مِن أَحْسَنِ الکِنایَاتِ و ألْطَفِها؛و أَنْشَدَ الجوْهرِیُّ لأَوْس:

شَأَتْکَ قُعَیْنٌ غَثُّها و سَمِینُها

و أَنْتَ السَّهُ السُّفْلَی إِذا دُعِیَتْ نَصْرُ (4)

یقولُ :أَنْتَ فیهم بمنْزِلَهِ الاسْتِ من الناسِ .

و السَّتَهُ ،محرّکهً :عِظَمُها.

و الأَسْتَهُ و السُّتاهِیُّ ،کغُرابیِّ :العَظِیمُها الکَبیرُ العَجُزِ، ج ککُتُبٍ و سُتْهانٌ ، کعُثْمانٍ .

و أَیْضاً: طالِبُها أَو المُلازِمُ لها، کالسَّتِهِ ،ککَتِفٍ ، کما قالوا:رجُلٌ حَرِحٌ لمُلازِمِ الأَحْراحِ ؛عن ابنِ بَرِّی. و السُّتْهُمُ ،کزُرْقُمِ ، و المیمُ زائِدَهٌ و له نَظائِرُ مَرَّ بعضُها.

و سَتَهَهُ ،کمَنَعَهُ ، سَتْهاً : تَبِعَهُ من خَلْفِه لا یُفارِقُه لأَنَّه تَلا اسْتَه .

و أَیْضاً: ضَرَبَ اسْتَهُ .

و السُّتَیْهِیُّ ؛ هکذا فی النسخِ بضمِّ السِّیْن و فتْحِ التاءِ و الصَّوابُ السَّیْتَهِیُّ کحَیْدَریِّ ،کما هو نَصُّ الفرَّاءِ بخطِّ الصَّاغانی؛ مَنْ یَمْشِی آخِرَ القَوْم أَبداً یَتخلَّفُ عنهم فیَنْظُر فی أَسْتاهِهِم ؛نَقَلَهُ ابنُ بَرِّی؛و أَنْشَدَ للعامِرِیَّه:

لقد رأَیتُ رجلاً دُهْرِیًّا

یَمْشِی ورَاءَ القومِ سَیْتَهِیَّا (5)

و مِن المجازِ: کانَ ذلکَ علی اسْتِ الدَّهْرِ، أَی علی وَجْهِهِ ؛ کما فی الأساسِ .

و قیلَ :علی أَوَّلِه.

و قالَ أَبو عبیدَهَ :کانَ ذلکَ علی اسْتِ الدَّهْرِ و أُسِ الدّهْرِ،أَی علی قِدَمِ الدَّهْرِ؛و أَنْشَدَ الإِیادِیُّ لأَبی نُخَیْلَه:

ما زالَ مجنوناً علی اسْتِ الدَّهْرِ

ذا حُمُقٍ یَنْمِی و عَقْل یَحْرِی (6)

أَی لم یزلْ مَجْنوناً دَهْرَهُ کُلّه.

و یقالُ :ما زالَ فلانٌ علی اسْتِ الدَّهْرِ مَجْنوناً،أَی لم یزلْ یُعْرفُ بالجُنُونِ ؛نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ عن أَبی زیْدٍ.

و مِن أَمْثالِهم.

یا بنَ اسْتِها .

قالَ الزَّمَخْشریُّ : کِنایَهٌ عن إِحْماضِ (7)أَبیهِ أُمَّهُ .

ص:42

و قالَ الأَزْهرِیُّ :قرأْتُ بخطِّ شَمِرٍ:العَرَبُ تسمِّی بَنی الأَمَهِ بَنی اسْتِها ؛قالَ و أَقْرَأَنا ابنُ الأعْرابیِّ للأَعْشی:

أَ سَفَهاً أَوْعَدْتَ یا بنَ أَسْتِهَا

لَسْتَ علی الأعْداءِ بالقادِرِ (1)

و یقالُ (2):یا بنَ اسْتِها ،یریدُ اسْتَ أَمه یَعْنی أَنَّه وُلِدَ مِن اسْتِها .و یقولونَ أَیْضاً:یا بنَ اسْتِها إِذا أَحْمَضَتْ (3)حِمارَها.

و مِن أَمْثالِهِم: تَرَکْتُه باسْتِ الأرضِ ، أَی عَدیماً فَقِیراً لا شیءَ له.

و مِن أَمْثالِهم،ما رُوِی عن أَبی زیْدٍ:تقولُ العَرَبُ :

ما لَکَ اسْتٌ مع اسْتِکَ ، إِذا لم یکنْ له عَدَدٌ و لا ثَرْوهٌ من مالٍ و لا عُدَّه من رِجالٍ ، فاسْتُه لا یُفارِقُه،و لیسَ له مَعَها أُخْری مِن رِجالٍ و مالٍ ؛نَقَلَه الصَّاغانیُّ عن أَبی زیْدٍ.

و فی الأَساسِ :أَی ما لَکَ عَوْنٌ .

و مِن أَمْثالِهم: لَقِیتُ منه اسْتَ الکَلْبَهِ ،أَی ما کَرِهْتُه؛ کما فی الأساسِ .

و یَقُولونَ : أَنْتُمْ أَضْیَقُ أَسْتاهاً من أَنْ تَفْعَلُوه؛ قالَ الزَّمَخْشریُّ : کِنایَهٌ عن العَجْزِ.

و قالَ غَیْرُهُ :یقالُ للرَّجُلِ یُسْتذلُّ و یُسْتَضْعفُ : اسْتُ أُمِّک أَضْیَقُ و اسْتُکَ أَضْیَقُ من أَنْ تَفْعَلَ کذا و کذا.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

من لُغاتِ الاسْتِ : سَت ،بلا هَمْزٍ فی أَوَّلِه و لا هاءٍ فی آخِرِه،ذَکَرَه أَبو حیَّان فی شرْحِ التّسْهیلِ ،و به رُوِی الحدِیثُ أَیْضاً؛قالَ ابنُ رُمَیْضٍ العَنْبرِیّ :

یَسِیلُ علی الحاذَیْنِ و السَّتِ حَیْضُها

کما صَبَّ فوقَ الرُّجْمَهِ الدَّمَ ناسِکُ

و قالَ ابنُ خَالَوَیْه:فیها ثلاثُ لُغاتٍ : سَهٌ و سَتٌ و اسْتٌ .

و أَمَّا ما ذَکَرَه المصنِّفُ مِن ضَمِّ سِینِ السّه فغَرِیبٌ لم أَرَه لأَحدٍ.

و یقالُ للرَّجُلِ الذی یُسْتَذلُّ :أَنْتَ الاسْتُ السُّفَلی و أَنْتَ السَّهُ السُّفْلَی.

و یقالُ لأَزاذلِ الناسِ :هؤلاء الأَسْتاهِ ،و لأَفاضِلِهم:

هؤلاءِ الأعْیانُ و الوُجُوهُ .

و إِذا نَسَبْتَ إِلی الاسْتِ قُلْتَ : سَتَهِیٌّ ،بالتَّحْرِیکِ ، و استِیٌّ بالکسْرِ،و سَتِهٌ ککَتِفٍ علی النّسَبِ ،کما فی الصِّحاحِ .

و امْرأَهٌ سَتْهاءُ و سُتْهُمهٌ :عَظیمَهُ العَجْزِ.

و إِذا صَغَّرْتها رَدَدْتَها إلی الأصْلِ فقُلْتَ : سُتَیْهَهٌ .

و رجُلٌ مُسْتَهٌ ،کمُکْرَمٍ :ضَخْمُ الأَلْیَتَیْنِ ؛و منه

16- حدِیثُ المُلاعَنَهِ : «إِنْ جاءَتْ به أَسته (4)جَعْداً».

قالَ الأزْهرِیُّ :و رأَیْت رجُلاً ضَخْم الأَرْدافِ کانَ یقالُ له:أَبو الأسْتاهِ .

و یقالُ : أُسْتِه فهو مُسْتَهٌ ،کما یقالُ :أُسْمِنَ فهو مُسْمَنٌ .

و مِن الأمْثالِ فی الاسْتِ :قالَ أَبو زَیْدٍ:یقالُ إِذا حدَّثَ الرَّجلُ الرَّجلَ فخلَّطَ فیه أَحادِیثَ الضَّبُع اسْتَها ،و ذلکَ أَنَّها تُمرّغُ فی التُّرابِ ثم تُقْعِی فَتَتَغَنَّی بما لا یفْهَمُه أَحدٌ فذلکَ أَحادِیثها اسْتَها .

و العَرَبُ تَضَعُ الاسْتَ مَقامَ الأصْلِ فتَقُولُ :ما لَکَ فی هذا الأمْرِ اسْتٌ و لا فَمٌ ،أَی أَصْلٌ و لا فَرْعٌ ؛قالَ جریرٌ:

فما لَکُمُ اسْتٌ فی العُلالا و لا فَمُ (5)

و یَقولُونَ فی علْمِ الرَّجُلِ بما یَلِیه غَیْره (6): اسْتُ البائِنِ

ص:43

أَعْلَمُ ؛و البائِنُ :الحالِبُ الذی لا یَلِی العُلْبه (1)و الذی یَلِی العُلْبه 1یقالُ له المُعَلِّی.

و یقالُ للقَوْمِ إِذا اسْتُذِلُّوا و اسْتُضْعِفَ بهم: باسْتِ بَنی فلانٍ ؛و منه قَوْلُ الحُطَیْئه:

فبِاسْتِ بَنی عَبْسٍ و أَسْتاهِ طیِّئٍ

و باسْتِ بَنی دُودَانَ حاشَی بَنی نَصْرِ (2)

نَقَلَه الجوْهرِیُّ ؛قالَ :و أَمَّا قَوْله:قیلَ هو الأَخْطَل، و قیلَ :عتبهُ بنُ الوغلِ فی کعْبِ بنِ جُعَیْل:

و أَنتَ مکانُک من وائلٍ

مَکانَ القُرادِ من اسْتِ الجَملْ (3)

فهو مجازٌ لأَنَّهم لا یَقُولُونَ فی الکَلامِ اسْتُ الجَمَلِ ، و إِنَّما یَقولُونَ عجزُ الجَمَل.

و قالَ المُؤَرِّج:دَخَلَ رجُلٌ علی سُلَیْمان بنِ عبْدِ الملِکِ و علی رأسِه وَصِیفَهٌ رُوقَهٌ فأَحَدَّ النَّظَرَ إلیها،فقالَ له سُلَیْمانُ :أَ تُعْجِبُک ؟فقالَ :بارَکَ اللَّهُ لأَمیرِ المُؤْمِنِین فیها؛فقالَ :أَخْبرنی بسَبْعَهِ أَمْثالٍ قِیلَتْ فی الاسْتِ و هی لکَ ،فقالَ الرجلُ : اسْتُ البائِنِ أَعْلَمُ ،فقالَ :واحِدٌ، فقالَ :صَرَّ علیه الغَزْوُ اسْتَهُ ،قالَ :اثْنان،قالَ : اسْتٌ لم تُعَوَّدِ المِجْمَر،قالَ :ثلاثَهٌ ،قالَ : اسْتُ المَسْؤُولِ أَضْیَقُ ، قالَ :أَرْبَعَهٌ ،قالَ :الحُرُّ یُعْطِی و العَبْدُ تَألَمُ اسْتُهُ ،قالَ :

خَمْسَه،قالَ الرجلُ : اسْتِی أَخْبَثِیٌّ ،قالَ : سِتَّه ،قالَ :لا ماءَکِ أَبْقَیْتِ و لا هَنَکِ أَنْقَیْتِ ،قالَ سُلَیْمانُ :لیسَ هذا فی هذا،قالَ :بَلَی أَخَذْتُ الجارَ بالجارِ (4)،قالَ :خُذْها لا بارَکَ اللَّهُ لک فیها!.

قَوْلُه:صَرَّ علیه الغَزْوُ اسْتَهُ لأنَّه لا یَقْدر أَنْ یُجامِعَ إذا غَزَا. *و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

و مِثْلُه قَوْلُهم:ضِقْتُ به ذَرْعاً و طِبْتُ به نَفْساً، و المعْنَی:ضاقَ ذَرْعِی به و طابَتْ نَفْسِی به،انتَهَی.

*قُلْتُ :و هذا القَوْلُ أَنْکَرَه النّحویُّونَ ،و قالوا:إِنَّ المُفَسِّراتِ نَکِرَاتٌ و لا یَجوزُ أَن تُجْعلَ المَعارِفُ نَکِرَاتٍ .

أَو نَسَبَه إِلیه؛ هذا القَوْلُ فیه إِشارَهٌ إِلی قَوْلِ الأَخْفَش، فإِنَّه قالَ :أَهْلُ التَّأْوِیل یَزْعمونَ أَنَّ المَعْنَی سَفَّه نَفْسَه،أَی بالتَّشْدیدِ بالمعْنَی المذْکُور؛و منه قَوْلُه:إِلاَّ مَنْ سَفِهَ الحَقَّ ،معْناهُ :مَنْ سَفَّه الحقَّ .

و قالَ یونُسُ النّحویُّ :أُراها لُغَهٌ ذَهَبَ یونُسُ إلی أَنَّ فَعِلَ للمُبالَغَهِ ،فذَهَبَ فی هذا مَذْهَبَ التَّأْوِیلِ ،و یَجوزُ علی هذا القَوْلِ سَفِهْتُ زیْداً بمعْنَی سَفَّهْتُ زیْداً.

أَو أَهْلَکَهُ ، فیه إِشارَهٌ إِلی قَوْلِ أَبی عبیدَهَ فإِنَّه قالَ :

معْنَی سَفِهَ نفْسَه أَهْلَکَ نَفْسَه و أَوْبَقَها،و هذا غَیْرُ خارِجٍ مِن مَذْهَبِ یونُسَ و أَهْل التّأْوِیل.

و قالَ بعضُ النّحویِّین فی قوْلِه تعالی: إِلاّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ (1)،أَی فی نَفْسِه أَی صارَ سَفِیهاً ،إِلاَّ أَنَّ «فی» حُذِفَتْ کما حُذِفَتْ حُرُوفُ الجَرِّ فی غیرِ مَوْضِعٍ .

و قالَ الزَّجَّاجُ :القَوْلُ الجَیِّدُ عنْدِی فی هذا:أَنَّ سَفِهَ فی مَوْضِعِ جَهِلَ ،و المعْنَی،و اللَّهُ أَعْلَم،إِلاَّ مَنْ جَهِلَ نَفْسَه،أَی لم یُفَکِّرْ فی نَفْسِه فوَضَعَ سَفِهَ فی مَوْضِعِ جَهِلَ ،و عُدِّیَ کما (2)عُدِّیَ .

قالَ الأَزْهرِیُّ :و ممَّا یُقوِّی قوْلَ الزجَّاجِ

16- الحدِیثُ : «إِنَّ الکِبْرَ أَنْ تَسْفَهَ الحَقَّ و تَغْمِطَ الناسَ ». فجعَلَ سَفِهَ واقِعاً مَعْناه أَنْ تَجْهَلَ الحَقَّ فلا تَراهُ حَقّاً.

و یقالُ : سَفِهَ فلانٌ رأْیَه إِذا جَهِلَهُ و کانَ رأْیُه مُضْطرباً لا اسْتِقامَهَ له.

و

16- فی الحدِیثِ : «إِنَّما البَغْیُ مِنْ سَفِهَ الحقَّ ». أَی مَنْ جَهِلَه،و قیلَ :مَنْ جَهِلَ نَفْسَه،و فی الکَلامِ مَحْذوفٌ تَقْدیرُه إِنَّما البَغْیُ فِعْلُ مَنْ سَفِهَ الحقَّ .و رَوَاهُ الزَّمَخْشریُّ :مِن سَفَهِ الحَقِّ ،علی أَنَّه اسمٌ مُضافٌ إِلی الحقِّ ،قالَ :و فیه وَجْهان:أَحَدُهما:أَنْ یکونَ علی حَذْفِ الجَارِ و إیصالِ الفِعْل کأَنَّ الأصْلَ سَفِهَ علی الحقِّ ،و الثانی:أَنْ یَضْمَنَ معْنَی فعل متعدِّ کجَهِلَ ، و المعْنَی الاسْتِخْفاف بالحقِّ و أَنْ لا یَراهُ علی ما هو علیه مِنَ الرُّجْحانِ و الرَّزانَهِ .

و مِن المجازِ: سَفِهَتِ الطَّعْنَهُ سَفْهاً : أَسْرَعَ منها الدَّمُ و جَفَّ (3)؛ کما فی الأساسِ .

و مِن المجازِ: سَفِهَ الشَّرابَ سَفْهاً :إذا أَکْثَرَ منه فلم یَرْوَ.

و حَکَی اللّحْیانیُّ : سَفِهَ الماءَ شَرِبَه بغیرِ رِفْقٍ .

و سَفِهَ ،کفَرِحَ و کَرُمَ ،علینا؛ الأوْلی أَنْ یقولَ : سَفِهَ علینا،کفَرِحَ و کَرُمَ ؛ جَهِلَ ، کتَسافَهَ ،فهو سَفِیهٌ ،ج سُفَهاءُ و سِفاهٌ ، بالکسْرِ، و هی سَفِیهَهٌ ،ج سَفِیهاتٌ و سَفائِهُ و سَفَّهٌ ، کسُکَّرٍ، و سِفاهٌ ، بالکسْرِ.

و قَوْلُه تعالَی: وَ لا تُؤْتُوا اَلسُّفَهاءَ أَمْوالَکُمُ الَّتِی جَعَلَ اللّهُ لَکُمْ قِیاماً (4).

قالَ اللّحْیانیُّ :بَلَغنا أَنَّهم النِّساءُ و الصِّبْیان الصِّغارُ لأنَّهم جُهَّالٌ بموْضِعِ النّفَقهِ .

قالَ :

17- و رُوِی عن ابنِ عبَّاسٍ ،رضِیَ اللَّهُ تعالی عنهما، أَنّه قالَ : النِّساءُ أَسْفَهُ السُّفَهاءِ .

و قالَ الأزْهرِیُّ :سُمِّیت المرْأَهٌ سَفِیهَه لضعفِ عَقْلِها، و لأنَّها لا تُحْسِنُ سِیاسَهَ مالِها،و کَذلِکَ الأَوْلاد ما لم یُؤْنَس رُشْدُهم.

و قوْلُه تعالَی: فَإِنْ کانَ الَّذِی عَلَیْهِ الْحَقُّ سَفِیهاً أَوْ ضَعِیفاً (5)؛ السَّفِیهُ :الخَفِیفُ العَقْل.

و قالَ مُجاهِد: السَّفِیهُ :الجاهِلُ ،و الضَّعِیفُ :الأحْمقُ .

قالَ ابنُ عَرَفَه:الجاهِلُ هنا هو الجاهِلُ بالأَحْکامِ لا

ص:45

یُحْسِنُ الإِملاء و لا یَدْرِی کیفَ هو،و لو کانَ جاهِلاً فی أَحْوالِه کُلِّها ما جازَ له أَنْ یُداینَ .

و قالَ ابنُ سِیدَه:مَعْناه إنْ کانَ جاهِلاً أَو صَغِیراً.

و قالَ اللَّحْیانیُّ : السَّفِیهُ الجاهِلُ بالإِملاء.

قالَ ابنُ سِیدَه:و هذا خَطَأٌ لأنَّه قد قالَ بعْدَ هذا أَوْ لا یَسْتَطِیعُ أَنْ یُمِلَّ هُوَ .

و قالَ الرَّاغبُ :هذا هو السَّفَهُ الدِّنْیویُّ ،و أَمَّا السَّفَهُ الأُخْرَویُّ فکَقْولِه تعالی: وَ أَنَّهُ کانَ یَقُولُ سَفِیهُنا عَلَی اللّهِ شَطَطاً (1)،فهذا هو السَّفَه فی الدِّیْن.

و سَفَّهَهُ تَسْفِیهاً :جَعَلَه سَفِیهاً ، کسَفِهَهُ ،کعَلِمَهُ ؛ عن الأخْفَش و یُونُسَ ،و علیه خَرَّج سَفِهَ نَفْسَهُ کما تقدَّمَ .

أَو سَفَّهَهُ تَسْفِیهاً : نَسَبَه إِلیه، أَی إلی السَّفَهِ ؛نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ .

و تَسَفَّهَه عن مالِهِ : إِذا خَدَعَه عنه؛ نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ .

و تَسَفَّهَتِ الرِّیحُ الغُصونَ :أَمالَتْها، أَو مالَتْ بها،أَو اسْتَخَفَّتْها فحرَّکَتْها؛و أَنْشَدَ الجوْهرِیُّ لذی الرُّمَّه:

جَرَیْنَ کما اهْتَزَّتْ رِماحٌ تَسَفَّهَتْ

أَعالِیَها مَرُّ الرِّیاحِ النَّواسِمِ (2)

و سافَهَه مُسافَهَهً : شاتَمَهُ ؛و منه المَثَلُ : سَفِیهٌ لم یَجِدْ مُسافِهاً ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ .

و سافَهَ الدَّنَّ أَو الوَطْبَ : فاعَدَهُ فَشَرِبَ منه ساعَهً بعد ساعَهٍ ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ .

و مِن المجازِ: سافَهَ الشَّرابَ إِذا أَسْرَفَ فیه فَشَرِبَهُ جُزافاً؛ قالَ الشمَّاخُ :

فَبِتُّ کأَنَّنی سافَهْتُ صِرْفاً

مُعَتَّقَهٌ حُمَیَّاها تَدُورُ (3)

و قالَ اللَّحْیانیُّ : سافَهْتُ الماءَ شَرِبْتَه بغیرِ رِفْقٍ .

و فی الأساسِ :شَرِبْتَه جُزافاً بِلا تَقْدیرٍ؛ کَسَفِهَهُ ، کفَرِحَ ، و هذا قد تقدَّمَ قَرِیباً فهو تکْرارٌ.

و مِن المجازِ: سافَهَتِ النَّاقَهُ الطَّریقَ إِذا لازَمَتْهُ بسَیْرٍ شَدِیدٍ.

و فی الأساسِ :إِذا أَقْبَلَتْ علی الطریقِ بشِدَّهِ سَیْرٍ (4).

و قالَ غیرُه:إذا خَفَّتْ فی سیرِها؛قالَ الشاعِرُ:

أَحْدُو مَطِیَّاتٍ و قَوْماً نُعَّساً

مُسافِهاتٍ مُعْمَلاً مُوَعَّسا (5)

أَرادَ بالمُعْمَلِ المُوَعَّسِ الطریقَ المَوْطُوء.

و سَفِهْتُ ،کَفَرِحْتُ و مَنَعْتُ :شَغَلْتُ أَو تَشَغَّلْتُ ، کذا فی النسخِ و الصَّوابُ شُغِلْتُ أَو شَغَلْتُ . و سَفِهْتُ نَصِیبِی، کفَرِحْتُ : نَسِیتُه؛ عن ثَعْلَب.

و مِن المجازِ: ثَوْبٌ سَفِیهٌ : أَی لَهْلَهٌ رَدِیءُ النُّسْجِ ؛ کما یقالُ : سَخِیفٌ .

و (6)مِن المجازِ: زِمامٌ سَفیهٌ :مُضْطَرِبٌ ، و ذلِکَ لمرحِ الناقَهِ و مُنازَعَتِها إِیَّاهُ ؛و أَنْشَدَ الجوْهرِیُّ لذی الرُّمَّه یَصِفُ سَیْفاً:

و أَبْیَضَ مَوْشِیِّ القَمِیصِ نَصَبْتُه

علی ظَهْرِ مِقْلاتٍ سَفِیهٍ زِمامُها (7)

و وادٍ مُسْفَهٌ ،کمُکْرَمٍ :مَمْلوءٌ، کأَنَّه جازَ الحدَّ فسَفُهَ ، فَمُسْفَه علی هذا مُتَوهَّم مِن بابِ أَسْفَهْتُه وَجَدْتُه سَفِیهاً و هو مجازٌ؛قالَ ابنُ الرِّقاعِ :

ص:46

فما به بَطْنُ وادٍ غِبَّ نَضْحَتِه

و إِن تَراغَبَ إلاّ مُسْفَهٌ تَئِقُ (1)

و مِن المجازِ: ناقَهٌ سَفِیهَهُ الزِّمامِ : إِذا کانتْ خَفِیفَهَ السَّیْرِ.

و مِن المجازِ: طَعامٌ مَسْفَهَهٌ و مسفهه (2)إِذا کانَ یَبْعَثُ علی کَثْرَهِ شُرْبِ الماءِ.

و قالَ ابنُ الأَعْرابیِّ :إِذا کانَ یَسْقِی الماءَ کَثیراً.

و سَفَهَ صاحِبَهُ ،کنَصَرَ:غَلَبَهُ فی المُسافَهَهِ (3). یقالُ :

سافَهَهُ فسَفَهَهُ .

و مِن المجازِ: تَسَفَهَّتِ الرِّیاحُ الغُصونَ إِذا فَیَّأَتْها؛ و هذا قد مَرَّ قریباً فهو تکْرارٌ.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

السافهُ :الأحْمقُ ؛عن ابنِ الأعْرابیِّ .

و سَفَّه الجهلُ حِلْمَهُ :أَطاشَهُ و أَخَفَّه،قالَ :

و لا تُسَفِّهُ عند الوِرْد عَطْشَتُها

أَحلامَنا و شَریبُ السَّوْءِ یَضْطرِمُ (4)

و قد سفهتْ أَحْلامهم.

و سَفِهَ نَفْسَهُ :خَسِرَها جَهْلاً.

و أَسْفَهْتُه :وَجَدْتُه سَفِیهاً .

و تَسَفَّهَتِ الرِّیاحُ :اضْطَرَبَتْ .

قالَ ابنُ بَرِّی:أَمَّا قوْلُ خَلَفِ بنِ إِسْحاقِ البَهْرانیّ :

بَعْثنا النَّواعِجَ تَحْتَ الرِّحالْ

تَسافَهُ أَشْداقُها فی اللُّجُمْ (5)

فإِنَّه أَرادَ أَنَّها تَتَرامَی بلُغامِها یَمْنهً و یَسْرَهً ،کقَوْلِ الجَرْمی:

تَسافَهُ أَشْداقُها باللُّغامْ

فتَکْسُو ذَفارِیَها و الجُنُوبا (6)

فهو مِن تَسافُهِ الأشْداقِ لا تَسافُهِ الجُدُلِ .

و أَمَّا المُبَرِّدُ فجَعَلَه مِن تَسافُه الجُدُلِ ،و الأَوَّلُ أَظْهَر.

و أَسْفَهَ اللَّهُ فلاناً الماءَ:جَعَلَهُ یُکْثِرُ مِن شُرْبِه،نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ .

و رجُلٌ سافِهٌ و ساهِفٌ :شَدِیدُ العَطَشِ ؛نَقَلَهُ الأَزْهرِیُّ .

و تَسَفَّهْتُ علیه:إِذا أَسْمَعْته؛نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ .

و فی المَثَلِ : قَرارَه تَسَفَّهَتْ قَرَارَه (7)؛و هی الضَّأْنُ ؛ کما فی الأساسِ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

لیتَ المُنی و الدّهْرَ جَرْیُ السُّمَّه

قالَ ابنُ بَرِّی:و بَعْده:

للَّه دَرُّ الغانِیاتِ المُدَّهِ

قالَ :و یُرْوی فی رجزِه جَرْیٌ ،بالرّفْعِ علی خَبَر لیتَ ، و مَن نَصَبَه فعَلی المَصْدَرِ،و المعْنَی لیتَ الدّهْرَ یَجْرِی بنا فی مُنانا إلی غیرِ نهایَهٍ تَنْتهِی إلیها.

و سَمَهَ الرَّجلُ سَمْهاً : دُهِشَ (1)، فهو سامِهٌ :حائِرٌ،من قوْمٍ سُمَّهٍ ؛نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ و ابنُ سِیدَه.

و السُّمَّهَی ، بضمِّ فتَشدیدِ المیمِ المَفْتوحَهِ مَقْصوراً:

الهَواءُ بینَ السّماءِ و الأرضِ ؛نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ .

قالَ اللَّحیانیُّ :یقالُ للهَواءِ اللُّوحُ و السُّمَّهی ؛ کالسُّمَّیهاءِ بالمدِّ؛و فی نَصِّ اللّحْیانیّ بالقَصْرِ و هو الصَّوابُ .

و السُّمَّهی : مُخاطُ الشَّیطانِ .

و أَیْضاً: الکَذِبُ و الأَباطِیلُ . یقالُ :ذَهَبَ فی السُّمَّهی ،أَی فی الباطِلِ ؛ کالسُّمَّیْهَی و السُّمَّیْهاءِ ، بالقَصْرِ و المَدِّ، و یُخَفَّفانِ ، و التَّشْدید فی السُّمَّهی و السُّمَّیْهَی هو الذی فی التهْذِیبِ بخطِّ الأَزْهرِیّ ،و مِثْلُه فی الصِّحاحِ .

و أمَّا السُّمَّیهاءُ بالمدِّ مع التَّشْدیدِ فَنَقَله الصَّاغانیُّ عن ثَعْلَب و فَسَّرَه بالهَواءِ.

و السُّمَّهُ ،کسُکَّرٍ، و هذه عن الکِسائی،قالَ :و هو مِن أَسْماءِ الباطِلِ .یقالُ :جَرَی فلانٌ جَرْیَ السُّمَّه .

و قالَ النَّضْرُ:ذَهَبَ فی السُّمَّهِ و السُّمَّهی ،أَی فی الریحِ و الباطِلِ .

و قالَ أَبو عَمْرٍو:جَرَی فلانٌ السُّمَّهی ،إِذا جَرَی إِلی غیرِ أَمْرٍ یَعْرِفُه؛نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ .

و ذَهَبَتْ إِبلِهُ السُّمَّهَی :تَفَرَّقَتْ فی کلِّ وَجْهٍ ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ ؛و کَذلِکَ السُّمَّیْهَی ،علی مِثالِ وَقَعُوا فی خُلَیْطَی.و قالَ الفرَّاءُ:ذَهَبَتْ إِبلُه السُّمَّیْهَی و العُمَّیْهَی و الکُمَّیْهَی، أَی لا یَدْرِی أَیْنَ ذَهَبَتْ .

و قیلَ : السُّمَّیْهَی التَّفَرُّقُ فی کلِّ وَجْهٍ مِن أَیِّ الحیوانِ کانَ .

و سَمَّهَ إِبِلَه تَسْمِیهاً :أَهْمَلَها،فهی إِبلٌ سُمَّهٌ ،کرُکَّع؛ هذا قَوْلُ أَبی حَنیفَهَ ،و لیسَ بجیِّدٍ لأنَّ سُمَّه (2)لیسَ علی سَمَّهَ إِنَّما هو علی سَمَهَ .

و السُّمَّهَهُ ،کسُکَّرَهٍ :خُوصٌ یُسَفُّ ثم یُجْمَعُ فیُجْعَلُ شَبِیهاً؛ عن ابنِ دُرَیْدٍ؛ بسُفْرَهٍ .

و قالَ اللّحْیانیُّ : رَجُلٌ مُسَمَّهُ العَقْلِ و مُسَبَّهُ العَقْلِ ، کمعَظَّمٍ :ذاهِبُهُ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

السُّمَّیْهَی ،کخُلَّیْطَی،التَّبَخْتُرُ من الکبرِ.

و منه

16- الحدِیثُ : «إِذا مَشَتْ هذه الأُمَّهُ السُّمَّیْهَی فقد تُوُدِّعَ منها».

و السُّمَّهُ ،کسُکَّرٍ:أَنْ یَرْمی الرَّجلُ إِلی غیرِ غَرَضٍ .

و بقیَ القوْمُ سُمَّهاً :أَی مُتَلَدِّدینَ ؛عن ابنِ الأَعْرابیِّ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

قالَ الجوْهرِیُّ :و بعضُهم یقولُ بضمِّ السِّیْن.

و قالَ ابنُ سِیدَه: السنَهُ مَنْقوصَهٌ ،و الذاهِبُ منها یَجوزُ أَنْ یکونَ هاءً و واواً بدَلیلِ قوْلِهم فی جَمْعِها: سَنَهاتٌ و سَنَواتٌ .

قالَ ابنُ بَرِّی:الدَّلیلُ علی أَنَّ لامَ سَنَه واوٌ قَوْلُهم سَنَواتٌ ؛قالَ ابنُ الرِّقاع:

عُتِّقَتْ فی القِلالِ من بَیْتِ رأْسٍ

سَنَواتٍ و ما سَبَتْها التِّجارُ (1)

و السَّنَهُ مُطْلقَهً : القَحْطُ ؛و کَذلِکَ المُجْدِبَهُ من الأَراضِی، أَوْقَعُوا ذلکَ علیها و علیها إِکْباراً لها و تَشْنِیعاً و اسْتِطالَهً .یقالُ :أَصابَتْهم السَّنَه ؛و الجَمْعُ من کلِّ ذلِکَ سَنَهاتٌ و سِنُون ،کسرُوا السِّین لیُعْلَم بذلکَ أَنَّه قد أُخْرِج عن بابِهِ إلی الجَمْع بالواوِ و النونِ ،و قد قالوا سِنِیناً ؛أَنْشَدَ الفارِسِیُّ :

دَعانِیَ من نَجْدٍ فإِنَّ سِنینَه

لَعِبْنَ بنا شِیباً و شَیَّبْنَنا مُرْدَا (2)

فثَباتُ نُونِها مع الإِضافَهِ یدلُّ علی أَنَّها مُشَبَّههٌ بنونِ قِنِّسْرین فیمَنْ قالَ :هذه قِنَّسْرینُ ،و بعضُ العَرَبِ یقولُ هذه سِنینٌ ،کما تَرَی،و رأَیْت سِنِیناً فیعربُ النونَ ،و بعضُهم یَجْعَلُها نونَ الجَمْعِ فیقولُ هذه سِنُونَ و رأَیْت سِنِینَ .

و أَصْلُ السَّنَهِ السَّنْهَهُ مِثَالُ الجَبْهَهِ ،فحُذِفَتْ لامُها و نُقِلَتْ حَرَکَتُها إِلی النونِ فبَقِیَتْ سَنَهً ،و قیلَ :أَصْلُها سَنَوَهٌ بالواوِ،کما حُذِفَتْ الهاءُ.

و یقالُ :هذه بِلادٌ سِنِینٌ ،أَی جَدْبهٌ ،قالَ الطرمَّاحُ :

بمُنْخَرَقٍ تَحِنُّ الرِّیحُ فیهِ

حَنِینَ الجُلْبِ فی البَلَدِ السِّنِینِ (3)

و قالَ الأصْمعیُّ :أَرضُ بَنی فلانٍ سَنَهٌ إِذا کانتْ مُجْدِبهً .قالَ الأَزْهرِیُّ :و بُعِثَ رائِدٌ إِلی بَلَدٍ فوَجَدَه مُمْحِلاً فلمَّا رجعَ سُئِلَ عنه فقالَ : السَّنَهُ ،أَرادَ الجُدُوبهَ .

و

16- فی الحدِیثِ : «اللّهُمّ أَعِنِّی علی مُضَر بالسَّنَهِ ». أَی الجَدْب،و هی مِن الأَسْماءِ الغالِبَه نَحْو الدّابَّه فی الفَرَسِ ، و المَال فی الإِبِلِ ،و قد خَصُّوها بقَلْبِ لامِها تاء فی أَسْنَتُوا إِذا أَجْدَبُوا.

و وَقَعُوا فی السُّنَیَّاتِ البِیضِ ، و هو جَمْعُ سُنَیَّه،و سُنَیَّهُ تَصْغیرُ تَعْظیمٍ للسَّنَهِ ؛ و هی سَنواتٌ اشْتَدَدْنَ علی أَهْلِ المدینهِ .

و

16- فی حدِیثِ طَهْفَه: «فأَصابَتْها (4)سُنَیَّهٌ حَمْراءُ». أَی جَدْبٌ شَدیدٌ.

و سانَهَهُ مُسانَهَهً و سِناهاً ، الأخیرَهُ عن اللّحْیانیِّ ، و کَذلِکَ سَاناهُ مُسانَاهً ، علی أَنَّ الذاهِبَ مِن السَّنَهِ واوٌ:

عامَلَهُ بالسَّنَهِ أَو اسْتَأْجَرَه لها.

و سانَهَتِ النَّخْلَهُ :حَمَلَتْ سَنَهً و لم تَحْملْ أُخْری أَو سَنَهً (5)بعْدَ سَنَهٍ .

و قالَ الأَصْمعیُّ :إِذا حَمَلَتِ النَّخْلَهُ سَنَهً و لم تَحْملْ سَنَه قیلَ قد عاوَمَتْ و سَانَهَتْ .

و هی سَنْهاءُ : أَی تَحْمل سَنَهً و لا تَحْمِل أُخْرَی؛و أَنْشَدَ الجوْهرِیُّ لبَعضِ الأنْصارِ،و هو سُوَیْدُ بنُ الصَّامت:

فلَیْسَتْ بسَنْهاء و لا رُجَّبِیَّهٍ

و لکنْ عَرایا فی السِّنینِ الجَوائحِ (6)

و التَّسَنُّهُ :التَّکَرُّجُ الذی یَقَعُ علی الخُبْزِ و الشَّرابِ و غیرِهِ .

و قالَ أَبو زیْدٍ: طَعامٌ سَنِهٌ و سَنٍ : أَتَتْ علیه السِّنُونَ .

و خُبْزٌ مُتَسَنَّهٌ :مُتَکَرِّجٌ ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

ص:49

تَسَنَّهْتُ عنْدَه،کتَسَنَّیْتُ :إذا أَقَمْتُ عنْدَه سَنَهً .

و نَخْلَهٌ سَنْهاءُ :أَصابَتْها السَّنَهُ المُجْدِبَهُ ؛و به فَسَّر أَبو عبیدٍ الأنْصارِیّ .

و سَنَهٌ سَنْهاءُ :لا نَباتَ بها و لا مَطَر.

و تُصَغَّرُ السَّنَهُ أَیْضاً علی سُنَیْهَهٌ علی أَنَّ الأَصْلَ سَنْهَهٌ ، و یقالُ أَیْضاً سُنَیْنَهٌ ،و هو قَلیلٌ .

و سَنِهَ الطَّعامُ و الشَّرابُ ،کفَرِحَ ، سَنهاً و تَسَنَّه :تَغیَّرَ؛ و منه قوْلُه تعالی: فَانْظُرْ إِلی طَعامِکَ وَ شَرابِکَ لَمْ یَتَسَنَّهْ (1)،و قیلَ :لم تَغَیَّرْه السّنُونَ .

و قالَ الفرَّاءُ:لم یَتَغیَّرْ بمُرُورِ السِّنِینَ علیه.

قالَ ثَعْلَب:قَرَأَها أَبو جَعْفَرٍ و شیبَهٌ و نافِعٌ و عاصِمٌ بإثْباتِ الهاءِ،إن وَصَلُوا أَو قَطَعُوا،و کَذلِکَ قوْلُه:

فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ (2).

و وافَقَهُم أَبو عَمْرو فی لَمْ یَتَسَنَّهْ ،و خالَفَهُم فی اِقْتَدِهْ ، فکانَ یَحْذفُ الهاءَ منه فی الوَصْلِ و یثبتُها فی الوَقْفِ .

و کانَ الکِسائیُّ یحذفُ الهاءَ منهما فی الوَصْلِ و یثبتُها فی الوَقْفِ .

و قالَ الأزْهرِیُّ :الوَجْهُ فی القِراءَهِ لَمْ یَتَسَنَّهْ بإثْباتِ الهاءِ فی الوَقْفِ و الإدْراجِ ،و هو اخْتِیارُ أَبی عَمْرٍو،مِن قوْلِهم سَنِهَ الطَّعامُ إذا تغَیَّرَ.

و قالَ أَبو عَمْرٍو الشَّیْبانیُّ :أَصْلُه یَتَسَنَّنْ فأَبْدَلوا کما قالوا تَظَنَّیْتُ و قَصَّیْتُ أَظْفارِی.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

و شَبَّهَهُ إِیَّاهُ و به تَشْبیهاً :مَثَّلَهُ .

و أُمورٌ مُشْتَبِهَهٌ و مُشَبَّهَهٌ ،کمُعَظَّمَهٍ : أَی مُشْکِلَهٌ مُلْتبسهٌ یُشْبِهُ بعضُها بعضاً؛قالَ :

و اعْلَمْ بأنَّکَ فی زَما

نِ مُشَبِّهاتٍ هُنَّ هُنَّهْ (1)

و الشُّبْهَهُ ،بالضَّمِّ :الالْتِباسُ ؛و أَیْضاً: المِثْلُ . تقولُ :

إِنّی لفِی شُبْهَهٍ منه.

و شُبِّهَ علیه الأَمْرُ تَشْبِیهاً :لُبِّسَ علیه و خُلِّطَ .

و فی القُرآنِ المُحْکَمُ و المُتَشابِهُ ، فالمُحْکَمُ :قد مَرَّ تَفْسِیرُه،و المُتَشابِهُ :ما لم یُتَلَقَّ مَعْناه من لَفْظِه،و هو علی ضَرْبَیْن:أَحَدُهما إِذا رُدَّ إلی المُحْکَمِ عُرِفَ مَعْناه،و الآخَرُ ما لا سَبِیل إلی مَعْرفَهِ حَقِیقَتِه،فالَمُتَّبعُ له مُبْتَدعٌ و مُتّبعٌ للفِتْنَهِ لأنَّه لا یکادُ یَنْتهِی إلی شیءٍ تَسْکُنُ نَفْسُه إِلیه.

و قالَ بعضُهم:اللَّفْظُ إِذا ظَهَرَ منه المُرادُ فإِنْ لم یَحْتَمل النّسْخ فمُحْکَم،و إِلاَّ فإِن لم یَحْتَمِل التَّأْوِیل فمُفَسِّرٌ،و إِلاّ فإِن سیق الکَلام لأجْل ذلِکَ المُراد فنَصّ و إلا فظاهِر،و إِذا خَفِیَ فإن خَفی لعارِضٍ ،أَی لغیرِ الصِّیغَهِ ،فَخفِیٌّ و إِن خَفِی لنَفْسِه،أَی لنَفْسِ الصِّیغَهِ ، و أُدْرِکَ عقلاً فمُشْکل،أَو نَقْلاً فمُهْمَل،أَو لم یُدْرَک أَصْلاً فمُتَشابِهٌ .

و رُوِی عن الضحَّاکِ :أَنَّ المُحْکَمات ما لم تُنْسَخْ و المُتَشابِهات ما قد نُسِخَ .

و الشَّبَهُ و الشَّبَهانُ ،محرَّکتینِ :النُّحاسُ الأصْفَرُ، و یُکْسَرُ؛ و اقْتَصَرَ الجوْهرِیُّ علی الأولی و الأخیرَهِ ،و قالَ :

هو ضَرْبٌ من النّحاسِ ،یقالُ :کُوزُ شَبَهٍ و شِبْهٍ بمعْنَی؛ و أَنْشَدَ:

تَدینُ لمَزْرُورٍ إلی جَنْب حَلْقَهٍ

من الشِّبْهِ سَوَّاها بِرِفْقٍ طَبِیبُها (2)

ج أَشْباهٌ . و فی المُحْکَم:هو النُّحاسُ یُصْبَغُ فیَصْفَرُّ.

و فی التّهْذیبِ :ضَرْبٌ مِن النُّحاسِ یُلْقَی علیه دواءٌ فیَصْفَرُّ.

قالَ ابنُ سِیدَه:سُمِّی به لأَنَّه إِذا فُعِلَ به ذلکَ أَشْبَه الذَّهبَ بلَوْنِه.

و الشَّباهُ ، کسَحابٍ :حَبٌّ کالحُرْفِ یُشْرَبُ للدَّواءِ؛ عن اللّیْثِ .

و الشَّبَهُ و الشَّبَهانُ ،محرِّکتینِ ، الأُولی عن ابنِ بَرِّی؛ نَبْتٌ کالسَّمُرِ شائِکٌ ،له وَرْدٌ لَطِیفٌ أَحْمَرُ و حَبٌّ کالشَّهْدانِجِ تِرْیاقٌ لنَهْشِ الهَوامِّ ،نافِعٌ للسُّعالِ ،و یُفَتِّتُ الحَصَی،و یَعْقِلُ البَطْنِ .

و بضَمَّتَیْنِ ، و الذی فی الصِّحاحِ بفتحٍ فضمٍ : شَجَرٌ مِن العِضاهِ ؛ و أَنْشَدَ:

بوادٍ یَمانٍ یُنْبِتُ الشَّثَّ صَدْرُهُ

و أَسْفَلُه بالمَرْخِ و الشَّبَهانِ (3)

و أَنْشَدَه أَبو حَنیفَهَ فی کتابِ النَّباتِ :بالوَرْخِ و الشَّبَهانِ ؛ و البَیْتُ لرجُلٍ من عبْدِ القَیْسِ .

و قالَ أَبو عبیدَهِ :للأَحْوَلِ الیَشْکُری،و اسْمُه یَعْلی.

أَو الثُّمامُ ، یمانِیَّهٌ ،حَکَاها ابنُ دُرَیدٍ.

أَو النَّمَّامُ مِن الرَّیاحِین؛نَقَلَه الجوْهرِیُّ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

المُشابِهُ جَمْعٌ لا واحِدَ له مِن لَفْظِه،أَو جَمْعُ شَبَه علی غیرِ قِیاسٍ کمَحاسِنٍ و مَذاکِیر؛نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ .

و تَشَبَّه بکذا:تَمَثَّلَ .

و شَبَّهَه علیه تَشْبِیهاً :خَلَّطَه علیه.

و جَمْعُ الشُّبْهَهِ شُبَهٌ .

و شَبَّه الشیءُ:أَشْکَلَ ؛و أَیْضاً سَاوَی بینَ شیءٍ و شَیءٍ؛ عن ابنِ الأَعْرابیِّ .

ص:51

و التَّشابُه :الاسْتِواءُ.

و

16- فی الحدِیثِ : «اللَّبَنُ یُشَبَّهُ ». أَی یَنْزِعُ إلی أَخْلاقِ المُرْضِعَهِ ؛و

16- فی رِوایَهٍ : یَتَشَبَّهُ .

و المُشَبَّهُ ،کمُعَظَّمٍ :المُصْفَرُّ مِن النَّصِیِّ .

و الشَّبیهُ :لَقَبُ الإِمامِ الحافِظِ القاسِمِ بنِ محمدِ بنِ جَعْفرِ الصَّادِقِ ،یقالُ لولدِه بَنُو الشبیه بمِصْر و هُم الشّبیهیُّونَ ،و وَلدُه الحافِظُ المحدِّثُ یَحْیَی بنُ القاسِمِ هو الذی دَخَلَ مِصْرَ سَنَه 344،و کانَ لدُخولِه ازْدِحامٌ عَجِیبٌ لم یُرَ مثْلُه،و تُوفی بها سَنَه 370،و مَقامُه بینَ الإِمامَیْن یُزارُ.

و قالَ اللَّیْثُ :إذا ثَلَّثُوا الشَّفَهَ قالوا شَفَهاتٌ و شَفَواتٌ ، و الهاءُ أَقْیَسُ و الواوُ أَعَمُّ ،لأنَّهم شَبَّهوها بالسَّنواتِ و نُقصانُها حَذْفُ هائِها.

*قُلْتُ :و حکَی البَدْرُ الدّمامِینِی فی شرْحِ التَّسْهیلِ شَفَهات .

قالَ الأزْهرِیُّ :و العَرَبُ تقولُ :هذه شَفَهٌ فی الوَصْلِ ، و شَفَهٌ بالهاءِ،فمَنْ قالَ : شَفَهٌ ،کانت فی الأصْلِ شَفَهَه فحذِفَتِ الهاءُ الأصْلِیَّه و أُبْقِیَتْ هاءُ العَلامهِ للتَّأْنِیثِ ،و مَنْ قالَ : شَفَه بالهاءِ أَبْقَی الهاءَ الأَصْلِیَّه.

و الشُّفاهِیُّ ،بالضَّمِّ :العَظِیمُها.

و فی الصِّحاحِ :غَلِیظُ (1)الشَّفَتَیْن .

و شافَهَهُ :أَدْنَی شَفَتَه من شَفَتِهِ فکَلَّمَهُ مُشافَهَهٌ ،جَاؤُوا بالمَصْدرِ علی غیرِ فِعْلِه،و لیسَ فی کلِّ شیءٍ قیلَ مثلُ هذا،لو قُلْتَ کَلَّمتُه مُفاوَههً لم یَجُزْ إنَّما یُحْکَی فی ذلک ما سُمِع،هذا قَوْلُ سِیْبَوَیْه.

و قالَ الجوْهرِیُّ : المُشافَهَهُ المُخاطَبَهُ مِنْ فِیکَ إلی فِیهِ .

و مِن المجازِ: شافَهَ البَلَدَ و الأَمْرَ، إذا دَانَاهُ ؛ کما فی الأساسِ .

و الشَّافِهُ :العَطْشانُ لا یَجِدُ من الماءِ ما یَبُلُّ به شَفَتَه ؛ قالَ ابنُ مُقْبِل:

فکَمْ وَطِئْنا بها مِنْ شافِهٍ بَطَلٍ

و کَمْ أَخَذْنا مِنَ أنفالٍ نُفادِیها (2)

و تقدَّمَ فی«س ف ه »،عن ابنِ الأعْرابیِّ السَّافِه بهذا المعْنَی و هو صَحِیحٌ أَیْضاً.

و مِن المجازِ: بِنْتُ الشَّفَهِ :الکَلِمَهُ . یقالُ :ما کَلَّمنی ببِنْتِ شَفَهٍ .

و ماءٌ مَشْفُوهٌ :کَثُرَتْ علیه الشِّفاهُ حتی قَلَّ .

و فی الصِّحاحِ :الذی کَثُرَ عنْدَه الناسُ . و مِن المجازِ: طَعامٌ مَشْفُوهٌ ، إذا کثُرَت علیه الأَیْدِی، و منه

16- الحدِیثُ : «إذا صَنَع لأَحدِکُم خادِمُه طَعاماً فلیُقْعِده مَعَه،فإن کانَ مَشْفُوهاً فلیَضَعْ فی یدِه منه أُکْلهً أَو أُکْلَتَیْنِ ». ؛أَرادَ فإن کانَ مَکْثوراً علیه أَی کثُرَت أَکَلَتُه، و قیلَ : المَشْفُوهُ هنا القَلِیلُ .

و مِن المجازِ: رَجُلٌ خَفِیفُ الشَّفَهِ ، أَی مُلْحِفٌ یَسْأَلُ الناسَ کَثیراً.

و أَیْضاً: قَلیلُ السُّؤالِ للنَّاسِ ،فهو ضِدٌّ.

و مِن المجازِ: له فینَا شَفَهٌ حَسَنَهٌ ، أَی ذِکْرٌ جَمیلٌ ؛ کما فی الأساسِ .

و فی الصِّحاحِ :ثَنَاءٌ حَسَنٌ .

و ما أَحْسَنَ شَفَهَ النَّاسِ علیک.

و قالَ اللّحْیانیُّ :أنَّ شَفَهَ الناسِ علیک لحَسَنَهٌ ،أَی ثناءَهُم علیک حسَنٌ و ذِکْرُهم لکَ ،و لم یَقُلْ شِفاهُ النَّاسِ .

و مِن المجازِ: أَتَیْتَنا (3)و أَمْوالُنا مَشْفوهَهٌ : أَی قَلیلَهٌ .

و کادَ العِیالُ یَشْفَهونَ مالی: أَی یفنُونَهُ .

و شَفَهَهُ ،کمَنَعَهُ :ضَرَبَ شَفَتَه .و أَیْضاً: شَغَلَهُ .و أَیْضاً: أَلَحَّ علیه فی المَسْأَلَهِ حتی أَنْفَدَ ما عنْدَه؛ و هذان المَعْنیانِ قد تقدَّما فی أَوَّلِ التَّرْجمهِ فهو تکْرارٌ.

و الحُرُوفُ الشَّفَهِیَّهُ ما کانَتْ بفَمٍ ، و هی الباءُ و الفاءُ و المیمُ ،و لا تَقُلْ شَفَوِیَّه؛کما فی الصِّحاحِ .

و جَوَّزَه الخَلِیلُ .

و فی التَّهْذِیبِ :و یقالُ للفاءِ و الباءِ و المیمِ شَفَویَّهٌ و شَفَهِیَّهٌ لأنَّ مَخْرَجَها من الشَّفَهِ لیسَ للِّسانِ فیها عَمَلٌ .

و رجُلٌ أَشْفَی (4):لا تَنْضَمُّ شَفَتاهُ ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ .

قالَ :و لا دَلیلَ علی صحَّتِه.

و مِن المجازِ: شُفِهَ الطَّعامُ ،کعُنِیَ ،کَثُرَ آکِلُوه، فهو مَشْفُوهٌ ،أَو قلَّ ،کما تقدَّمَ .

ص:53

و شُفِهَ زیدٌ:کَثُرَ سائِلُوه حتی أَنْفَدُوا ما عنْدَه،فهو مَشْفُوهٌ .

قالَ ابنُ بَرِّی:و قد یکونُ المَشْفُوهُ الذی أَفْنَی مالَهُ عِیالُه و مَنْ یَقُوتُه؛قالَ الفَرَزْدَقُ یَصِفُ صائِداً:

عارِی الأَشاجِعِ مَشْفوهٌ أَخو قَنَصٍ

ما یُطْعِمُ العَیْنَ نَوْماً غیرَ تَهْوِیمِ (1)

و شُفِهَ المالُ : إذا کَثُرَ طالِبُوهُ ، فهو مَشْفُوهٌ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

قد تُسْتعارُ الشَّفَهُ للفَرَسِ ،کقَوْلِ أَبی دُوَاد:

فبِتْنا جُلوساً علی مُهْرِنا

تنزعُ مِنْ شَفَتَیْهِ الصَّفارا (2)

الصَّفارُ:یبیسُ البُهْمی و له شوکٌ یَعْلَقُ بجَحافِلِ الخَیْلِ .

و اسْتَعارَ أَبو عبیدٍ الشَّفَهَ للدَّلْوِ قالَ :إذا خُرِزَتِ الدَّلْوُ فجاءَتِ الشَّفَهُ مائِلَهً قیلَ کذا.

قالَ ابنُ سِیدَه:فلا أَدْرِی أَمِنَ العَرَبِ سَمِع هذا أَمْ هو تَعْبیرُ أَشْیاخِ أَبی عُبیدٍ.

و ذات شَفَهٍ :الکَلِمَهُ .

و ماءٌ مَشْفُوهٌ :مَطْلوبٌ ؛عن اللَّیْثِ .

و قیلَ :مَمْنُوعٌ مِنْ وِرْدِه لقِلَّتِه.

و قیلَ :کثیرُ الأَهْلِ .

و حَکَی ابنُ الأعْرابیِّ : شَفَهْتُ نَصِیبی،بالفتْحِ ،و لم یُفَسِّرْه.

ورَدَّ ثَعْلَب علیه ذلِکَ و قالَ :إنَّما هو سَفِهْتُ أَی نَسِیْتُ .

و ذُو الشَّفَهِ :خالِدُ بنُ سَلَمَهَ المَخْزومِیُّ أَحدُ خُطباءِ قُرَیْش و کان فی شَفَتِه أَدْنَی علْم.

و منها:الفَقِیهُ عبدُ العَزیزِ بنُ علیِّ الأُشْنُهیُّ الشافِعِیُّ تَفَقَّه علی أَبی إسْحاق الشِّیرازی (1)،و رَوَی عن أَبی جَعْفَر ابنِ المُسْلمه،و صَنَّفَ فی الفَرائِضِ ،هکذا نَسَبَه المَالِینیّ فی بعضِ تَخارِیجِه،قالَ :و رُبَّما قالوه بالهَمْزِ بعْدَ الألِفِ ،فقالوا:الأُشنانیُّ علی غیرِ قِیاسٍ .

قالَ یاقوتُ :و رُبَّما قالوا أُشْنانیّ بنُونَیْن.

*قُلْتُ :و قد تقدَّمَ بیانُه فی النونِ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

إشنَیه ،بالکسْرِ و فتحِ النونِ :قَرْیهٌ بمِصْرَ و النِّسْبَهُ إشنیهی .

و قیلَ :هی الواسعَهُ الفَمِ ،و أَنْشَدَ الجوْهرِیُّ لأَبی دُوَاد:

فهْیَ شَوْهاءُ کالجُوالِقِ فُوها

مُسْتَجافٌ یَضِلُّ فیه الشّکِیمُ (1)

و قیلَ :هی الصَّغیرَهُ الفَمِ ؛ فهو ضِدٌّ. و لا یقالُ :

فَرَسٌ أَشْوَهُ إنَّما هی صفَهٌ للأُنْثی.

و الشُّوْهاءُ : فَرَسانِ ، إحْدَاهما لحاجِبِ بنِ زُرَارَهَ ؛قالَ بشْرُ بنُ أَبی خازِمٍ :

و أَفْلَتَ حاجِبٌ تحْتَ العَوالِی

علی الشَّوْهاءِ یَجْمَحُ فی اللِّجامِ (2)

و الثانِیَهُ فَرَسُ عَمْرو بنِ مالِکٍ الأَوْدِی.

و المُشَوَّهُ ، کمُعَظَّمٍ :القَبِیحُ الشَّکْلِ الذی لا یُوافِقُ بعضُه بعضاً کالأَشْوَهِ .

و الشَّوَهُ ،محرّکهً :طُولُ العُنُقِ و ارْتفاعُها و إشْرافُ الرأْسِ ؛و منه فَرَسٌ أَشْوَهٌ .

و أَیْضاً: قِصَرُها:ضِدٌّ.

و رجُلٌ شائِهُ البَصَرِ و شاهُ البَصَرِ: أَی حَدیدُهُ ، و کَذلِکَ شاهِی البَصَرِ.

و الشَّاهُ الواحِدَهُ من الغَنَمِ تکونُ للذَّکَرِ و الأُنْثَی.

و حَکَی سِیْبَوَیْه عن الخَلیلِ :هذا شاهٌ بمنْزِلَهِ هذا رحمهٌ مِن ربِّی.

أَو یکونُ من الضَّأْنِ و المَعَزِ و الظِّباءِ و البَقَرِ و النَّعامِ و حُمُرِ الوَحْشِ ؛ قالَ الأعْشَی:

و حانَ انْطِلاقُ الشّاهِ من حَیْثُ خَیَّما (3)

و أَنْشَدَ الجوْهرِیُّ لطرَفَهَ فی الثوْرِ الوَحْشی:

مُؤَلَّلتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فیهما

کسامِعَتَیْ شاهٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ (4)

قالَ ابنُ بَرِّی:و مثْلُه للبیدٍ:

أَو أَسْفَع الخَدَّیْنِ شاه إرانِ (5)

و قالَ الفَرَزْدقُ :

فوَجَّهْتُ القَلُوصَ إلی سعیدٍ

إذا ما الشاهُ فی الأَرْطاهِ قالا (6)

و رُبَّما کَنّوا بالشاهِ عن المَرْأَهِ (7)؛ قالَ الأَعْشَی:

فرَمَیْتُ غَفْلَهَ عَیْنِه عن شاتِه

فأَصَبْتُ حَبَّهَ قَلْبه و طِحالَها (8)

و قالَ عنترَهُ :

یا شاهَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ له

حَرُمَتْ علیَّ و لَیْتَها لم تَحْرُمِ (9)

و الشاهُ :أَصْلُها شاهَهٌ ،حذِفَتِ الهاءُ الأصْلِیَّه و أُثْبِتَتِ الهاءُ التی هی للعَلامهِ التی تَنْقَلِبُ تاءً فی الإدْراج،و قیلَ فی الجَمْعِ شِیَاهٌ کما قالوا ماءٌ،و الأصْلُ ماهَهٌ و ماءَهً ، و جَمَعُوها مِیاهاً.

و قالَ ابنُ سِیدَه: ج شاءٌ أَصْلُهُ شاهٌ و شِیاهٌ و شِواهٌ ، بکسْرِهما، و أَشاوِهُ و شَوِیٌّ (10)و شِیَهٌ ، کعِنَبٍ ، و شَیِّهٌ ، کسَیِّدٍ، الثلاثَهُ الأخیرَهُ اسمٌ للجَمْعِ ،و لا یُجْمَعُ بالأَلِفِ و التاءِ کانَ جنْساً أَو مُسَمّی به.

ص:56

فأَمَّا شِیْه فعلی التَّوْفِیَه،و قد یَجوزُ أَن یکونَ فُعُلاً،ثم وَقَعَ الإعلالُ بالإِسْکانِ ،ثم وَقَعَ البَدَلُ ،للخِفَّهِ .

و أَمَّا شَوِیٌّ فیَجوزُ أَنْ یکونَ أَصْله شَوِیهٌ علی التَّوفِیَهِ ، ثم وَقَعَ البَدَلُ للمُجانَسَهِ لأنَّ قَبْلَها واواً و یاءً،و هُما حَرْفا عِلَّهٍ و لمُشاکَلَهِ الهاء الیاء،أ لا تَری أنَّ الهاءَ قد أُبْدِلت مِن الیاءِ فیمَا حَکَاهُ سِیْبَوَیْه من قوْلِهم:ذِهْ فی ذِی ؟و قد یَجوزُ أَنْ یکونَ شَوِیٌّ علی الحذْفِ فی الواحِدِ و الزِّیادهِ فی الجَمْعِ ،فیکون مِن بابِ لآل فی التَّغْییرِ،إلاَّ أنَّ شَوِیَّا مغیَّرٌ بالزِّیادَهِ و لآلٌ بالحذْفِ .

و أَمَّا شَیِّهٌ فبَیِّنٌ أَنّه شَیْوِهٌ ،و أُبْدِلت الواوُ یاءً لانْکِسارِها و مَجاورَتِها الیاء.

و قالَ الجوْهرِیُّ :أَصْلُ الشاهِ شاهَهٌ لأنَّ تَصْغیرَها شُوَیْهَهٌ ،و الجَمْعُ شِیاهٌ بالهاءِ فی أَدْنَی العَددِ تقولُ :ثلاثُ شِیاهٍ إلی العَشْر فإذا جاوَزْتَ فبالتاءِ،فإذا کَثَّرْتَ قیلَ هذا شاءٌ کثیرَهٌ ،و جَمْعُ الشاءِ شَوِیٌّ .

و قالَ ابنُ الأعْرابیِّ : الشاءُ و الشَوِیُّ و الشَّیِّهُ واحِدٌ؛ و أَنْشَدَ:

قالتْ بُهَیَّهُ لا یُجاوِزُ رَحْلَنا

أَهْلُ الشَّوِیِّ و عابَ أَهلُ الجامِلِ (1)

و

16- فی الحدِیثِ : «فأَمْرَ لها بشِیاهِ غَنَمٍ ». إنّما أضافَها إلی الغَنَم لأنَّ العَرَبَ تُسمِّی البَقَرهَ الوَحْشیَّهَ شاهً فمَیَّزَها بالإِضافَهِ لذلِکَ ،قالَهُ ابنُ الأثیرِ.

و أَرْضٌ مَشاهَهٌ :ذاتُ شاءٍ ؛ کما یقالُ مَأْبَلَهٌ ؛نَقَلَه الجوْهرِیُّ عن أَبی عبیدٍ؛زادَ غیرُهُ :قَلَّتْ أَو کَثُرَتْ ؛ أَو (2)کَثیرَتُها.

و رجُلٌ شاوِیٌّ و شاهِیٌّ :صاحِبُ شاءٍ ؛ و أَنْشَدَ الجوْهرِیُّ لمُبَشِّرِ بنِ هُذَیْلٍ :

لا یَنْفَعُ الشاوِیَّ فیها شاتُهُ

و لا حِماراهُ و لا عَلاتُهُ

إذا عَلاها اقْتَرَبَتْ وفاتُهُ (3)

قالَ :و إن سَمِّیْتَ به رجُلاً قلْتَ شائِیٌّ ،و إن شِئْتَ :

شاوِیٌّ ،کما تقولُ عَطاوِیٌّ ،و إن نَسَبْتَ إلی الشاهِ قُلْتَ :

شاهِیٌّ ،انتَهَی.

و قالَ سِیْبَوَیْه: شاوِیٌّ علی غیرِ قِیاسٍ ،و وَجْه ذلِکَ أنَّ الهَمْزهَ لا تَنْقلبُ فی حَدِّ النَّسَب واواً إلاّ أَنْ تکونَ هَمْزهَ تأْنِیثٍ کحَمْراء و نَحْوِه،أَلا تَری أَنَّک تقولُ فی عطاءٍ عَطائِیٌّ ؟فإن سَمّیْتَ بشاءٍ فعلی القِیاسِ شائِیٌّ لا غَیْر.

و تَشَوَّهَ شاهٌ :اصْطَادَها؛ نَقَلَه الجوْهرِیُّ .

و تَشَوَّهَ له:تَنَکَّرَ له و تَغَوَّلَ ؛و منه

16- الحدِیثُ : قالَ لصَفْوان بنِ المُعَطَّل حینَ ضَرَبَ حَسَّانَ بالسَّیْفِ :

«أَ تَشَوَّهْتَ علی قوْمِی أَنْ هَداهُمُ اللَّهُ للإِسْلامِ ». ؟أَی تَنَکَّرْتَ و تَقَبَّحْتَ لهم.

و الشُّوهَهُ ،بالضَّمِّ :البُعْدُ، و کَذلِکَ البُوهَهُ .یقالُ :

شُوهَهٌ له و بُوهَهٌ ،و هذا یقالُ فی الذَّم.

14- و أَبو شاهٍ :صَحابیُّ ، و هو الذی قالَ له النبیُّ صلی اللّه علیه و سلّم،یومَ الفتْحِ :«اکْتُبُوا لأَبی شاهٍ ».

و شاهُ الکِرْمانیُّ :مِنَ الأَوْلیاءِ المَشْهورِین،ترْجَمَه غیرُ واحِدٍ مِن العُلماءِ، یُمْنَعُ و یُصْرَفُ .

قالَ شیْخُنا:أَمَّا الصَّرْفُ فظاهِرٌ،و أَمَّا مَنْعُه فلعلَّه للعِلْمیَّه و العُجْمهِ .

و ابنُ شاهِینٍ :مُحدِّثٌ کثیرُ التَّصانِیفِ ،صَنَّفَ ثلثمائه و ثلاثِینَ مُصَنّفاً منها التَّفْسیرُ أَلْفُ جزْءٍ و المُسْنَدُ أَلْفُ و خَمْسمائَهِ جزْءٍ و التارِیخُ مائَهٌ و خَمْسونَ مُجلّداً،و مَدادُه الذی کَتَبَ به التَّصانِیفَ أَلْفُ قنْطارٍ و ثَمانْمائَه و سَبْعَه و عِشْرُونَ قنْطاراً.

قالَ شیْخُنا:أَوْرَدَ المصنِّفُ الشَّاهِینَ و ما یَتعلَّقُ به فی النونِ ،فکانَ الأوْلی ذِکْرُ هذا هناک أَیْضاً،و الفَرْقُ بأَنَّ النونَ هناک أَصْلٌ و هنا زائِدَهٌ فَرْق بِلا فارِقٍ .

ص:57

و الأَشْوَهُ :المُخْتالُ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

المُشَوَّهُ :القَبِیحُ العَقْلِ .

و خطْبَهٌ شَوْهاءُ :لم یُصَلَّ فیها علی النبیِّ صلی اللّه علیه و سلّم.

و تَشوَّهَ :رَفَعَ طَرْفَه إلیه لیُصِیبَه بالعَیْنِ ؛و به رُوِی:لا تُشَوِّهْ علیَّ ،أَی لا تَقُل ما أَحْسَنَهُ فتُصِیبَنی بالعَیْنِ .

یقالُ :هو یَتَشَوَّهُ أَمْوالَ الناسِ لیُصیبَها بالعَیْنِ .

و شَوَّهَ اللَّهُ حلوقَکُم:أَی وَسَّعَها.

و الشَّوْهاءُ مِن الخَیْلِ :الحَدیدَهُ الفُؤادِ.

و فی التَّهذِیبِ :فَرَسٌ شَوْهاءُ حَدیدَهُ البَصَرِ (1).

و الشَّوَهُ ،محرّکهً :الحُسْنُ .

و شاهَ بُورُ :من مُلُوکِ الفُرْسِ ،و هو سابُورُ ذُو الأکْتافِ .

و الشاهُ :السُّلْطانُ ،فارِسِیَّهٌ ؛و منه الشاهُ المُسْتَعْملهُ فی رقْعَهِ الشَّطَرَنْج؛و منه شَهَنْشَاهْ :أَی مَلِکُ المُلُوکِ ؛قالَ الأعْشی:

و کِسْرَی شَهَنْشاهُ الذی سارَ مُلْکُه

له ما اشْتَهَی راحٌ عَتِیقٌ و زَنْبَقُ (2)

قالَ السُّکَّرِیُّ :أَرادَ شاهانْ شَاه،و لکنَّ الأعْشی حذَفَ الأَلِفَیْن منه؛و نَقَلَه أَیْضاً شرَّاحُ البُخارِی.

و شاهُوَیْه ،بضمِّ الهاءِ:جَدُّ أَبی بکْرٍ محمد بن أَحمدَ ابنِ علیِّ القاضِی الفَقِیه الفارِسِیّ مِن شیوخِ الحاکِم أَبی عبدِ اللَّهِ ،وَرَدَ رَسُولاً إلی نَیْسابُورَ فماتَ بها سَنَه 361؛ و أَیْضاً جَدُّ محمدِ بنِ إبراهیمَ السَّمَرْقَنْدِی عن علیِّ بنِ حَرْبٍ المَوْصِلِیّ ،ماتَ سَنَه 297.

و شاهینُ بنُ مَنْصورِ بنِ عامِرٍ الأرمناویُّ الحَنَفیُّ ؛وُلِدَ سَنَه 1030،و رَوَی عن البَابلیّ و المزاحیّ و الشّبراملسی؛ و عنه عالیاً شیْخنا المعمِّرُ سُلَیْمانُ بنُ مُصْطفیالمَنْصورِیُّ ،و شیوخُ مشایخِنا السیِّدُ علیُّ بنُ مُصْطفَی بنِ حَسَنٍ الضَّریرُ السّیواسیُّ ،و مُصْطفَی بنُ فتْحِ اللَّهِ الحَمویُّ المَکِّیُّ و المعمِّرُ أَبو لُقْمان یَحْیَی بنُ عمَّار بنِ مُقْبِل بنِ شاهان الختلانیُّ سَمِعَ البُخارِی علی الفَرْبری،و عنه الشیخُ المعمِّرُ ثلثمائه سنه بابا یوسف الهَرَویّ ،ذَکَرَه الشیخُ أَبو الفُتُوحِ الطاوِسیّ و من طرِیقِه رَوَیْنا البُخارِی عالِیاً.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

غاوٍ عصی مُرْشِدَهُ و قد نَهَی

صَتَّهْتُهُ و لم یکن مُصَتَّهَا (1)

*و ممَّا یُسْتدرکُ (2)علیه:

صَتَهْتَه :إذا تَغَافَلْت عنه،عامیَّهٌ .

ألا إنّنا کُلّنا بَائِدُ

و أیّ بَنی آدَمٍ خالدُ؟

و بَدْؤُهُم کانَ من رَبّهمْ

و کُلٌّ إلی رَبّهِ عائِدُ

فیا عَجَبَا کیف یَعصِی الإِل

ه أَمْ کَیْفَ یَجْحَدُهُ الجاحِدُ

و فی کل شیءٍ له آیَهٌ

تَدُلّ علی أَنّه واحد (1)

فانْظُرْ ذلکَ .و لا علیکَ مِن اسْتِغرابِ العصام فإنَّه مِن عَدَمِ الإلْمامِ بکَلامِ الأَعْلامِ .

و العَتاهِیَهُ أَیْضاً:ضُلاَّلُ النَّاسِ من التَّجَنُّنِ و الدَّهَشِ ، کالعَتَاهَهِ .

و العَتاهِیَهُ : الأَحْمَقُ .

و یُضَمُّ ، یقالُ :رجُلٌ عَتاهِیَه و عُتاهِیَه .

و عتاهِیَهُ : اسمُ (2)رجُلٍ .

و رجُلٌ عتهٌ و عُتهِیٌّ (3)،بضمِّهِما:مُبالغٌ فی الأَمْرِ جِدَّا.

قُلْتُ :الصَّوابُ فی الأخیرِ بضمِّ ففتحٍ ؛و منه قَوْلُ رُؤْبه:

فی عُتَهِیِّ اللُّبْس و التَّقَیُّنِ (4)

و هو اسمٌ مِن التّعَتُّهِ علی فُعَلِیِّ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه: عَتِهَ ،کفَرِحَ ، عتهاً فهو عتاهِیَهٌ ؛نَقَلَه الجوْهرِیُّ (5)عن الأخْفَش.

و أَوْرَدَه ابنُ القَطَّاع أَیْضاً.

و العَتاهَهُ :الضلالُ و الحُمْقُ .

و رجُلٌ عُنْتُهٌ و عُنْتَهِیٌّ :و هو المُبالغُ فی الأَمْرِ إذا أخذَ فیه.

رُبَّ ذی أُرْبَهٍ مُقِلِّ مِن الما

لِ و ذی عُنْجُهِیَّهٍ مَجْدُودِ (1)

و أَیْضاً: الکِبْرُ و العَظَمَهُ ، کالعُنْجُهانِیَّهِ ، بالتّشْدیدِ و یُخَفَّفُ (2)؛ نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ عن الفرَّاء.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

العُنْجُهِیَّهُ :الجفْوَهُ فی خُشُونهِ المَطْعَمِ و الأُمورِ؛عن ابنِ الأَعْرابیِّ ؛و منه قوْلُ حَسَّان:

و من عاشَ منَّا عاشَ فی عُنْجُهیَّهٍ

علی شَظَفٍ من عَیْشِه المُتَنَکِّدِ (3)

و العُنْجَهُ ،کجَعْفَرٍ و قُنْفُذٍ و العُنْجَهِیُّ :کُلُّه الجافِی مِنَ الرِّجالِ ،الفَتْحُ عن ابنِ الأعْرابیِّ و أَنْشَدَ لرُؤْبَه:

أَدْرَکْتُها قُدَّامَ کُلِّ مِدْرَهِ

بالدَّفْعِ عَنِّی دَرْءَ کُلِّ عُنْجَهِ (4)

کما فی المُحْکَمِ .

و العُنْجُهُ و العُنْجُهَهُ :القُنْفُذَهُ الضَّخْمه؛نَقَلَهُ الأزْهرِیُّ .

و عِزهاهٌ ، بالهاءِ و التاءِ،کما فی الصِّحاحِ ؛ و عِزْهاءُ (1)، بالمدِّ؛عن ابنِ جنِّی.

قالَ :قُلِبتِ الیاءُ الزائِدَهُ فیه أَلِفاً لوُقوعِها طَرَفاً بعْدَ أَلِفٍ زائِدَهٍ ثم قُلِبَتِ الألِفُ هَمْزهً .

و عِنْزَهْوٌ و عِنْزَهْوَهٌ (2)،بکسْرهِنَّ ، کِلاهُما عن الفارِسِیّ .

و عُنْزُهانِیُّ ،بالضَّمِّ ؛ کلُّ ذلِکَ عازِفٌ عن اللَّهْوِ و النِّساءِ لا یَطْرَبُ له و لا یُریدُهُنَّ و یَنْشأُ هذا عن غَفْلهٍ .

قالَ ابنُ جنِّی:و لا نَظِیرَ لعِنْزَهْوٍ إلاَّ أَنْ یکونَ العَیْنُ بدلاً من الهَمْزهِ علی أَنَّه من الزَّهْوِ،و الذی یَجْمَعُهما الانْقِباضُ و التَّأَبِّی،فیکونُ ثانِیَ إنْقَحْلٍ ،و إنْ کانَ سِیْبَوَیْه لم یَعْرِفُ ثانِیاً لإنْقَحْلٍ فی اسمٍ و لا صفَهٍ ؛و قالَ الشَّاعِرُ:

إذا کُنْتَ عِزْهاهً عن اللّهْوِ و الصَّبا

فکُنْ حَجَراً من یابسِ الصَّخْرِ جَلْمَدَا (3)

*قُلْتُ :و منه أَخَذَ الشاعِرُ:

إذا کُنْتَ لم تَهْوَ و لم تَدْرِ ما الهَوَی

فکُنْ حَجَراً صَلْداً یُدَقُّ بک النَّوَی (4)

و قالَ ربیعَهُ بنُ جحدلٍ اللَّحْیانیُّ :

فلا تَبْعَدنْ إمَّا هَلَکْت فلا شَوَی

ضَئِیلٌ و لا عِزْهَی من القومِ عانِسُ (5)

و قالَ الأَزْهرِیُّ :النونُ و الواوُ و الهاءُ الأخیرَهُ فی عِنْزَهْوَهٍ زائِدَهٌ (6)فیه.

و قالَ ابنُ جنِّی: عِنْزَهْو فِنْعَلْوٌ مِنَ العِزْهاهِ مُلْحقٌ ببابِ قِنْدَأْوٍ و سِنْدَأْوٍ و حِنْطَأْوٍ و کِنْثَأْوٍ.

أَو لَئِیمٌ ،أَو لا یَکْتُمُ بُغْضَ صاحِبِه،ج عَزاهٍ ؛ و عَزاهِی (7)کسِعْلاهٍ و سَعالٍ ،کما فی الصِّحاحِ ؛ و عُزْهُونَ بالکسْرِ و ضمِّ الهاءِ هکذا فی النسخِ ،و فی الصِّحاحِ :

و عَزْهُون ،بالضمِّ ؛و هو یحتملُ أَنْ یکونَ ما ذَکَرْنا أَو بضمِّ العَیْنِ کما هو المُتبادَرُ.

قالَ اللیْثُ :تَسْقُط منه الهاءُ و الألِفُ المُمَالَهُ لأنَّها زائِدَهٌ فلا تَسْتَخْلِفُ فتْحهً ،و لو کانتْ أَصْلِیّه مثْلَ أَلِف مُثَنَّی لاسْتَخْلَفَتْ فَتْحه کقَوْلِکَ مُثَنَّوْنَ .

و العِزْهاهُ ،کسِعْلاهٍ :المرأَهُ أَسَنَّتْ و نفسُها تُنازِعُها إلی الصِّبا؛ و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّی لیزیدِ بنِ الحَکَم:

فحقًّا أَیقِنی لا صَبْرَ عنْدِی

عَلیْهِ و أَنْتِ عِزْهاهٌ صَبُورُ (8)

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

رجُلٌ عِنْزَهْوَهٌ :مُنْقبِضٌ مُتَأَبِّ أَو مُعْرِضٌ .

و العِنْزاهُ و العِنْزَهْوَهُ :الکِبْرُ.

و فی الصِّحاحِ :قالَ الکِسائیُّ :رجُلٌ فیه عنزوههٌ (9)أی کِبْرٌ.

و وَجَدْتُ بخطِّ أَبی زکریا صَوابُه عنْزَهْوَهٌ .

و قالَ الزَّمَخْشریُّ : عَزِهَ الرَّجُلُ ،کفَرِحَ ،فهو عَزِهٌ ؛ و الاسمُ العَزاهِیَهُ کفَراهِیَهٍ ،لم یکنْ له أَرَبٌ فی الطَّربِ (10).

و فی الصِّحاحِ :کلُّ شجرٍ یَعْظُمُ و له شَوْکٌ ،و هو علی ضَرْبَیْن:خالِصٌ و غیرُ خالِصٍ ؛فالخالِصُ الغَرْفُ و العُرْفُطُ و الطَّلْحُ و السَّلَم و السِّدْرُ و السَّیَالُ و السَّمُر و الیَنْبُوتُ و القَتادُ الأعْظَمُ و الکَنَهْبُلُ و الغَرَبُ و العَوْسَجُ (1)؛و ما لیسَ بخالِصٍ فالشَّوْحَطُ و النَّبْعُ و الشِّرْیانُ و السَّرَاءُ و النَّشَمُ و العُجْرَمُ و التَّأْلَبُ ،فهذه تُدْعَی عِضاهَ القِیاسِ جَمْعُ قَوْسٍ ،و ما صَغُرَ من شجَرِ الشَّوْکِ فهو العِضُّ ،و ما لیسَ بعِضِّ و لا عِضاهٍ من شجَرِ الشَّوْکِ فالشُّکَاعَی و الحُلاوَی و الحاذُ و الکُبُّ و السُّلَّجُ .

کالعِضَهِ ،کعِنَبٍ ، بحذْفِ الهاءِ الأصْلِیَّه کما حذفَ من الشَّفَهِ ؛و أَنْشَدَ الجوْهرِیُّ ؛

إذا ماتَ منهم مَیِّتٌ سُرِقَ ابْنُه

و من عِضَهٍ ما یَنْبُتَنَّ شَکِیرُها (2)

*قُلْتُ :هو مِن الأَمْثالِ السَّائِرَهِ ،و مِثْلُه قوْلُهم:العَصا مِنَ العُصَیَّهِ ،یریدُ أَنَّ الابنَ یُشْبِهُ الأبَ ،فمنْ رأَی هذا ظنَّه هذا،فکأَنَّ الابنَ مَسْرُوقٌ ؛و الشَّکیرُ ما یَنْبُتُ فی أَصْلِ الشجَرَهِ .

و العِضَهَهِ ،کعِنَبَهٍ ، هو أَصْلُ عِضَه کالشَّفَهِ أَصْلُها شَفَهَهٌ ،فاسْتَثْقلُوا الجَمْعَ بینَ الهاءَیْن.

و قالَ الجوْهرِیُّ :و نُقْصانُ العِضَه الهاء لأنَّها ج علی عِضَاهٍ ، مِثْل شِفَاهٍ ،فتُرَدُّ الهاءُ فی الجَمْعِ و تُصَغَّرُ علی عُضَیْهَهٍ .

و قالَ ابنُ سِیدَه:و أمَّا عِضاهٌ فیُحْتَملُ أَنْ یکونَ مِنَ الجَمْعِ الذی یُفارِقُ واحدَه بالهاءِ کقَتادَهٍ و قَتادٍ،و یحْتَملُ أَنْ یکونَ مُکَسَّراً کأَنَّ واحِدَتَه عِضَهَهٌ .

و قالوا فی القَلِیلِ عِضُونَ ، بالکسْرِ و عِضَواتٌ ، بکسْرٍ ففتحٍ ،فأَبْدَلُوا مَکانَ الهاءِ الواوَ،هذا تَعْلیلُ أَبی حَنیفَهَ .

قالَ ابنُ سِیدَه:و لیسَ بذلکَ القَوْل،قالَ :فأَمَّا الذی ذَهَبَ إلیه الفارِسِیُّ (3)فإنَّ عِضَهً المحْذوفَه یَصْلُح أَنْ تکونَ مِنَ الهاءِ فیما نَراهُ مِن تَصارِیفِ هذه الکَلِمَهِ کقَوْلِهم عِضاهٌ و إِبِلٌ عاضِهَهٌ ،و أَمَّا اسْتِدْلالُه علی کوْنِها مِن الواوِ فبقَوْلِهم عِضَواتٌ ؛قالَ :و أَنْشَدَ سِیْبَوَیْه:

هذا طریقٌ یَأْزِمُ المَآزِما

و عِضَواتٌ تَقْطَعُ اللّهازِما (4)

قالَ :و نظِیرُهُ سَنَه،تکونُ مَرَّهً من الهاءِ لقوْلِهم سانَهْتُ ،و مَرَّهً من الواوِ لقوْلهِم:سَنَوات،و أَسْنَتُوا لأنَّ التاءَ فی أَسْنَتُوا و إن کانتْ بَدَلاً مِن الیاءِ فأَصْلُها الواوُ، و إنَّما انْقَلَبَتْ یاءٍ للمجاوَرَهِ (5)و به تَعْلَم أَنَّ ما نَسَبَه شیْخُنا إلی المصنِّفِ مِنَ التَّخْلیطِ فی غیرِ محلِّهِ .و کذا قَوْلُه فی العِضَه أنها الهاء الأصْلِیه و لیسَ کَذلِکَ ،بل هی بحذْفِ الهاءِ الأصْلِیه کما صَرَّحَ به الجوْهرِیّ ،و من راجَعَ الأصُولَ اسْتَغْنی عن خَبطِ العُقُولِ .

و یقالُ : بَعیرٌ عَضَویٌّ و إبلٌ عَضَویَّهٌ ،بفتْحِ العَیْنِ علی غیرِ قِیاسٍ عنْدَ مَنْ یقولُ نقصانُها الواوُ؛کما فی الصِّحاحِ .

و عِضَهِیٌّ و عِضاهِیٌّ ، بالکسْرِ فیهما.أَمَّا عِضَهِیٌّ فظاهِرٌ و هو الذی یَرْعاها،و أَمَّا العِضاهِیُّ و العِضاهِیَّهُ فإمَّا أَنْ یکونَ مَنْسوباً إلی عِضَهٍ فهُو مِن شاذِّ النَّسَبِ ،و إن کان مَنْسوباً إلی العِضاهِ فهو مَرْدودٌ إلی واحِدِها،و واحِدُها عِضاهَهٌ ،و لا یکونُ مَنْسوبا إلی العِضاهِ الذی هو الجَمْعُ ، لأَنَّ هذا الجَمْعَ و إن أَشْبَهَ الواحِدَ فهو فی مَعْناه جَمْعٌ ،أَلا تَری أَنّ مَنْ أَضافَ إلی تَمْرٍ فقالَ تَمْرِیٌّ لم یَنْسُبْ إلی تَمْرٍ إنَّما نَسَبَ إلی تَمْرهٍ ،و حذَفَ الهاءَ لأنَّ یاءَ النّسَبِ و هاءَ التَّأْنِیثِ یَتَعاقَبَانِ .

و ناقَهٌ عاضِهَهٌ و عاضِهٌ :تَرْعاها، و جِمالٌ عَواضِهُ ؛و قد عَضِهَتْ عَضَهاً .

و رَوَی ابنُ بَرِّی عن علیِّ بنِ حَمْزه قالَ :لا یقالُ بَعیرٌ عاضِهٌ للذی یَرْعی العِضاهَ ،و إنّما یقالُ له عَضهٌ ،و أَمَّا العاضِهُ فهو الذی یَشْتَکی عن أَکْلِ العِضاهِ .

ص:65

و أَرضٌ عَضِهَهٌ ، کفَرِحَهٍ ، و عَضِیهَهُ ، کسَفِینَهٍ ، و مُعْضِهَهٌ ، کمُحْسِنَهٍ :ذاتُ عِضاهٍ ،أَو کَثیرَتُها؛و قد أَعْضَهَتْ ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ .

و أَعْضَهَ القَوْمُ :أَکَلَتْ إِبلُهُمُ العِضاهَ ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ .

و عَضَهَ الرَّجُلُ ، کَمَنَعَ عَضْهاً ، بِالْفَتْحِ ، وَ یُحَرَّکُ ، و عَضِیهَهً ،وَ عِضْهَهً ،بِالْکَسْرِ:کَذَبَ و قِیلَ : سَحَرَ و کَهَنَ .

وَ سُمِّیَ السِّحْرُ عِضْهاً لأَنَّهُ کَذِبٌ وَ تَخْیِیلٌ لاَ حَقِیقَهَ لَهُ .

وَ قَالَ الأَصْمَعِیُّ : العَضْهُ السِّحْرُ،بِلُغَهِ قُرَیْشٍ ،وَ هُمْ یَقُولُونَ للسَّاحِرِ عَاضِهٌ .

وَ أَیْضاً: نَمَّ ؛ وَ قِیلَ :بَهَتَ ،وَ مِنْه

16- الحدیثُ : إِیَّاکُمْ و العَضْهَ :أَ تَدْرُونَ ما العَضْهُ ،وَ هِیَ النَّمِیمَهُ .

وَ قَالَ ابنُ الأَثِیرِ:هِیَ النَّمِیمَهُ القَالَهُ بَیْنَ النَّاسِ ،قالَ :

وَ هَکَذَا رُوِیَ فِی کُتُبِ الحَدِیثِ بِالْفَتْحِ .

وَ قَالَ الأَصْمَعِیُّ :هِیَ الْقَالَهُ القَبِیحَهُ .

و عَضَهَ الْبَعِیرُ عَضْهاً :أَکَلَ العِضَاهَ ،فَهُوَ عَاضِهٌ .

و عَضِهَ الْبَعِیرُ، کَفَرِحَ ، عَضْهاً فَهُوَ عَضِهٌ : اشْتَکَی مِنْ أَکْلِهَا أَوْ رَعَاهَا، قَالَ هِیْمَانُ بْنُ قُحَافَهً :

وَ قَرَّبُوا کلَّ جُمَالِیِّ عَضِهْ

قَرِیبَهٍ نُدْوَتُهُ مِنْ مَحْمَضِهْ (1)

وَ قَالَ أَبُو حَنِیفَهَ :نَاقَهٌ عَضِهَهٌ :تَکْسِرُ عِیدَانَ العِضَاهِ .

و مَرَّ عن علیُّ بنِ حَمْزَهَ أَنَّ العَاضِهَ الَّذِی یَشْتَکِی عَنْ أَکْلِ العِضَاه ،و العَضِهُ الَّذِی یَرْعَاهَا.

وَ وَحَّدَ بَیْنَهُمَا الْجَوْهَرِیُّ فَقَالَ : عَضِهَتِ الإِبِلُ ، بِالْکَسْرِ، تَعْضَهُ عَضْهاً :إِذَا رَعَتِ العِضَاهَ ،فَهُوَ بَعِیرٌ عَاضِهٌ وَ عَضِهٌ ،و أَنْشَدَ قَوْلَ هِمْیَان المَذْکُور.

و عَضَهَ الرَّجُلُ : جَاءَ بِالإِفْکِ وَ الْبُهْتَانِ و النَّمِیمَهِ ؛ کَأَعْضَهَ . یُقَالُ :قَدْ أَعْضَهْتَ یَا رَجُلُ أیْ جِئْتَ بِالبُهْتَانِ ، کَمَا فِی الصِّحَاحِ .

و عَضَهَ فُلاَناً، کَمَنَعَ ، عَضِهاً و عَضِیهَهً : بَهَتَهُ ، أَیْ رَمَاهُ بِالْبُهْتَانِ ، وَ قالَ فِیهِ مَا لَمْ یَکُن، وَ مِنْهُ

16- حَدِیثُ عُبَادَهَ فِی الْبَیُعَهِ : «و لاَ یَعْضَه بَعْضُنا بَعْضاً». ؛أَی لا یَرْمِیهِ بِالَعضِیهَهِ ، مَعْنَاهُ :أَنْ یَقُولَ فِیهِ مَا لَیْسَ فِیه.

و عَضَهَ العِضَاهَ ، کَمَنَعَ ، عَضهاً ، قَطَعَهَا کَعَضَّهَهَا تَعْضِیهاً .

وَ قَالَ أَبُو حَنِیفَهَ : التَّعْضِیَهُ :قَطْعُ العِضَاهِ و احْتِطَابُه، وَ

16- فِی الحَدِیثِ : «ما عُضِهَتْ عِضَاهٌ إِلاَّ بِتَرْکِهَا التَّسْبِیحُ ».

و الْحَیَّهُ العَاضِهُ و العاضِهَهُ :التَّی تَقْتُلُ مِنْ ساعتِها إِذا نَهَشَت.

و العِضَهُ ،کَعِنَبٍ ؛الکَذِبُ و البُهْتَانُ (2)؛نَقَلَهُ الْجَوْهَرِیُّ عَنِ الکِسَائی،قالَ ابنُ بِرِیِّ ؛قال الطُوسیُّ ؛هذا تصحِیفٌ و إِنَّمَا الکَذِبُ العَضْهُ ،وَ کَذَلِکَ العَضِیهَهُ .

قُلْتُ لَیْسَ بِتَصْحِیفٍ بل هُوَ صَحِیحٌ ،و قد جَاءَ هکذا فی کُتُبِ الغَرِیبِ فی الحدِیثِ ؛

16- أَ لاَ أُنْبِئُکُمْ ما العِضَهُ .

وَ

16- فِی آخر: إِیَّاکُمْ و العِضَهَ . بِکَسْرِ العَینِ و الضَّادِ (3).

قالَ الزَّمَخْشَرِیُّ :و هو البَهْتُ .

و العِضَهُ ؛ السِّحْرُ و الکَهَانَهُ بِلْغَهِ قُرَیْسٍ ،و الفِعْلُ کالفِعْلِ و المَصْدَرُ کالمَصْدَرِ،و قالَ :

أَعُوذُ بِرَبِّی مِنَ النَّافِثَا

تِ فی عِضَهِ العَاضِهِ المُعْضِه (4)

وَ یُرْوَی فی عُقُدِ العِاضِهِ ،وَ هِیَ رِوَایَهُ الْجَوْهَرِیِّ .

وَ قَالَ الْجَوْهَرِیُّ ج العِضَه عِضُون ،کَعِزَّهٍ وَ عِزِین، و مِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالی: اَلَّذِینَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِینَ (5).

وَ قَالَ الْفَرَّاءُ؛ العِضُونَ فی کَلاَمِ العَرَبِ السِّحْرُ،وَ جَعَلَهُ مِنَ العَضْهِ ،و نُقْصَانُهُ الهاء و أَصْلُهُ عِضْهَهٌ ،فاسْتَثْقَلُوا الجَمْعَ بَیْنَ هَاءَیْنِ فقالوا: عِضَهٌ ،کَشَفَه وَ سَنَه،و یقالُ ؛ واحِدُهَا عِضَهٌ و أَصْلُهَا عِضْوَهٌ مِنَ عَضَّیْتُ الشَّیْ ءَ؛إِذَا فَرَّقْتُهُ ،جَعَلُوا النُّقْصَانَ الواوَ،و المَعْنَی أَنَّهُمْ فَرَّقُوا یَعْنِی

ص:66

المُشْرِکِینَ أَقَاوِیلَهُمْ فِی القُرْآنِ فَجَعَلُوهُ کَذباً وَ سِحْراً و شِعْراً وَ کَهَانَهً وَ قَدْ نَقَلَ الْجَوْهَرِیُّ القَوْلَیْنِ وَ لاَ تَخْلِیطَ فی کَلاَمِ المِ صَنِّفِ کَمَا زَعَمَهُ شَیْخُنَا.

و العَاضِهُ ؛السَّاحِرُ، بِلُغَهِ قُرَیْشٍ عَنِ الأَصْمَعِیِّ و غَیْرِهِ .

*وَ مِمَّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

عَضَهَهُ عَضْهاً :شَتَمَهُ صَرْیحاً،و منه

16- الحَدِیثُ : مَنْ تَعزَّی بِعَزَاءِ الْجَاهِلِیَّهِ فاعْضَهُوه »،و فی رِوَایَه أُخْرَی:

فَأَعْضُوه بهن أُمِّه». کما فی الرَّوْضِ .

وَ بَیْنَهُم عَضهٌ قَبِیحَهٌ :أَیْ قَالَهُ .

و یقالُ ؛یا لِلْعَضِیهَهِ ،کُسِرَتِ اللامُ علی مَعْنَی اعْجَبُوا لهذه العَضِیهَهِ ،یقالُ ذلکَ عِنْدَ التَّعَجُّبِ مِنَ الإِفْکِ العَطِیمِ ،فَإِذَا نَصَبْتَ اللامَ فَمَعْنَاهُ الاسْتِغَاثَهِ .

و المُسْتَعْضِهَهُ ؛المُسْتَسْحِرَهُ ،و منه

16- الحدیثُ : «لعنَ العَاضِهَهَ و المُسْتَعْضِهَه ».

و یُقالُ ؛فُلانٌ یَنْتَجِبُ غَیْرَ عِضَاهِهِ ؛إِذا انْتَحَلَ شِعْرَ غَیْرِهِ ،و أَنْشَدَ الْجَوْهَرِیُّ :

یا أَیُّهَا الزَّاعِمُ أَنَّی أَجْتَلِبْ

و أَنَّنِی غَیْرَ عِضَاهِی أَنْتَجِبْ

کَذَبْتَ إِنَّ شَرَّ مَا قِیلَ الکَذِبْ (1)

و أَیْضاً: النَّعَامَهُ ، نَقَلَهُ الْجَوْهَرِیُّ .

و العَلْهَانُ :الظَّلِیمُ ، نَقَلَهُ الْجَوْهَرِیُّ .

و العَلَهَانُ ، محرَّکاً:فَرَسَ أَبِی مُلَیْکٍ ، کذا فی النسخِ ، و الصَّوابُ أَبِی مخلَیْلٍ ؛ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی الحارِثِ (1)، و فی بَعْضِ الأُصُولِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحرِثِ و هو الصَّوابُ ، و هو یَرْبُوعِیٌّ .

و العَلْهَاءُ :ثَوْبَانِ یُنْدَفُ فِیهما وَبَرُ الإِبِلِ یُلْبَسُ ، و فی الصِّحَاحِ :یُلْبَسَانِ ، تَحْتَ الدِّرْعِ .

و فی المُحْکَمِ :یَلْبَسُهُما الشُّجاعُ تَحْتَ الدِّرْعِ یَتَوَقَّی بِهِمَا الطَّعْنَ ،و هو قولُ خَالِدِ بْنِ کُلْثُومٍ ،و منه قولُ عَمْرو ابنِ قَمِیئَهَ (2):

وَ تَصَدَّی لِتَصْرَعَ البَطَلَ الأَرْ

وَعَ بَیْنَ الْعَلْهَاءِ و السِّرْبَالِ (3).

وَ قَالَ الأَزْهَرِیّ :وَ قَرَأْتُ بِخَطِّ شَمِرَ فی کِتَابِ السِّلاَحِ له:مِنْ أَسْمَاءِ الدُّرُوعِ العَلْمَاءُ،بالمِیمِ ،و لم أَسْمَعْهُ إِلاَّ فِی بَیْتِ زهیرِ بْنِ جَنَابٍ (4).

و العَلْهَاءُ :اسمُ فَرَسِ (5).

*وَ مِمَّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

العَلَهُ :محرَّکه:الشَّرَهُ .

و أَیْضاً:الحُزْنُ .

و العَلِهُ :کَکَتِفٍ :الذی یَتَرَدَّدُ مُتَحَیِّراً،و الذی تُنَازعُه نَفْسُهُ إِلی الشَّیْ ءِ،و فی التَّهْذِیبِ :إِلی الشَّرِّ، کالعَلْهَانِ .

و قالَ أَبُو سَعِیدٍ:رَجُلٌ عَلْهَانُ عَلاَّنُ : فالعَلْهَانُ :

الجَازعُ ،و العلانُ :الجاهِلُ .و عَلْهَانُ :اسمُ رَجُلٍ مِنْ أَشْرَافِ بَنِی تَمِیم.

العَلْهَانُ :الجَائِعُ .

ذَهَبَتْ ، وَ کَذَلِکَ السُّهَّمَی و السُّهَّیْمَی.

و یُقالُ : عَمَّهْتُ فی ظُلْمِهِ تَعْمِیهاً : إِذَا ظَلَمْتُهُ بِغَیْرِ جَلِیَّهٍ ، کَمَا فِی الأَسَاسِ .

*وَ مِمَّا یُسْتَدْرَکُ عَلْیِهِ :

و رَجُلٌ عَائِهٌ وَ عَاهٍ مِثْلُ مائِهِ وَ مَاهٍ .

وَ رَجُلٌ عَاهُ أَیْضاً:مِثْلُ کَبْش صافٍ ،قَالَ طُفَیْل:

و دار نَطْعَنُ العَاهُونَ عَنْهَا

لِنَبَّتِهِمْ وَ یَنْسَوْنَ الذِّمَامَا (1)

وَ قَالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : العَاهُونَ أَصْحَابَ الرَّیْبَهِ و الخُبْثِ .

وَ زَرْعٌ مَعِیهٌ وَ مَعُوهٌ وَ مَعْهُوهٌ .

وَ بَنُو عَوْهَی :بَطْنٌ مِنَ العَرَبِ بالشأمِ ،قالَ ذُو الجَوْشَنِ الضَّبابِیُّ یَرْثِی أَخَاهُ الصُّمَیْل:

فَیَا رَاکِباً ما عَرَضْتَ مبلعاً

قبائل عَوْهَیّ و العمرّد و أَلْمَعِ

قَالَ ابنُ الکَلْبِیِّ :هُمْ بَنُو عَوْهَی بنِ الهنوء بن الأَزْدِ منهم أَبو حمیدٍ أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ سِنَانٍ (2)العَوْهِیُّ الحمصیُّ صدُوقٌ رَوَی عن أَبی حَیْوَهَ شریح بنِ یَزِید و عن یَحْیَی بن سعیدٍ القَطَّان (3).

وَ عَاهَانُ بنُ کَعْبٍ :شاعِرُ،فَعَلاَنُ مِنْ عَوَهَ ،أَوْ فاعالٌ من عَهَنَ ،و قد ذُکِرَ فی مَوْضِهِ .

قالَ ابنُ سِیدَه:و أَمَّا فُرْهَهٌ فاسمٌ للجَمْعِ ،عِنْدَ سِیبَوَیْهِ ، و لَیْسَ بِجَمْعٍ لِأَنَّ فاعلاً لَیْسَ مِمَّا یُکَسَّرُ عَلی فُعْلَهٍ .

و قال الأَزْهَرِیُّ :یُقال بِرْذَوْنٌ فارِهٌ ،وَ حِمَارٌ فَارِهٌ إِذا کانا سَیُورَیْنِ ،و لا یقالُ للفَرَسِ إِلاَّ جَوادٌ،و یقالُ له رائِعٌ .

و

16- فی حدیثِ جریجٍ : «دابَّهٌ فَارِهَهٌ ». أَیْ نَشِیطَهٌ حَادَّهٌ قَوِیَّهٌ .فَأَمَّا قَوْلُ عَدِیِّ بْنِ زَیْدٍ فی الفَرَسِ :

فَصَافَ یُفَرِّی جُلَّه عَنْ سَرَاتِهِ

یَبُذُّ الجِیَادَ فَارِهاً مُتَتَایِعا (1)

فَزَعَمَ أَبو حاتِم أَنَّ عَدِیًّا لم یَکُنْ لَهُ بَصَرٌ بالخَیْلِ ،و قد خُطِّئَ عَدِیٌّ فی ذَلِکَ ،و الأُنْثَی فَارِهَهٌ .

و فی الصِّحَاحِ :کَانَ الأَصْمَعِیُّ :یُخَطِّئُ عَدِیّ بْنِ زَیْدٍ فی قَوْلِهِ :

فَنَقَلْنَا صَنْعَهُ حتی شَتَا

فَارِهَ البَالِ لَجُوجاً فی السَّنَنْ (2)

قَالَ :وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ عِلْمٌ بالخَیْلِ .

قالَ ابنُ بِرِّی:بَیْتُ عَدِیِّ الذی کانَ الأَصْمَعِیُّ یُخَطِّئه فیه هو قَوْلُهُ :

یَبُذُّ الجِیَادَ فَارِهاً مِتَتَایِعَا

و الفَارِههُ :الجَارِیَهُ الحَسَنَهُ المَلِیحَهُ ، نَقَلَهُ الْجَوْهَرِیُّ .

و أَیْضاً: الفَتِیَّهُ ،و بِهِ فَسَّر ابنُ سِیدَه قَوْلَ النَّابِغَهِ :

أَعْطَی لِفَارِهَهٍ حُلْوٍ تَوَابِعُهَا

مِنَ المَوَاهِبِ لا تُعْطَی عَلی حَسَدِ (3)

و أَیْضاً: الشَّدِیدَهُ الأَکْلِ .

وَ قَالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :رَجُلٌ فَارِهٌ شَدِیدُ الأَکْلِ .

قَالَ :وَ قَالَ عَبْدُ لِرَجُلٍ أَرَادَ أَنْ یَشْتَرِیَهُ :لاَ تَشْتَرِنِی، آکُلُ فَارِهاً ،و أَمْشِی کَارِهاً. و أَفْرَهَتِ النَّاقَهُ فَهِی مُفْرِهٌ وَ مُفْرِهَهٌ :إِذا کَانَتْ تُنْتِجُ الفُرَّهَ . و أَنْشَدَ الْجَوْهَرِیُّ لِأَبِی ذُؤَیْبٍ :

و مُفْرِهَهٍ عَنْسٍ قَدَرَتُ لِسَاقِهَا

فَخَرَّتْ کَمَا تَتَایَعَ الرِّیحُ بالقَفْلِ (4).

کَفَرَّهَتْ تَفْرِیهاً فَهِیَ مُفَرِّهَهٌ ،و أَنْشَدَ الْجَوْهَرِیُّ لِمَالِکِ ابْنِ جِعْدَهَ التَّغْلِبِیِّ :

تَحِلُّ عَلَی مُفَرِّهَهٍ سِنَادٍ

علی أَخْفَافِهَا عَلَقٌ یَمُورُ (5)

و أَفْرَهَ فُلانٌ :اتَّخَذَ غُلاماً فَارِهاً ، أَی:حَسَنُ الوَجْهِ ، عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

وَ فَرِهَ ،کَفَرِحَ :أَشِرَ وَ بَطِرَ. قَالَ الفَرَّاءُ:أُقِیمَت الهَاءُ هنا مَقَامَ الحَاءِ فی فَرِحَ ،و الفَرَحُ فی کَلاَمِ العَرَبِ الأَشِرُ البَطِرُ.یقالُ :لا تَفْرَحْ أَیْ لاَ تَأْشَر.

و فی الصِّحَاحِ :قَولَه تَعَالی: بیوتاً فرِهِین (6)،فَمَنْ قَرَأَهُ کَذَلِکَ فَهُو مِنْ هَذَا،وَ مَنْ قَرَأَهُ فارِهِینَ فَهُوَ من فَرُه ،بالضِّمِ ،انتَهَی.

فعلی الأُولی أَی أَشِرِین بَطِرِینَ ،و علی الثانِیَهِ حَاذِقِینَ ، قَالَه الفَرَّاءُ.

وَ هُوَ یَسْتَفْرِهُ الأَفْرَاسَ :أَیْ یَسْتَکْرِمُهَا.

و الذی فی الأَسَاسِ :فُلاَنٌ یَسْتَفْرِهُ الدّوابَّ .

و ابنُ فِیرُّه ،بِکَسْرِ الفَاءِ و ضمِّ الرَّاءِ المُشَدَّدَهِ أَبُو القاسِمِ و أَبو محمدٍ القاسِمُ ابنُ فِیرُّه بنِ خَلَفِ بنِ أَحمدَ الشَّاطِبِیُّ ناظِمُ القَصِیدَهِ الشَّاطِبِیَّه، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالی، تُوفی بِمِصْرَ سَنَه 590 عن خَمْسٍ وَ خَمْسِینَ سَنَه، وَ مَعْنَاهُ الجَدِیدَهُ (7)بالمَغْرِبِیَّهِ ، وَ فِی فَتحِ المواهب للشَّهَابِ القَسْطَلانی:مَعْنَاهُ الحَدِیدُ،هکذا هو بالحاءِ المُهْمَلَهِ ،و مِثْلُهُ نَصُّ التَّکْمِلَهِ .

وَ فَرَاهَهُ :کَسَحَابَهِ :ه بِسِحِسْتَانَ ،مِنْهَا الإِمَامُ اللُّغَوِیُّ أَبُو

ص:71

نَصْر الفَرَاهِیُّ السنجریُّ مُؤَلِّفُ نِصٍابَ الصِّبْیَانِ (1)باللُّغَهِ الفَارِسِیَّهِ .

*وَ مِمَّا یُسْتَدْرَکُ عَلْیِهِ :

غُلاَمٌ فَرِهٌ ، کَفَارِهٍ کَحَاذِرٍ وَ حَادِرٍ،و به فُسِّرَ أَیْضاً قَوْلُه تَعَالی: بُیُوتاً فَرِهِینَ أَی:حَادِقِینَ .

و أَفْرَهَتِ المَرْأَهُ :جَاءَتْ بِأَوْلاَدٍ مِلاَحٍ .

وَ غُلاَمٌ فَارِهٌ :حَسَنُ الوَجْهِ ،قَالَ الشاعِرُ:

و فَرَساً أُنْثَی وَ عَبْداً فَارِهاً (2)

و الفَرَاهَهُ :الحُسْنُ و المَلاَحَهُ ،وَ مِنه قول الشَّافِعِیِّ فی بابِ نَفَقَهِ المَمَالِیکِ و الجَوَارِی:إِذا کان لَهُنَّ فَرَاهَهٌ زِیدَ فی کِسْوَتهنَّ وَ نَفَقَتِهِنَّ .

و الفَرَاهِیَهُ :النَّشَاطُ ، کالفَرَهَهِ و الفُرُوهَهِ .

و بِمِثْلِ ضَبطِ وَالِدِ الشَّاطِبِیِّ :أَبُو عَلیِّ الحُسَیْنُ بْنُ محمدٍ بن فِیرُّه بن سکرَهَ بن حیون الصَّدفِیُّ ،محِدِّثٌ مَشْهُورٌ مِنْ مَشَایِخِ القاضِی عِیاض،و یُوسُفُ بْنُ محمدِ بْنِ فِیرُّه الأَنْصَارِیُّ المَغْرِبِیُّ (3)سَمِعَ قَاضِی المَارِسْتَان، و یُوسُفُ بْنُ عَبدِ العَزِیزِ بنِ یُوسُفَ بنِ فِیرُّه اللّخَمِیُّ الحَافِظُ مَعْرُوفٌ .

و فَاقَهَهُ :بَاحثَهُ فی العِلْمِ فَفَقَهَهُ ،کَنَصَرَهُ :غَلَبَهُ فِیهِ .

و

16- الحَدِیثِ الذی لا طرق له: «لَعَنَ اللَّهُ النَّائِحَهَ و المُسْتَفْقِهَه » . هِیَ : صَاحِبَهُ النَّائِحَهِ الَّتی تُجَاوِبُهَا فی قَوْلِهَا لأَنَّهَا تَتَلَقَّفَهُ وَ تَتَفَهَّمَهُ (1)فَتُجِیبُهَا عَنْهُ .

وَ یُقالُ للشَّاهِدِ:کَیْفَ فَقَاهَتُکَ لِما أَشْهَدْنَاکَ ،وَ لاَ یُقَالُ فی غَیْرِهِ (2)، کَمَا فی المُحْکَمِ .

أَوْ یُقَالُ فی غَیْرِ الشَّاهِدِ فِیمَا ذَکَرَ الزَّمَخْشَرِیُّ .

*وَ مِمَّا یُسْتَدْرَکُ عَلْیِهِ :

قَالَ ابنُ شُمَیْل:أَعْجَبَنی فَقَاهَتُهُ أَیْ فِقْهُهُ .

وَ کُلُّ عَالِمٍ بِشَیْ ءٍ فَهُوَ فَقِیهٌ .

و فَقِیهُ العَرَبِ :عَالِمُهُمْ .

و الفَقْهَهُ :المَحَالَهُ فی نُقْرَهِ القَفَا،قَالَ الرَّاجِزُ:

و تَضْرِبُ الفَقْهَهَ حتی تَنْدَلِقُ (3)

قال ابنُ برِّی:هو مَقْلُوبٌ مِنَ الفَهْقَهِ .

وَ تَفَقَّهَ :تَعَاطَی الفِقْعِ .

وَ بَیْتُ الفَقِیهِ :مَدِینَتَانِ بالیَمَنِ :إِحْدَاهُمَا المَنْسُوبَهُ إِلَی ابنِ عُجحَیل،و الثَّانِیَهُ :الزَّیْدِیَّه.

وَ لَوْ عُلِمَتْ أَقْوَالُ أَبِی حَنِیفَهَ ،رَضِیَ اللَّهُ تَعَالَی عَنْهُ ، فی ذَلِکَ وَ أَدِلَّتُهُ لأَغْنَتْ وَ أَقْنَتْ عَلَی أَنَّ التَّعَرُّضَ لِمِثْلِ هَذَا فِی مُصَنفاتِ اللُّغَهِ إِنَّمَا هُوَ مِنَ الفُضُولِ الزَّائِدَهِ عَلَی الأَبْوَابِ و الفُصُولِ .

*قُلْتُ :وَ قَدْ أَنْصَفَ شَیْخُنَا رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَی،وَ سَلَکَ الجَادَّهَ وَ مَا اعْتَسَفَ ،و إِنْ یَنْتَهُوا یَغْفِرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ .

و الفَاکِهَانِیُّ بائِعُهَا.

قَالَ سِیْبَوَیْه:و لاَ یُقَالُ لِبَائِعِ الفَاکِهَهِ فَکَّاهٌ کَمَا قالوا لَبَّان وَ نَبَّال،لان هذا الضَّربَ إِنما هو سماعیٌّ ،لا اطِّرادیّ و رجُلٌ فَکِهٌ ، کخَجَلٍ :آکِلُهَا،و الفاکِهَهُ صاحِبُها و کلاهما علی النَّسب الاخیر کتامِرٍ و لابنٍ .وَ قَالَ أَبُو مَعَاذٍ النَّحویُّ :

الفاکِهُ الذی کَثُرَتْ فَاکِهَتُه .

وَ فَکَّهَهُمْ تَفْکِیهاً :أَتَاهُمْ بِهَا.

و الفَاکِهَهُ :النَّخْلَهُ المُعْجِبَهُ و فَاکِهَهُ : اسْمُ (1)رَجُلٍ .

و الفَاجِهَهُ : الحَلْوَاءُ عَلَی التَّشْبِیهِ .

و مِنَ المَجَازِ: فَکَّهَهُمْ بَمُلْحِ الْکَلاَمِ تَفْکِیهاً : إِذَا أَطْرَفَهُمْ بِهَا،و الاِسْمُ الفَکِیهَهُ ، کَسَفِینَهٍ ، وَ الفُکَاهَهُ ،بالضَّمِّ ، و المَصْدَرُ المُتَوَهَّم مِنْهُ الفِعْلُ هُوَ الفَکَاهَهُ ،بالفَتْحِ .

و قَدْ فَکِهَ الرَّجُلُ ، کَفَرِحَ فَکِهاً بِالتَّحْرِیکِ ، وَ فَکَاهَهً فهو فَکِهٌ وَ فَاکِهٌ : أَیْ طَیِّبُ النَّفْسِ ضَحُوکٌ مَزَّاحٌ .

وَ

16- فِی الحَدِیثِ : «کَانَ مِنْ أَفْکَهَ النَّاسِ مَعَ صَبِیِّ .

وَ

16- فِی حَدِیثِ زَیْدِ بْنِ ثَابِتٍ : «کَانَ مِنْ أَفْکَهِ النَّاسِ إِذا خَلاَ مَع أَهْلِهِ .

أَو رَجُلٌ فَکِهٌ : یُحَدِّثُ صَحْبَهُ فَیُضْحِکُهُمْ .

و فَکِهَ مِنْهُ :تَعَجَّبَ ، وَ بِهِ فَسَّرَ بَعْضٌ قَوْلَهُ تَعَالَی: فِی شُغُلِ فَکِهُونَ (2)، کَتَفَکَّهَ . یُقَالُ : تَفَکَّهْنَا مِنْ کَذَا وَ کَذَا، أَیْ تَعَجَّبْنَا؛وَ مِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَی: فَظَلْتُمْ تَفَکَّهُونَ (3)،أَیْ تَتَعَجَّبُونَ مِمَّا نَزَلَ بِکُمْ فِی زَرْعِکُمْ . و مِنَ المَجَازِ: التفاکُهُ :التَّمَازُحُ .

وَ فاکَهَهُ : مُفَاکَهَهً : مَازَحَهُ وَ طَایَبَهُ .

وَ فِی الْمَثَلِ : لاَ تُفَاکِهْ أَمَه و لا تَبُلْ عَلَی أَکَمَه .

وَ تَفَکَّهَ :تَنَدَّمَ ؛ عَنْ ابنِ الأَعْرَابِیِّ ؛وَ بِهِ فُسِّرَ أَیْضاً قَوْلُه تَعَالَی: فَظَلْتُمْ تَفَکَّهُونَ وَ کَذَلِکَ تَفَکَّنُون،وَ هِیَ لُغَهُ لُعْکُل.

وَ قَالَ اللَّحْیَانِیُّ :أَزْدُ شَنُوءَه یَقُولُونَ :وَ تَمِیمُ تقولُ :

تَتَفَکَّنُونَ أَیْ تَتَنَدَّمُونَ .

و تَفَکَّهَ بِهِ : إِذَا تَمَتَّعَ (4)و تَلَذَّذَ.

و تَفَکَّهَ : أَکَلَ الفَاکِهَهِ ، و مِنْهُ الأَثَرِ: تَفَکَّهُوا قَبْلَ الطَّعَامِ وَ بَعْدَهُ .

و تَفَکَّهَ : تَجَنَّبَ عَنِ الفَاکِهَهِ ، فَهُوَ ضِدٌّ.

و الأُفْکُوهَهُ :الأُعْجُوبَهُ ، زِنَهً وَ مَعْنیً .یُقالُ :جَاءَ فُلانٌ بِأُفْکُوهه و أُمْلُوحَه.

وَ نَاقَهٌ مُفْکِهٌ ، و هذه عَنِ اللَّیْثِ . وَ مُفْکهَهٌ ،کَمُحْسِنٍ وَ مُحْسِنَهٍ :خَاثِرَهُ اللَّبَنِ .

وَ فِی الصِّحَاحِ :قَالَ أَبُو زَیْدٍ: أَفْکَهَتِ النَّاقَهُ إِذَا أَدَرَّتْ عِنْدَ أَکْلِ الرَّبِیعِ قَبْلَ النِّتَاجِ ،فَهِیَ مُفْکِهٌ ،انْتَهَی.

وَ قِیلَ :هِیَ إِذَا رَأَیْتَ فِی لَبَنِهَا خُثُورَهً شِبْهَ اللِّبَإِ.

وَ قِیلَ :الَّتِی یُهَرَاق لَبَنُهَا عِنْدَ النِّتَاجِ قَبْلَ أَنْ تَضَعَ .

وَ قَالَ شَمِر:إِذَا أَقْرَبَتْ فَاسْتَرْخَی صَلَواها وَ عَظُمَ ضَرْعُهَا وَ دَنَا نِتَاجُهَا،قَالَ الأَحْوَصُ :

بَنِی عَمِّنَا لاَ تَبْعَثُوا الْحَرْبَ إِنِّنی

أَرَی الحَرْبَ أَمْسَتْ مُفْکِهاً قَدْ أَصَنَّتِ (5)

وَ قَالَ غَیْرُهُ :

مُفْکِهَه أَدْنَتْ عَلَی رَأْسِ الوَلَدْ

قَدْ أَقْرَبَتْ نَتْجاً وَ حَانَ أَنْ تَلِدْ (6)

ص:74

وَ فَکْهَهُ وَ فُکَیْهَهُ ،کَجُهَیْنَهَ :اِمْرَأَتَانِ ، الأَخِیرَهُ یَجُوزُ أَنْ تَکُونَ تَصْغِیرَ فَکِهَه التی هِیَ الطَّیِّبَهُ النَّفْسِ الضَّحُوکِ ،و أَنْ تَکُونَ تَصْغِیرَ فَاکِهَهٍ مُرَخَّماً؛أَنْشَدَ سِیْبَوَیْه:

تَقُولُ إِذا اسْتَهْلَکْتُ مالاً لِلَّذَّهِ

فُکَیْهَهُ هَشَّیْ ءٌ بِکَفَّیْکِ لاَئِقُ (1)

یُرِیدُ:هَلْ شَیْ ءٌ.

وَ فَکِهَهِ :هِیَ بِنْتُ هنیِّ بْنِ بلیِّ أُمّ عَبْدِ مَنَاه بنِ کِنَانَه بنِ خزیمَهَ .

و أَبُو فُکَیْهَه :صَحَابِیٌّ ، و اسْمُهُ یَسَارُ وَ هُوَ مَوْلَی بَنِی عَبْدِ الدَّارِ؛کَمَا فِی الرَّوْضُ .

*قُلْتُ :أَسْلَمَ قَدِیماً وَ عُذِّبَ فِی اللَّهِ وَ هَاجَرَ وَ مَاتَ قَبْلَ بَدْرٍ.

و مِنَ المَجَازِ: هو فَکِهٌ بِأَعْرَاضِ النَّاسِ ،کَکَتِفٍ : أَیْ یَتَلَذَّذُ بِاغْتِیَابِهِمْ .

و فِی الأَسَاسِ : قَوْلُهُ تَعَالَی: فَظَلْتُمْ تَفَکَّهُونَ ؛ تَهَکُّم،أَیْ تَجْعَلُونَ فَاکِهَتُکُم قَوْلَکُمْ إِنّا لَمُغْرَمُونَ فَالتَّفَکُّه هُنَا تَنَاوُلُ الفَاکِهَهِ غَیْرَ أَنَّهُ أَخْرَجَهُ عَلَی سَبِیلِ التَّهَکُّمِ .

أو تَفَکَّهَ هُنَا بِمَعْنَی:أَلْقَی الفَاکِهَهَ عَنْ نَفْسِهِ وَ تَجَنَّبَ عَنْهَا، قَالَهُ ابنْ عَطِیَّهَ فِی تَفْسِیرِهِ .

*وَ مِمَّا یُسْتَدْرَکُ عَلْیِهِ :

رَجُلٌ فَیْکَهَان :طَیِّبُ النَّفْسِ مَزَّاحٌ ،عَن أَبِی زَیْدٍ، و أَنْشَدَ:

إِذَا فَیْکَهَانٌ ذو مُلاءٍ و لِمَّهٍ

قَلِیلُ الأَذَی فِیما یُرَی النَّاسُ مُسْلِمُ (2).

وَ نِسْوَهٌ فَکِهاتٌ :طَیِّبَاتُ النُّفُوسِ .

وَ تَفَکَّهَ :تَعَاطَی الفَکَاهَهَ ،و أَیْضاً:تَنَاوَلَ الفَاکِهَهَ ،هذا تَعْبِیرُ الرَّاغِبِ ،و هُوَ أَحْسَنُ مِمَّا عَبره المُصَنِّفُ .وَ تَرَکْتُ القَوْمَ یَتَفَکَّهُونَ بِفلانٍ :أَیْ یَغْتَابُونَهُ وَ یَنَالُونَ مِنْهُ ؛و منه

16- الحدِیثُ : أَرْبَعَ لَیْسَ غَیْبَهنَّ یِغَیْبَهٍ مِنْهُم المُتَفَکِّهُونَ بالأُمَّهَاتِ . هُمْ الذین یَشْتُمونَهُنَّ مُمَازِحِینَ .

و الفاکِهُ :النَّاعِمُ .

و الفَکِهُ :المُعْجَبُ ؛و أَیْضاً:الأَشِرُ البَطِرُ.

وَ فَکیههُ :أَرْبَعُ صَحَابِیَّاتٍ (3)رَضِیَ اللَّهُ تَعَالی عَنْهُنَّ .

و الفَاکِهُ ابنُ المُغَیْرَهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المَخْزُومِیُّ عَمُّ خَالِدِ ابْنِ الوَلَیدِ،نَقَلَهُ الْجَوْهَرِیُّ .

قَالَ الزُّبَیْر:انْقَرَضَ وَلَدُهُ .

وَ فِی کِنَانَهَ : الفَاکِهُ بْنُ عَمْرُو بنِ الحَرِثِ بنِ مَالِکِ ابنِ کِنَانَه،مِنْهُمْ :محمدُ بْنُ إِسْحَق المَکِّیُّ .رَوَی عَنْهُ محمدُ ابْنُ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ العمانیُّ ،وَ مُوسَی بْنُ إِبْرَاهِیمَ بنِ کَثِیرِ ابنِ بَشیرِ بنِ الفَاکِهِ الأَنْصَارِیُّ السُّلَمِیُّ المدنیُّ الفاکِهِیُّ إِلَی جَدِّهِ المَذْکُور،من شُیُوخِ علیِّ بن المَدِینِی.

و أَمَّا أَبُو عَمَّار زِیَادُ بنُ مَیْمُون الفَاکِهِیُّ فَإِلَی بَیْعِ الفَاکِهَهِ ،رَوَی عَنْ أَنَس،وَ هُوَ کَذَّابٌ .

و المُسَمَّی بالفَاکِهِ خَمْسَه مِنَ (4)الصَّحَابَهِ ؛رَضِیَ اللَّهُ تَعَالَی عَنْهُمْ .

فَمِنْ بَابِ رِیحٍ و أَرْوَاحٍ إِذا لَمْ نَسْمَعَ أَفْیَاهاً ،و أَمَّا کَوْنُهُ جَمعَ الفاهِ ،فَإِنَّ الاِشْتِقَاقَ یُؤْذِنُ أَنَّ فَاهاً مِنَ الوَاوِ لِقَوْلِهِمْ مُفَوَّهٌ ، و أَمَّا کَوْنُهُ جَمعَ فُوهه فَعَلی خِلاَفِ القِیَاسِ کَمَا سَیَأْتِی.

و أَفْمَامٌ ، و اخْتُلِفَ فِیهِ ،فَقِیلَ :إِنَّهُ جَمْعُ فَمِّ ،مُشَدَّد المِیمِ ،حَکَاهُ اللّحْیَانِی،وَ نَقَلَهُ شَارِحُ التَّسْهِیلِ ،و اسْتَدَلَّ أَرْبَابُ هذا القَوْلِ بِقَوْلِ الرَّاجِزِ:

یَا لَیْتَهَا قَدْ خَرَجَتْ مِنْ فُمِّهِ

حَتَّی یَعُودَ المُلْکَ فِی أُسْطُمِّهِ (1)

یُرْوَی بِضَمِّ الفَاءِ،وَ فَتْحِهَا،عَنْ أَبَی زَیْدٍ؛وَ مَنَعَهُ الأَکْثَرُونَ .

فَقَالَ ابنُ جِنیِّ فِی سِرِّ الصِّنَاعَهِ :إِنَّا لَمْ نَسْمَعْهُمْ یَقُولُونَ أَفْمَام.

وَ تَقَدَّم لِلْجَوْهَرِیِّ فِی المِیمِ :وَ لاَ تَقُلْ أَفْمَام.

وَ تَبِعهما الحَرِیری فِی درَّهِ الغَوَّاصِ .

و منهم مَنْ قَالَ :إِنَّ أَفْماماً لُغَهٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ إِلاَّ أَنَّهُ لاَ وَاحِدَ لَهَا مَلْفُوظاً عَلی القِیَاسِ لأَنَّ فَمَاً أَصْلُه فَوَهٌ ، بِالتَّحْرِیکِ أَو بِالتَّسْکِینِ ،کَمَا یَأْتِی عن ابنِ جِنِّی، حُذِفَتِ الهَاءُ کَمَا حُذِفَتْ مِنْ سَنَهٍ فِیمَنْ قَالَ عَامَلْتُهُ مُسَانَههً ،وَ کَمَا حُذِفَتْ مِنْ شَاهٍ وَ عِضَهٍ وَ مِنْ اسْتٍ ، وَ بِقَیتِ الواوُ طَرَفاً مُتَحَرِّکَه،فَوَجَبَ إِبْدالُهَا أَلْفاً لانْفِتَاحِ ما قَبْلَهَا فَبَقِیَ فاً ،و لاَ یَکُونُ الاِسْمُ عَلَی حَرْفَیْنِ أَحْدُهما التَّنْوِینُ ، هکذا هو نَصُّ المُحْکَمُ ،قَالَ شَیْخُنَا:الصَّوَابُ :أَحدهما الأَلف؛ فَأُبْدِلَ مَکَانَهَا حَرْفٌ جَلْدٌ مُشَاکِلٌ لَهَا و هو المیمُ لأَنَّهما شَفَهِیَّتَانِ ، و فی المِیمِ هُوِیٌّ فی الفَمِ یُضَارعُ امْت 2 دادَ الواوِ.

و قالَ أَبو الهَیْثم:العَرَبُ تَسْتَثْقلُ وُقوفاً علی الهاءِ و الحاءِ و الواوِ و الیاءُ إِذا سَکَنَ ما قَبْلَها،فتَحْذِفُ هذه الحُروفَ و تُبْقِی الاسمَ علی حَرْفَینِ کما حَذَفُوا الواوَ مِن أَبٍ و أَخٍ و غَدٍ و هَنٍ ،و الیاءَ من یَدٍ و دَم،و الحاءَ من حِرٍ، و الهاءَ من فُوهٍ و شَفهٍ و شاهٍ ،فلمَّا حَذَفُوا الهاءَ من فُوهٍ بَقِیَتِ الواوُ ساکِنَهً ،فاسْتَثْقلُوا وُقوفاً علیها فحَذَفُوها،فَبَقِیالاسمُ فاوَحْدها (2)فوَصَلُوها بمیمٍ لیَصِیرَ حَرْفَیْن،حَرْفٌ یُبْتدأُ به فیُحرَّک،و حَرْفٌ یُسْکَتُ علَیه فیُسَکَّن.

قالَ ابنُ جنِّی:و إِذا ثَبَتَ أَنَّ عینَ فَمٍ فی الأَصْلِ واوٌ فیَنْبَغی أَن یُقْضَی بسکونِها،لأنَّ السکونَ هو الأَصْلُ حتی تَقومَ الدَّلالهُ علی الحَرکَهِ الزائِدَهِ .فإِن قلتَ :فهَلاَّ قَضَیْتَ بحرکَهِ العَیْنِ لجَمْعِکَ إِیَّاه علی أَفْواهٍ ،لأَنَّ أَفْعالاً إِنَّما هو فی (3)الأمْرِ العامِّ جمعُ فَعَلٍ نَحْوِ بَطَلٍ و أَبْطالٍ و قَدَم و أَقْدامٍ و رَسَنٍ و أَرْسانٍ ؟فالجوابُ :أَنَّ فَعْلاً ممَّا عینُه واوٌ بابُه أَیْضاً أَفْعال،و ذلک سَوْطٌ و أَسْواطٌ ،و حَوْضٌ و أَحْواضٌ ،و طَوْقٌ و أَطْواقٌ ، ففَوْهٌ لأَنَّ عیْنَه واوٌ أَشْبَه بهذا منه بقَدَمٍ و رَسَنٍ .

*قُلْتُ :و به جَزَمَ الرضی و الجوْهرِیُّ و غیرُهُما.و فی الهمع:أَنَّه مَذْهَبُ البَصْرِیَّه،فجَمْعُه علی أَفْواهٍ قیاسِیّ .

و سِیاقُ ابنُ سِیدَه یَقْتَضِی أَنَّه بالتَّحْرِیکِ .و عبارَهُ المصنِّفِ تَحْتملُ الوَجْهَیْن إِلاَّ أَنَّ أَفعالاً فی فَعْل الأجْوف قَلیلٌ ،نَبَّه علیه شیْخُنا.

و قالَ الجوْهرِیُّ : الفُوهُ أَصْلُ قوْلنا فَم لأنَّ الجَمْعَ أَفْواهٌ إِلاَّ أَنَّهم اسْتَثْقلُوا الجَمْعَ بینَ هاءَیْن فی قوْلِکَ هذا فُوهُه بالإِضافَهِ ،فحَذَفُوا منها الهاءَ فقالوا فُوه و فُو زیْدٍ،و رأَیْت فَا زیْدٍ،و مَرَرْت بفِی زیْدٍ،و إِذا أَضَفْتَ إِلی نفْسِک قُلْتَ :

هذا فِیَّ ،یَسْتوِی فیه حالُ الرَّفْع و النَّصْبِ و الخَفْضِ ،لأنَّ الواوَ تُقْلَبُ یاءً فتُدْغَم؛قالَ :و هذا إِنَّما یقالُ فی الإِضافَهِ ،و رُبَّما قالوا ذلک فی غیرِ الإِضافَهِ ،و هو قَلِیلٌ ؛ قالَ العجَّاجُ :

خالَطَ مِنْ سَلْمَی خیاشِیمَ و فا

صَهْباءَ خُرْطوماً عُقاراً قَرْقَفَا (4)

ص:76

وصَفَ عُذوبَهَ رِیقِها،یقولُ :کأَنَّها عُقارٌ خالَطَ خِیاشِیمَها و فاهَا فکَفَّ عن المُضافِ إلیه.

و قالَ ابنُ جنِّی فی قوْلِ العجَّاجِ هذا:إِنَّه جاءَ به علی لُغَهِ مَنْ لم ینوِّنْ ،فقد أُمِنَ حذْف الألِفِ لالْتِقاءِ السَّاکِنَیْن کما أُمِنَ فی شاهٍ و ذا مالٍ .

و (1)قالوا فی تَثْنِیَتِه: فَمَان و فَمَوان و فَمَیَانِ ، محرَّکَتَیْنِ ؛أَمَّا فَمَان فعلی اللَّفْظِ ، و الأَخِیرانِ نادِرَانِ ؛ عن ابنِ الأَعْرابیِّ ،أَی لَما فیهما مِنَ الجمْعِ بینَ البَدَلِ و المُبْدَلِ منه.

و قالَ الجوْهرِیُّ :و إِذا أَفْرَدُوا لم یَحْتملِ الواوُ التَّنْوینَ فحَذَفُوها و عَوَّضُوا من الهاءِ میماً،قالوا:هذا فَمٌ و فَمَانِ و فَمَوانِ ،و لو کانَ المیمُ عِوَضاً مِن الواوِ لَمَا اجْتَمعا.

قالَ ابنُ بَرِّی:المیمُ فی فَمٍ بدلٌ مِن الواوِ،و لیسَتْ عِوَضاً مِن الهاءِ کما ذَکَرَه الجوْهرِیُّ .

و قالَ ابنُ جنِّی:فإِن قُلْتَ :فإِذا کانَ أَصْلُ فَمٍ عنْدَک فَوَه فما تقولُ فی قوْلِ الفَرَزْدق:

هما نَفَثا فی فیَّ مِنْ فَمَوَیْهِما

علی النّابِحِ العاوِی أَشَدَّ رِجام (2)

و إِذا کانتِ المیمُ بَدَلاً مِن الواوِ التی هی عَیْنُ فکیفَ جازَ له الجَمْعَ بَیْنهما؟فالجوابُ أَنَّ أَبا علیِّ حکَی لنا عن أَبی بکْرٍ و أَبی إِسْحاق أَنَّهما ذَهَبا إِلی أَنَّ الشاعِرَ جمعَ بینَ المُعَوَّض و المُعَوَّض عنه،لأنَّ الکَلِمَهِ مَجْهورَهٌ مَنْقوصهٌ ، و أَجازَ أَبو علیِّ فیها وجْهاً آخَرَ،و هو أَنْ تکونَ الواوُ فی فَمَوَیْهِما لاماً فی موْضِعِ الهاءِ مِن أَفْواه ،و تکون الکَلِمَهُ تَعاقَبَ علیها لأَمَانِ هاءٌ مَرَّهً و واوٌ أُخْرَی،فجری هذا مَجْری سَنَهٍ و عِضَهٍ ،أَلا تَرَی أَنَّهما فی قوْلِ سِیْبَوَیْه سَنَوات و أَسْنَتُوا و مُسانَاه و عِضَوات و اوانِ ؟و تَجِدُهما فی قوْلِ مَنْ قالَ لیسَتْ بسَنْهاء و بَعیرٌ عاضِهٌ هاءَیْن.

*قُلْتُ :و أَمَّا سِیْبَوَیْه فقالَ فی قوْلِ الفَرَزْدقِ :إِنَّه علی الضَّرُورَهِ . و الفَوَهُ ،محرّکهً :سَعَهُ الفَمِ و عِظَمُه؛رجُلٌ أَفْوَهُ و امْرأَهٌ فَوْهاءُ بَیِّنا الفَوَهِ ؛و قد فَوِهَ ،کفَرِحَ .

أَو الفَوَهُ : أَن تَخْرُجَ الأَسْنانُ من الشَّفَتَیْنِ مع طُولِها.

و قالَ الجوْهرِیُّ :و یقالُ الفَوَهُ خُرُوجُ الثَّنایا العُلْیا و طُولُها.

قالَ ابنُ بَرِّی:طُولُ الثّنایا العُلْیا یقالُ له الرَّوَقُ ،فأَمَّا الفَوَهُ فهو طُولُ الأَسْنانِ کُلِّها؛ و هو أَفْوَهُ و هی فَوْهاءُ ؛ و کَذلِکَ هو فی الخَیْلِ .

و فَوَّهَهُ اللَّهُ تعالی:جَعَلَهُ أَفْوَه ؛نَقَلَه الجوْهرِیُّ .

و الأَفْوَهُ الأَزْدِیُّ :شاعِرٌ (3)، هکذا فی النُّسخ و الصَّوابُ الأَوْدِیّ ،کما فی الصِّحاحِ و غیرِهِ ،و أَوَدُ قَبیلَهٌ مِن مَذْحِجٍ .

و بِئْرٌ فَوْهاءُ :واسِعَهُ الفَمِ .

و فاهَ به یَفُوهُ و یَفِیه؛قالَ ابنُ سِیدَه:واوِیَّه یَائِیَّه؛ نَطَقَ و لَفَظَ به؛قالَ أُمَیَّه:

فَلا لَغْواً و لا تأْثِیمَ فیها

و ما فاهُوا به لهم مُقِیمُ (4)

کتَفَوَّهَ . یقالُ :ما فُهْتُ بکَلِمَهٍ و ما تَفَوَّهْتُ بمعْنًی،أَی ما فتَحْتُ فمِی بکَلِمَهٍ .

و (5)رجُلٌ مُفَوَّهٌ ،کمعَظَّمٍ ،و فَیِّهٌ ،ککَیِّسٍ ، أَی مِنْطِیقٌ أَی قادِرٌ علی المنْطِقِ و الکَلامِ .

أَو فَیِّهٌ :جَیِّدُ الکَلامِ .

و قالَ ابنُ الأعْرابیِّ :رجُلٌ فَیِّهٌ و مُفَوَّهٌ :حَسَنُ الکَلامِ بَلِیغٌ فیه،کأَنَّه مَأْخُوذٌ مِن الفَوَهِ و هو سَعَهُ الفَمِ .

ص:77

أَو فَیِّهٌ : نَهِمٌ شَدِیدُ الأَکْلِ جَیِّدُه مِن الناسِ و غیرِهِم؛ و کَذلِکَ المُفَوَّهُ :و هو النَّهِمُ الذی لا یَشْبَعُ .

و قالَ الجوْهرِیُّ : الفَیِّهُ الأَکُولُ ،و أَصْلُهُ فَیْوِهٌ ،فأُدْغِمَ ، و هو المِنْطِیقُ أَیْضاً:و امْرأَهٌ فَیِّهَهٌ .

و اسْتَفَاهَ الرَّجُلُ اسْتِفاهَهً و اسْتِفاهاً ؛ الأخیرَهُ عن اللّحْیانیِّ ،فهو مُسْتَفِیهٌ : اشْتَدَّ أَکْلُهُ أَو شُرْبُهُ بعد قِلَّهٍ ، و هو فی الشُّرْبِ قَلِیلٌ .

و قالَ ابنُ الأعْرابیِّ : اسْتَفاهَ فی الطَّعامِ أَکْثَرَ منه؛و لم یخصَّ هل ذلکَ بعد قلَّهٍ أم لا.

و یقالُ :رجُلٌ مُفَوَّهٌ و مُسْتَفِیهٌ :شَدیدُ الأَکْلِ ؛قالَ أَبو زبیدٍ یَصِفُ شِبْلَیْن:

ثم اسْتَفاها فلمْ تَقْطَعْ رَضاعَهما

عن التَّصَبُّبِ لا شَعْبٌ و لا قَدْعُ (1)

أَی اشْتَدَّ أَکْلُهُما،و التَّصَبُّبُ :اکْتِساءُ اللحْمِ بعدَ الفِطامِ .

أَو اسْتَفاهَ : سَکَنَ عَطَشُهُ بالشُّرْبِ .

و الأَفْواهُ :التَّوابِلُ و نَوافِجُ (2)الطِّیبِ .

و قالَ الجوْهرِیُّ : الأَفْواهُ ما یُعالَجُ به الطِّیبُ ،کما أنَّ التَّوابِلَ ما یُعالَجُ به الأَطْعِمَهُ .

و قالَ أَبو حنیفَهَ : الأَفْواهُ أَلْوانُ النَّوْرِ و ضُرُوبُهُ ؛ قالَ ذو الرُّمَّه:

تَرَدَّیْتُ مِنْ أَفْواهِ نَوْرٍ کأَنَّها

زَرابیُّ و ارْتَجَّتْ علیها الرَّواعِدُ (3)

و قالَ مرَّه: الأَفْواهُ ما أُعِدَّ للطِّیبِ من الرّیاحِین؛قالَ :

و قد تکونُ الأفْواهُ مِن البُقُولِ ؛قالَ جمیلٌ :

بها قُضُبُ الرَّیْحانِ تَنْدَی و حَنْوَهٌ

و من کلِّ أَفْواه البُقُولِ بها بَقْلُ (4)

و الأَفْواهُ : أَصْنافُ الشَّیءِ و أَنْواعُهُ ،الواحِدُ فُوهٌ ، کسُوقٍ و جَمْعُه أَسْواقٍ ، جج جَمْعُ الجَمْعِ أَفاوِیهُ ؛ کما فی الصِّحاحِ .

و فَاهَاهُ و فاوَهَهُ :ناطَقَهُ و فاخَرَهُ ، مُفاهَاهً و مُفاوَهَهً .

و الفُوَّهَهُ ،کقُبَّرَهٍ :القالَهُ ؛ هو مِن فُهْتُ بالکَلامِ ؛و منه قَوْلُهم:إنَّ رَدَّ الفُوَّهَهِ لَشَدیدٌ.و یقالُ :هو یَخافُ فُوَّهَهَ الناسِ .

أَو الفُوَّهَهُ : تَقْطِیعُ المُسْلِمِیْنَ بَعْضِهِم بَعْضاً بالغِیبَهِ ، کالفُوهَهِ .

و الفُوَّهَهُ : اللَّبَنُ ما دَامَ فیه طَعْمُ الحَلاوَهِ ، کالفُوهَهِ ؛ و قد یقالُ بالقَافِ و هو الصَّحیحِ ،أَی مع التَّخْفِیفِ کما سَیَأْتی.

و الفُوَّهَهُ من السِّکَّهِ و الطَّریقِ و الوادِی و النَّهرِ: فَمُهُ ، کفُوهَتِه ،بالضَّمِّ مع التَّخْفِیفِ ،و هذه عن ابنِ الأعْرابیِّ .

یقالُ :الزَمْ فُوَّهَهَ الطَّریقِ و فُوهَتَه و فَمَه .

و قیلَ : الفُوَّهَهُ مَصَبُّ النهرِ فی الکِظَامَهِ .

و قالَ اللّیْثُ : الفُوَّهَهُ فَمُ النهْرِ و رأْسُ الوادِی؛و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّی:

یا عَجَباً للأَفْلَقِ الفَلیقِ

صِیدَ علی فُوَّههِ الطَّریقِ (5)

و أَنْکَرَ بعضُهم التَّخْفیفَ فقالَ :قُلْ قَعَدَ علی فُوهَهِ الطَّریقِ و فُوَّهَهِ النهْرِ،و لا تَقُلْ فَم النهْرِ و لا فُوهَتَه بالتخْفِیفِ .

ص:78

و الفُوَّهَهُ : أَوَّلُ الشَّیءِ کأَوَّلِ الزُّقاقِ و النهْرِ.

و یقالُ :طَلَعَ علینا فُوَّهَهُ إِبِلِکَ ،أَی أَوَّلُها بمنْزِلَهِ فُوَّهَهِ الطَّرِیقِ ؛و هو مجازٌ.

ج فُوَّهاتٌ و فَوائِهُ و أَفْواهُ ،الأخیرَهُ علی غیرِ قِیاسٍ ، نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ .

و قالَ الکِسائیُّ : أَفْواهُ ،الأزِقَّهِ و الأنْهارِ،واحِدَتُها فُوَّهَهٌ ، کحُمَّرهٍ ،و لا یقالُ فَمٌ .

و تَفاوَهُوا :تَکَلَّمُوا.

و مِن المجازِ: مَحالَهٌ فَوْهاءُ بَیِّنهُ الفَوَهِ إذا اتَّسَعَتْ و طالَتْ أَسْنانُها التی یَجْرِی الرِّشاءُ بینها؛قالَ الراجزُ:

کَبْداء فَوْهاء کجَوْزِ المُقْحَم (1)

و مِنَ المجازِ: طَعْنَهٌ فَوْهاءُ ، أَی واسِعَهٌ .

و مِن المجازِ: دَخَلُوا فی أَفْواهِ البَلَدِ و خَرَجُوا من أَرْجُلِها، کذا فی النسخِ و الصَّوابُ أَرْجُلِه، و هی أَوائِلُهُ و أَواخِرُهُ ؛ کما فی الأساسِ ؛واحِدَتُها فُوَّهَهٌ کقُبَّرَهٍ ؛و قالَ ذو الرُّمَّه:

و لو قُمْتُ ما قامَ ابنُ لَیْلی لقد هَوَتْ

رِکابی بأَفْواهِ السَّماوهِ و الرِّجْلِ (2)

یقولُ :لو قُمْتُ مَقامَه انْقَطَعَتْ رِکابی.

و مِن المجازِ: لا فُضَّ فُوهُ ،أَی لا کُسِرَ ثَغْرُهُ ؛ و منه قَوْلُ الحَرِیرِیّ :لا فُضَّ فُوکَ و لا بُرَّ مَنْ یَجْفُوکَ ؛یقالُ ذلِکَ فی الدّعاءِ.

و مِن المجازِ: ماتَ لِفِیهِ ،أَی لوَجْهِهِ ؛ کما فی الأساسِ (3).

و مِن المجازِ: لو وجَدْتُ إلیه فَاکَرِشٍ ،أَی لو وجَدْتُ إلیه أَدْنَی طَریقٍ ؛ و مَرَّ له فی الشِّین و قالَ هناک:

أَی سَبیلاً و هو مِن أَمْثالِهِم المَشْهورَهِ و تَفْصِیله فی حَرْفِ الشِّیْن. و مِن أَمْثالِهم فی بابِ الدعاءِ علی الرّجُلِ : فاهَا لِفِیکَ ،أَی جَعَلَ اللَّهُ فَمَ الدَّاهِیَهِ لفَمِکَ ، و هی مِن الأسْماءِ التی أُجْرِیَتْ مُجْرَی المَصادِرِ المَدْعُوّ بها علی إضْمارِ الفِعْلِ غَیْر المُسْتَعْمل إظهارُه.

قالَ سِیْبَوَیْه: فاهَا غَیْرُ منوَّنٍ إنَّما یریدُ فالدَّاهِیَه،و صارَ بَدَلاً مِن اللَّفْظِ بقوْلِه دَهاکَ اللَّهُ ،و یَدُلُّک علی أنَّه یُریدُ الدَّاهِیَه قَوْله:

و داهِیه مِنْ دَواهِی المَنو

نِ یَرْهَبُها الناسُ لا فالَها (4)

فجَعَلَ للدَّاهِیَه فماً ،و کأَنَّه بدلٌ منْ قوْلِهم:دَهاکَ اللَّهُ ، و قیلَ :سَعْناه الخَیْبَه لَکَ ،نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ عن أَبی زیْدٍ.

قالَ :و قالَ أَبو عبیدٍ:أَصْلُه أَنَّه یُریدُ جَعَلَ اللَّهُ بفِیکَ الأرضَ ،کما یقالُ : بفِیکَ الحَجَرُ،و بفِیکَ الأثْلبُ ؛ و أَنْشَدَ لرجُلٍ من بَنی الهُجَیْم:

فقلتُ له فاهَا لفِیکَ فإنَّه

قَلُوصُ امْرئٍ قارِیکَ ما أَنْتَ حاذِرُه (5)

یعْنِی یَقْرِیکَ مِن القِرَی.

قالَ ابنُ بَرِّی:صَوابُه فإنَّها،و البَیْتُ لأبی سِدْرَهَ الأسَدیِّ ؛و یقالُ :الهُجَیْمِیّ .

و حُکِی عن شَمِرٍ قالَ :سَمِعْتُ ابنُ الأَعْرابیِّ یقولُ :

فاهاً بفِیکَ منوَّناً،أَی أَلْصَقَ اللَّهُ فاکَ بالأَرضِ ؛قالَ :

و قالَ بعضُهم: فاهَا لفِیکَ غیْرُ منوَّنٍ ؛دُعاء علیه بکسْرِ الفَمِ أَی کَسَر اللَّهُ فَمَکَ ؛و قالَ الراجزُ:

و لا أَقولُ لذِی قُرْبَی و آصِرهٍ

فاها لِفِیکَ علی حالٍ من العَطَبِ (6)

و مِن المجازِ: سَقَی فلانٌ إِبِلَهُ علی أَفْواهِها (7)، إذا لم

ص:79

یکنْ جَبَی لها الماءَ فی الحوْضِ قَبْل وُرُودِها،و إنَّما نَزَعَ علیها الماءَ حین وَرَدَتْ .

و یقالُ أَیْضاً:جَرَّ فلانٌ إِبِلَهُ علی أَفْواهِها ، أَی تَرَکَها تَرْعَی و تَسِیرُ؛ قالَهُ الأصْمعیُّ و أَنْشَدَ:

أَطْلَقَها نِضْوَ بُلَیِّ ظِلْحِ

جَرّ علی أَفْواهِها و السُّجْحِ (1)

بُلَیّ :تَصْغیرُ بِلْوٍ،و هو البَعیرُ الذی بَلاهُ السَّفَرُ،و أَرادَ بالسُّحْجِ الخَراطِیمَ الطِّوالَ .

و إذا عَرَفْتَ ذلکَ ظَهَرَ لکَ أَنَّ فی سِیاقِ المصنِّفِ سَقْطاً و الصَّوابُ فی العِبارَهِ و سَقَی إبِلَه علی أَفْواهِها نَزَعَ لها الماءَ و هی تَشْربُ .و جَرَّها علی أَفْواهِها :أَی تَرَکَها تَرْعَی و تَسِیرُ؛هذا هو المُوافِقُ لسائِرِ أُمَّهاتِ اللغَهِ ،و هو نَصُّ الأساسِ بعَیْنِه.

و شَرابٌ مُفَوَّهٌ :مُطَیَّبٌ بالأفاوِیه .

و تقولُ : مِنْطِیقٌ مُفَوَّهٌ : أَی بَلِیغُ الکَلامِ .

و مَنْطِقٌ مُفَوَّهٌ : أَی بَلِیغُ الکَلامِ .

و مَنْطِقٌ مُفَوَّهٌ : جَیِّدٌ.

و رجُلٌ فَیِّهٌ ، کسَیِّدٍ، و مُسْتَفِیهٌ : أَی کوفی (2)؛ هکذا فی النسخِ ،و لا أَدْرِی کیفَ ذلکَ ،و لعلَّه کونی بالنّونِ ،و هو الذی یقولُ فی کَلامِهِ کانَ کذا و کانَ کذا،أَشارَ بذلکَ إلی کثْرَهِ الکَلامِ ،أَی کما أَنَّ الفَیِّهَ و المُسْتَفِیهَ یُسْتَعْملانِ فی کَثْرهِ الأَکْلِ فکَذلِکَ فی کَثْرَهِ الکَلامِ ،فتأَمَّلْ ؛أَو أنَّ الصَّوابَ فی النسْخهِ أَکُولٌ ،و قد صَحَّفَه النُّسَّاخُ .

و الفُوَّهُ ،کسُکَّرٍ:عُرُوقٌ رِقاقٌ طِوالٌ حُمْرٌ یُصْبَغُ بها، نافِعٌ للکَبِدِ و الطِّحالِ و (3)النِّسَا و وَجَع الوَرِکِ و الخاصِرَهِ ، مُدِرٌّ جِدّاً،و یُعْجَنُ بخَلِّ فیُطْلَی به البَرَصُ فإِنَّهُ یَبْرَأُ.

و قالَ الأَزْهرِیُّ :لا أَعْرِفُ الفُوَّهَ بهذا المعْنَی.

و قالَ بعضُهم:هو الفُوَّهَهُ ؛و سَیَأْتی للمصنِّفِ فی المعْتَلِّ . و ثَوْبٌ مُفَوَّهٌ ؛ و هذه عن اللیث؛ و مُفَوَّی:صُبِغَ به، أَشارَ بهما إلی القَوْلَیْن.

و تَفَوَّهَ المَکانَ :دخَلَ فی فُوَّهَتِه؛ و منه

16- الحدِیثُ : خَرَجَ فلما تَفَوَّهَ البَقِیعَ قالَ :«السلامُ عَلَیْکم». ؛یُریدُ لما دَخَلَ فمَ البَقِیعِ ،فشَبَّهَه بالفَمِ لأنَّه أَوَّل ما یُدْخَل إلی الجَوْفِ منه.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

یقُولونَ :کَلَّمتُه فَاهُ إلی فِیَّ ،أَی مُشافهاً،و نَصْبُ فَاهٍ علی الحالِ بتَقْدِیرِ المُشْتَقِّ .

و قالَ سِیْبَوَیْه:هی من الأسْماءِ المَوْضُوعَهِ مَوْضِع المَصادِرِ،و لا ینْفردُ ممَّا بعْدَه؛و لو قُلْتَ کلَّمتُه فاهُ لم یَجُزْ،لأنَّک تُخْبِر بقُرْبِک منه،و أَنَّک کلَّمتَه و لا أَحَدَ بَیْنک و بَیْنَه،و إن شِئْتَ رفعْتَ أَی و هذه حالُه،انتَهَی.

أَی یقالُ :کلَّمنی فُوهُ إلی فِیَّ ،بالرَّفْعِ ،و الجملَهُ فی مَوْضِعِ الحالِ .

و یقالُ للرَّجُلِ الصَّغیرِ: فُوجُرَذٍ و فُودَبَی ،یلَقَّبُ به الرَّجُلُ .

و یقالُ للمُنْتِنِ رِیحِ الفمِ : فُو فَرَسٍ حَمِرٍ.

و فَرَسٌ فَوْهاءُ شَوْهاءُ:واسِعَهُ الفَمِ فی رأْسِها طُولٌ ،أَو حَدیدَهُ النفْسِ .

و زوْجَتِی فَوْهاءُ شَوْهاءُ:واسِعَهُ الفَمِ قَبیحَهٌ .

و قالوا:هو فَاهٌ بجُوعِه إِذا أَظْهَرَه و أَباحَ به،و الأصْلُ فائِهٌ بجُوعِه،کما قالوا جُرُفٌ هارٌ و هائِرٌ.

و قالَ الفرَّاءُ:رجُلٌ فارُوهَهٌ :یَبُوحُ بکلِّ ما فی نفْسِه و فاهٌ و فاهٍ .

و إنَّه لذُو فُوَّههٍ :أَی شَدیدُ الکلامِ بَسِیطُ اللِّسانِ .

و یقالُ :شَدَّ ما فَوَّهْتَ فی هذا الطَّعامِ و تَفَوَّهْتَ و فُهْتَ :

أَی شَدّ ما أَکَلْتَ .

و یقالُ :ما أَشَدَّ فُوَّهَهَ بعیرِکَ فی هذا الکَلأِ،یُریدُونَ أَکْلَه؛و کَذلِکَ فُوَّهَه فَرَسِکَ ،و مِن هذا قَوْلهم: أَفْواهُها مَجاسُّها،المعْنَی أَنَّ جَوْدَهَ أَکْلِها تَدُلُّکَ علی سِمَنِها فتُغْنِیک عن جَسِّها.

ص:80

و مِن دُعائِهِم:کَبَّهُ اللَّهُ لِفِیهِ ،أَی أَمَاتَه أَو صَرَعَه.

و یقالُ :هذا أَمْرٌ ما فُهْت عنه فُؤُوها ،أَی لم أَذْکُرْه؛ عن الفرَّاء.

و یقالُ : قِلِّهَی ،بکسْرِ القافِ و اللاَّمِ المُشَدَّدَه (1):

حَفِیرَهٌ لسعْدِ بنِ أَبی وقَّاصٍ ،رضِی اللَّه تعالی عنه.

و اقْتَصَرَ السّهیلی فی الرَّوْض علی الضَبْطِ الأَوَّل و قالَ :مَوْضِعٌ بالحجازِ فیه اعْتَزَل سعْدُ حینَ قُتِلَ عُثْمان،رضِیَ اللَّهُ تعالی عنهما،و أَمَرَ أَن لا یُحدَّثَ بشیْ ءٍ من أَخْبارِ الناسِ ،و أَنْ لا یَسْمَع منها شیئاً حتی یَصْطَلحُوا.

*قُلْتُ :و العامَّهُ تقولُ کلیه.

و قَلْهاهُ :د بساحِلِ بَحْرِ عُمانَ .

قالَ ابنُ بطوطه فی رِحْلتِه:مَدینَهٌ فی سَفْحِ جَبَلٍ أَهُلَها عَرَبٌ ،کَلامُهم لیسَ بالفَصِیح و أَکْثَرُهم خَوارِج،و لا یمکنهم إِظْهارُ مَذْهَبِهم لأنَّهم تَحْتَ طاعَهِ مَلِکِ هرمز و هو مِن أَهْلِ السّنَّهِ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

غَدیرٌ قَلْهَی ،کسَکْرَی،أَی مَمْلُوءٌ؛عن الأَصْمعیّ ؛ و نَقَلَه أَبو حَیَّان فی شرْحِ التَّسْهیلِ .

لمَا سَمِعْنا لأمِیرٍ قاها (1)

و القاهُ : الجاهُ .

و أَیْضاً: سُرْعَهُ الإِجابَهِ فی الأَکْلِ ؛ عن ابنِ سِیدَه.

و منه

14- الحدِیثُ : أَنَّ رجُلاً مِن أَهْلِ الیَمَنِ قالَ للنبیِّ صلی اللّه علیه و سلم:إِنَّا أَهْلُ قاهٍ ،فإِذا کانَ قاهُ أَحدِنا دَعا مَنْ یُعِینه فعَمِلُوا له فأَطْعَمَهُم و سَقَاهُم مِن شرابٍ یقالُ له المِزْرُ، فقالَ :أَله نَشْوَهٌ ؟قالَ :نَعَمْ ،قالَ :فلا تَشْربُوه.

قالَ أَبو عبیدٍ: القاهُ سُرْعَهُ الإِجابَهِ و حُسْنُ المُعاوَنَهِ ، یعْنِی أَنَّ بعضَهم یُعاوِنُ بعضاً،و أَصْلُه الطَّاعَهُ ؛و قیلَ :

المعْنَی إِنَّا أَهْلُ طَاعَهٍ لمَنْ یَتَمَلَّکُ علینا،و هی عادَتُنا لا نَرَی خِلافَها،فإِذا أَمَرَنا بأَمْرٍ أَو نهانا عن أَمْرٍ أَطَعْناهُ ،فإِذا کانَ قاهُ أَحَدِنا أَی ذُو قاهٍ أَحَدِنا دَعانا إلی مَعُونَتِه.

و قالَ الدینوریّ :إِذا تَناوَبَ أَهْلُ الجَوْخانِ فاجْتَمعُوا مَرَّهً عنْدَ هذا و مَرَّهً عنْدَ هذا و تَعاوَنُوا علی الدِّیاسِ ،فإِنَّ أَهْلَ الیَمَنِ یسمُّونَ ذلِکَ القاهَ .

و نَوْبهُ کلِّ رجلٍ قاهُهُ ،و ذلکَ کالطَّاعَهِ له علیهم.

یائِیُّ هکذا ذَکَرَه الزَّمَخْشریُّ فی القافِ و الیاءِ (2)و جَعَلَ عَیْنَه مُنْقَلِبه عن یاءٍ و کَذلِکَ ابنُ سِیدَه فی المُحْکَمِ .

و ذَکَرَه الجوْهرِیُّ و ابنُ الأثیرِ فی قَوَهَ .

و قالَ ابنُ بَرِّی: قاهَ أَصْلُه قَیَهَ ،و هو مَقْلوبٌ من یَقَه، بدَلِیلِ قَوْلِهم:اسْتیْقَه الرَّجُلُ إِذا أَطاعَ ،فکانَ صَوابُه أَنْ یقولَ فی التَّرْجمهِ قَیَه،و لا یقولُ قَوَه.قالَ :و حجَّهُ الجوْهرِیِّ أَنَّه یقالُ الوَقْهُ بمعْنَی القاهِ ، و هو الطَّاعَهُ ،و قد وَقِهْتُ ،فهذا یدلُّ علی أنَّه مِن الواوِ.

و القاهُ : الرَّفِیهُ من العَیْشِ . یقالُ :إنَّه لفِی عَیْشٍ قاهٍ ، أَی رَفِیهٍ ؛عن اللَّیْثِ واوِیٌّ .

و القاهِیُّ :الرَّجُلُ المُخْصِبُ فی رَحْلِه؛عن اللَّیْثِ ، واوِیٌّ .

و القُوهَهُ ،بالضَّمِّ :اللَّبَنُ إذا تَغَیَّرَ قَلِیلاً و فیه حَلاوَهُ (3)الحَلَبِ ؛نَقَلَهُ الجَوْهرِیُّ .

و رَوَاهُ اللَّیْثُ بالفاءِ،و هو تَصْحیفٌ .

و قالَ أَبو عَمْرٍو: القُوهَهُ اللّبَنُ الذی یُلْقَی علیه من سِقاءٍ رائِبٍ شیءٌ و یَرُوبُ ؛قالَ جندلُ :

و الحَذْرَ و القُوهَه و السَّدِیفَا (4)

و القُوهِیُّ :ثِیابٌ بِیضٌ ، فارِسیَّهٌ .

و قُوهُسْتانُ ،بالضَّمِّ (5)، و یُخْتَصَرُ بحذْفِ الواوِ، کُورَهٌ بَیْنَ نَیْسابُورَ و هَراهَ و قَصَبَتُها قایِنُ .

و أَیْضاً: د بکِرْمانَ قُرْبَ جِیرُفْتَ ،و منه ثَوْبٌ قُوهِیٌّ لمَا یُنْسَجُ بها؛ صَوابُه به؛ أَو کُلُّ ثَوْبٍ أَشْبَهُهُ یقالُ له:

قُوهِیٌّ و إن لم یَکُنْ من قُوهُسْتانَ ؛ قالَ ذو الرُّمَّه:

من القَهْزِ و القُوهِیِّ بیضُ المَقانِعِ (6)

و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّی لنُصَیْب:

سَوِدْتُ فلم أَمْلِکْ سَوادِی و تَحْتَه

قَمیصٌ منَ القُوهِیِّ بِیضٌ بَنائِقُهْ (7)

و أَنْشَدَ أَبو علیِّ بنُ الحباب التمیمی لنفْسِه لغْزاً فی الهُدْهُد:

ص:83

و لابس حِلّه قوهیه

یسحب منها فضل أردانِ

أربعهٌ أحرفه و هی إنْ

حَقَّقْتَها بالعدّ حرفانِ

و قَوَّهَ تَقْوِیهاً :صَرَخَ .

و (1)یَتقَاوَهانِ :یَصْرخانِ فیَتَعارَفانِ کأنَّهما یَصِیحانِ بصَوْتٍ هو أَمارَهٌ بَیْنهما.

و تَقْوِیهُ الصَّیْدِ:أَن تَحوشَهُ إِلی مَکانٍ . و قد قَوَّه الصائِدُ به و علیه:إِذا صیَّحَ لیَحُوشَهُ ؛نَقَلَهُ الزَّمَخْشریُّ .

و اسْتَقْوَهَهُ :سَأَلَهُ ذلکَ ؛ کلُّ ذلِکَ نَقَلَهُ الصَّاغانیُّ .

و أَیْقَهَ الرَّجُلُ ، و اسْتَیْقَهَ :أَطَاعَ ؛ قالَ المُخَبَّل:

وَ رَدُّوا صُدورَ الخَیْلِ حتی تَنَهْنَهُوا

إِلی ذِی النُّهَی و اسْتَیْقَهُوا للمُحلِّم (2)

أَی أَطاعُوه،و هو مَقْلُوبٌ لأنَّه قدَّمَ الیاءَ علی القافِ ، و کانتِ القافُ قَبْلَها،و یُرْوَی و اسْتَیْدَهُوا،کما فی الصِّحاحِ .

قالَ ابنُ بَرِّی:و قیلَ :إِنَّ المَقْلوبَ هو القاهُ دونَ اسْتَیْقَهُوا.و یقالُ :اسْتَوْدَهَ و اسْتَیْدَهَ إِذا انْقادَ و أَطاعَ ،و الیاءُ بدلٌ مِن الواوِ.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

أَیْقَهَ الرَّجُلُ :إِذا فَهِمَ .

یقالُ : أَیْقِهْ لهذا أَی افْهِمْهُ ؛نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ .

أَری الناسَ اتَّفقُوا علی الحرْفِ الذی فی سُورَهِ البَقَرهِ خاصَّهً إِلاَّ أَنَّه اسمٌ ،و بَقِیَّه القُرْآنِ مَصادِرُ.

أَو بالضَّمِّ :ما أَکْرَهْتَ نَفْسَکَ علیه.و بالفتْحِ :ما أَکْرَهَکَ غیرُکَ علیه. تقولُ :جِئْتُکَ کُرْهاً ،و أَدْخَلْتَنِی کَرْهاً ؛هذا قَوْلُ الفرَّاء.

قالَ الأَزْهرِیُّ :و قد أجْمَعَ کثیرٌ مِن أَهْلِ اللُّغَهِ أَنَّ الکَرْهَ و الکُرْهَ لُغتانِ ،فبأَیِّ لُغَهٍ وَقَعَ فجائِزٌ،إِلاَّ الفرَّاء فإِنَّه فَرَّقَ بَیْنَهما بما تقدَّمَ .

و قالَ ابنُ سِیدَه: الکَرْهُ الإِباءُ و المشَقَّهُ تُکَلَّفُها فَتَحْتَمِلُها؛و بالضمِّ :المشَقَّهُ تَحْتَمِلُها من غیرِ أَن تُکَلَّفَها؛ یقالُ :فَعَلَ ذلکَ کُرْهاً و علی کُرْهٍ .

قالَ ابنُ بَرِّی:و یدلُّ لصحَّهِ قَوْل الفرَّاء قوْلُ اللَّهِ ،عزَّ و جلَّ : وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ کَرْهاً (1)؛و لم یَقْرأْ أَحَدٌ بضمِّ الکافِ ؛و قالَ سبحانه:

کُتِبَ عَلَیْکُمُ الْقِتالُ وَ هُوَ کُرْهٌ لَکُمْ (2)،و لم یَقْرَأْ أَحَدٌ بفتْحِ الکافِ فیَصِیرَ الکَرْه بالفتْحِ فعْلَ المُضْطَرّ،و الکُرْه بالضمِّ فعْلُ المُخْتارِ.

و قالَ الراغِبُ : الکَرْهُ ،بالفتْحِ ،المشَقَّهُ التی تنالُ الإِنْسانَ مِن خارجٍ ممَّا یَحْملُ علیه بإکْراهِ ،و بالضمِّ ما ینالُهُ مِن ذاتِهِ ،و هی ما یعافه و ذلکَ إِمَّا مِن حیْثُ العَقْلِ أَو الشَّرْعِ ،و لهذا یقولُ الإِنْسانُ فی شیءٍ واحِدٍ أُریدُه و أَکْرَهَهُ ،بمعْنَی أُرِیدُه مِن حیثُ الطَّبْعِ و أَکْرَهُه من حیثُ العَقْل أَو الشَّرْعِ (3).

کَرِهَهُ ،کسَمِعَهُ ، کَرْهاً ، بالفتْح و یُضَمُّ ،و کَراهَهً و کَراهِیَهً ،بالتّخْفِیفِ و یُشَدَّدُ، و مَکْرَهَهً ، کمَرْحَلَهٍ و تُضَمُّ رَاؤُه کمَکْرُمَهً ، و تَکَرَّهَهُ بمعْنَی واحِدٍ.

و شیءٌ کَرْهٌ ،بالفَتحِ ،و کَرِهٌ کخَجِلٍ و أَمیرٍ: أَی مَکْروهٌ . و کَرَّهَهُ إِلیه تَکْریهاً :صَیَّرَهُ کَرِیهاً إِلیه،نَقِیضُ حَبَّبَهُ إِلیه؛ و ما کانَ کَرِیهاً فَکَرُهَ ،ککَرُمَ ، کَراهَهً .

و أَتَیْتُکَ کَراهِینَ أَنْ تَغْضَبَ :أَی کراهه (4)أَنْ تَغْضَبَ ، عن اللّحْیانیِّ ،قالَ الحُطَیْئه:

مُصاحِبَهٍ علی الکَراهینِ فارِکِ (5)

أَی علی الکَراهَهِ ،و هی لُغَهٌ نَقَلَها اللّحیانیُّ .

و الکَرْهُ :الجَمَلُ الشَّدیدُ الرأْسِ ؛نَقَلَهُ الجَوْهرِیُّ ؛قالَ الرَّاجزُ:

کَرْه الحَجاجَیْنِ شَدِیدُ الأرْآد (6)

و الکَراهَهُ ،کسَحابَهٍ :الأرضُ الغَلیظَهُ الصُّلْبَهُ ، مثْل القفِّ و ما قارَبَهُ .

و الذی فی التهْذِیبِ :هی الکَرْهَهُ ،و هو الصَّوابُ ، و مثْلُه بخطِّ الصَّاغانیّ .

و الکَرِیهُ :الأسَدُ لأنَّه یُکْرَهُ .

و مِن المجازِ:شَهِدَ الکَرِیهَهَ ، أَی الحَرْبَ أَو الشِّدَّهَ فی الحَرْبِ .

و أَیْضاً: النَّازِلَهَ . و کَرائِهُ الدَّهْرِ:نَوازِلُهُ .

و مِن المجازِ:ضَرَبْتُه بذی الکَرِیهَهِ . ذُو الکَرِیهَهِ :

السَّیفُ الصَّارِمُ الذی یمضِی علی الضَّرائبِ الشِّدادِ لا یَنْبُو عن شیءٍ منها.

و قالَ الأصْمعیُّ :مِن أَسْماءِ السُّیوفِ ذُو الکَرِیهَهِ ،و هو الذی یمضِی فی الضَّرائبِ .

قالَ الزَّمَخْشریُّ : و کَرِیهَتُه بادِرَتُه التی تُکْرَهُ منه.

و الکَرْهاءُ بالمدِّ و یُضَمُّ مَقْصوراً، و هذه عن الصَّاغانیّ ؛ قالَ شیْخُنا:فالقَصْرُ خاصُّ بالضمِّ ،لأنَّ الضمَّ و المدَّ لا قائِل به مع قلَّهِ نَظِیرِه فی الکَلامِ ؛ أَعْلَی النُّقْرَهِ ؛ هُذَلیَّهٌّ ؛ أَرادَ نُقْرَهَ القَفَا.

ص:86

و أَیْضاً: الوَجْهُ مع الرَّأْسِ أَجْمَع.

أَو المَمْدودُ بمعْنَی أَعْلی النُّقْرَهِ ؛و المَقْصورُ بمعْنَی الوَجْهِ و الرَّأْسِ .

و رجُلٌ ذُو مَکْرُوهَهٍ : أَی شِدَّهٍ ؛ قالَ :

و فارِس فی غِمارِ المَوْتِ مُنْغَمِس

إِذا تَأَلَّی علی مَکْروهه صَدَقا (1)

و تَکَرَّهَهُ :تَسَخَّطَهُ .و یقالُ : فَعَلَهُ علی تَکَرُّهٍ و تَکارُهٍ ،و فَعَلَهُ مُتَکارِهاً و مُتَکَرِّهاً ؛کلُّ ذلکَ فی الأساسِ .

و اسْتُکْرِهَتْ فلانَهُ :غُصِبَتْ نَفْسَها؛ کما فی الأساسِ .

زادَ غیرُهُ : فأُکْرِهَتْ علی ذلکَ ،و هی امْرأَهٌ مُسْتَکْرهَهٌ .

و اسْتَکْرَهَ القافِیَهَ : کَرِهَهَا .

و یقالُ : لَقِیتُ دُونَه کَرائِهَ الدَّهْرِ و مَکَارِهَ الدَّهْرِ:و هی نَوازِلُه و شَدائِدُه،الأولی جَمْعُ کَرِیهَهٍ و الثانِیَهُ جَمْعُ مَکْرُوهٍ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

المَکْرَهُ ،کمقْعَدٍ: الکَراهِیَهُ ؛و منه

16- الحدِیثُ : «علی المَنْشَطِ و المَکْرَهِ ». و هُما مَصْدرَانِ ؛و أَنْشَدَ ثَعْلَب:

تَصَیَّدُ بالحُلْوِ الحَلالِ و لا تُرَی

علی مَکْرَهٍ یَبْدُو بها فیَعیبُ (2)

یقولُ :لا تَتَکَلَّمُ بما یُکْرَهُ فیَعیبُها.

و

16- فی الحدِیثِ : «إِسْباغُ الوُضوءِ علی المَکارِهِ ». هو جَمْعُ مَکْرَهٍ لمَا یَکْرَههُ الإِنْسانُ و یشقُّ علیه،و المُرادُ بها الوُضُوء مع وُجودِ الأسْبابِ الشاقَّهِ .

و المَکْرُوهُ :الشَّرُّ؛و قوْلُ الشَّاعِرِ أَنْشَدَه ثَعْلَب:

أَکْرَهَ جِلْبابٍ لمَنْ تَجَلْبَبا (3)

إنَّما هو مِن کَرُهَ ککَرُمَ لا مِنْ کَرِهْت ،لأنَّ الجِلْبابَ لیسَ بکارهٍ .

و وَجْهٌ کَرْهٌ و کَرِیهٌ :قَبیحٌ .

و رجُلٌ کَرْهٌ : مُتَکَرِّهٌ .

و قالَ شرَّاحُه کأکْثَر أَهْل الغَریبِ :إِنَّه غَلَطٌ لا قائِلَ به.

و قالَ السّهیلیّ :بلْ هو قَوْل فیه.

*قُلْتُ :و هو قَوْلُ ابنِ الأعْرابیّ و نَسَبَه الصَّاغانیُّ إلی مُجاهِدٍ.

و کَمِهَ بَصَرُهُ :اعْتَرَتْهُ ظُلْمَهٌ تَطْمِسُ علیه.

و کَمِهَ النَّهارُ:اعْتَرَضَتْ فی شَمْسِهِ غُبْرَهٌ ، و هو مجازٌ.

و کَمِهَ فلانٌ :تَغَیَّرَ لَوْنُه؛ و هو مجازٌ.

و أَیْضاً: زَالَ عَقْلُهُ و سُلِبَ ؛عن المُفَضَّل.

و الکُمْهُ ،بالضَّمِّ :سَمَکٌ بَحْریٌّ .

و المُکَمَّهُ العَیْنَیْن،کمُعَظَّمٍ :مَنْ لم تَنْفَتِحْ عَیْناهُ ؛ عن الفرَّاء.

و قالَ أَبو سعیدٍ: الکامِهُ مَنْ یَرْکَبُ رأْسَهُ لا یَدْرِی أَیْنَ یَتَوجَّهُ ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ ،و هو مجازٌ.

کالمُتَکَمِّهِ . یقالُ :خَرَجَ یَتَکَمَّهُ فی الأرضِ و یَتَقَمَّهُ ،أَی خَرَجَ ضالاً لا یَدْرِی أَیْنَ یَتَوَجَّهُ .

و ذَهَبَتْ إِبِلُهُ کُمَّیْهَی ،کعُمَّیْهَی زِنَهً و معْنًی.

و مِن المجازِ: کَلَأٌ أَکْمَهُ : أَی کثیرٌ لا یُدْرَی أَیْنَ یُتَوَجَّهُ له لِکَثْرَتِهِ ؛ کما فی الأساسِ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

کَمِهَتِ الشمسُ :إِذا عَلَتْها غُبْرَهٌ فأَظْلَمَتْ .

و الأَکْمَهُ :المَسْلوبُ العَقْلِ .

و کَمِهَ لَوْنُه:تَغَیَّرَ.

و کَمِهَ :تَحَیَّرَ و تَرَدَّدَ.

و الأَکْمَهُ :المَمْسُوحُ العَیْنِ ؛نَقَلَهُ البُخارِی عن مُجَاهِد.

و کنه أَی اکتنه (1).

یا رُبَّ شَیْخٍ من لُکَیْزٍ کَهْکَمِ

قَلَّصَ عن ذاتِ شَبابٍ حَذْلَمِ (1)

و الکَهْکَاهُ :الضَّعیفُ .

و تَکَهْکَه عنه:ضَعُفَ .

اللَّهْلَهَهُ :الرجوعُ عن الشیءِ.

و تَلَهْلَهَ السَّرابُ :اضْطَرَبَ .

و بَلَدٌ لَهْلَهٌ و لُهْلُهٌ ،کجَعْفَرٍ و قُنْفُذٍ:واسِعٌ مُسْتَوٍ یَضْطربُ فیه السَّرابُ .

و اللُّهْلُهُ ،بالضمِّ :اتِّساعُ الصَّحراءِ؛أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابیِّ :

و خَرْق مَهارِقَ ذی لُهْلُهٍ

أَجَدَّ الأُوامَ به مَظْمَؤُهْ

و شِعْرٌ لَهْلَهٌ :رَدِیءُ النَّظْمِ .

و اللُّهْلُهُ ،بالضمِّ :القَبِیحُ الوَجْهِ .

و اللاَّتُ :صَنَمٌ لثَقِیفٍ کانَ بالطَّائِفِ ؛ذَکرَهُ الجوْهرِیُّ هنا.

و قالَ :و بعضُ العَرَبِ یقفُ علیها بالتاءِ،و بعضُهم بالهاءِ. و ذُکِرَ فی«ل ت ت».

قالَ ابنُ بَرِّی:حقُّ اللاَّتِ أَنْ یُذْکَرَ فی فَصْلِ لوی، فإنَّ أَصْلَه لَوَیَه مِثْل ذات مِن قَوْلِکَ ذاتُ مالٍ ،و التاءُ للتَّأْنِیثِ ،و هو مِن لَوَی علیه یَلْوِی إذا عَطَفَ لأنَّ الأَصْنَامَ یُلْوَی علیها و یُعْکَفُ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

قَوْلُهم: لاهُمَّ ،المیمُ بدلٌ من یاءِ النِّداءِ أَی یا أللَّهِ ؛ و قوْلُ ذی الإِصْبَع:

لاهِ ابنُ عَمِّکَ لا أَفْضَلْتَ فی حَسَبٍ

عَنِّی و لا أَنْتَ دَیَّانِی فتَخْزُونی (1)

أَرادَ:للَّهِ ابنُ عَمِّک،فحذَفَ لامَ الجرِّ و اللامَ التی بعْدَها،و أَمَّا الأَلِفُ فمنْقَلِبهٌ عن الیاءِ.

و حکَی أَبو زیْدٍ عن العَرَبِ :الحمدُ لاهِ رَبِّ العالَمِینَ ؛ و قد ذَکَرْناه فی«أ ل ه ».

و لِیه ،بالکسْرِ:أُمَّهٌ مِن الأُممِ .

تَمَدَّهِی ما شِئْتِ أَنْ تَمَدَّهِی

فلسْتِ مِنْ هَوْئی و لا ما أَشْتَهی (1)

و هو مادِهٌ مِنْ قوْمٍ مُدَّهٍ (2)،کرُکَّعٍ ؛ و أَنْشَدَ الجوْهرِیُّ لرُؤْبَه:

للَّهِ دَرُّ الغانِیاتِ المُدَّهِ

سَبَّحْنَ و اسْتَرْجَعْنَ من تأَلُّهِی (3)

و تَمَدَّهَ : مثْلُ تَمَدَّحَ ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ .

رجُلٌ مَلِیهٌ :ذاهِبُ العَقْلِ ؛و سَلِیهٌ مَلِیهٌ :لا طَعْم له، کقَوْلهم:سَلِیخٌ مَلِیخٌ .

و قیلَ : مَلِیه إِتْباعٌ ؛حَکَاه ثَعْلَب.